فى اجتماع استثنائى لمجلس كنائس الشرق الأوسط .. انتخاب الأمين العام ميشال عبس.. تعزيز العدالة والسلام فى ظل الأزمات

0 تعليق ارسل طباعة
google news

فى الاجتماع الاستثنائى لمجلس كنائس الشرق الأوسط

انتخاب الأمين العام الدكتور ميشال عبس.. وتعزيز العدالة والسلام فى ظل الأزمات

كيف يمكن للمسيحيين أن يسهموا في حماية البيئة والمسئولية تجاه الخليقة؟

القس رفعت فكرى: موسم الخليقة دعوة للتأمل والحفاظ علي البيئة

دور الكنائس بارز في العمل الإنساني والإغاثي في منطقة الشرق الأوسط

 

يشير مفهوم موسم الخليقة إلى فترة من الوقت يركز فيها المسيحيون، وخاصة في الكنائس التي تلتزم بالليتورجيا، على التأمل في خلق الله والطبيعة، والاعتراف بأهمية الحفاظ على البيئة. يمتد هذا الموسم عادة من 1 سبتمبر حتى 4 أكتوبر، وهو اليوم الذي يحتفل فيه بالقديس فرنسيس الأسيزي، الذي يُعرف بأنه شفيع الحيوانات والطبيعة.

خلال موسم الخليقة، تركز الكنائس والمجتمعات على تعزيز الوعي البيئي وتشجيع ممارسات مستدامة تتماشى مع الرؤية المسيحية للعالم باعتباره خليقة الله، ويتم تنظيم العديد من الأنشطة والصلوات والخدمات الدينية التي تركز على شكر الله على خلقه والدعوة إلى حماية البيئة من التلوث والتدمير. وتشمل أنشطة موسم الخليقة.

الصلوات والعبادات
تعقد صلوات خاصة وعبادات خلال هذا الموسم، تركز على الشكر والتأمل في جمال الخليقة وأهمية الحفاظ عليها.

أنشطة التوعية البيئية
يتم تنظيم ورش عمل، محاضرات، وأنشطة تعليمية لتوعية المجتمع بأهمية حماية البيئة وكيف يمكنهم المساهمة في الحفاظ عليها.

الأعمال الاجتماعية
تشجيع الأفراد والمجتمعات على المشاركة في حملات تنظيف البيئة وزراعة الأشجار والتخفيف من استخدام الموارد الطبيعية بشكل مفرط.

الالتزام بتغيير نمط الحياة
يحث الأفراد على تبني نمط حياة أكثر استدامة، مثل تقليل استخدام البلاستيك، إعادة التدوير، والحفاظ على الطاقة.

ويمثل موسم الخليقة دعوة لكل المسيحيين للتأمل في علاقتهم مع العالم الطبيعي ولتحمل مسئولية أكبر تجاه حماية البيئة باعتبارها جزءًا من الإيمان المسيحي.


 ترسيخ العلاقات بين الكنائس لبناء مسار مشترك بين المسيحيين وتعزيز الخطاب المعتدل

عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط اجتماعها الاستثنائي لانتخاب أمين عام للمجلس، وذلك في دير سيدة البلمند البطريركي للروم الأرثوذكس ومعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي، في لبنان، يوم الجمعة 30 آب" أغسطس 2024.

برئاسة رؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط، مضيف الاجتماع صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، ورئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسية، وصاحب الغبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، ورئيس المجلس عن العائلة الكاثوليكية، وصاحب النيافة الأنبا أنطونيوس، مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى للأقباط الأرثوذكس.

ورئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية، وحضرة القسّ الدكتور بول هايدوستيان، رئيس اتّحاد الكنائس الإنجيلية الأرمنية في الشرق الأدنى، رئيس جامعة هايكازيان في لبنان، ورئيس المجلس عن العائلة الإنجيلية، وبمشاركة حضورية وعن بُعد لأعضاء اللجنة التنفيذية من لبنان وسوريا والعراق ومصر والأردن وفلسطين وقبرص، ممثّلين كنائس الشرق الأوسط الأعضاء في المجلس، وأمين العام المجلس الدكتور ميشال عبس، والأمناء العامّين المشاركين، وفريق عمل الأمانة العامّة من مدراء الدوائر والأقسام وإداريين.

استهل الاجتماع بصلاة افتتاحية وتأمل كتابي برئاسة صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، ودرس المجتمعون جدول الأعمال، حيث استمعوا إلى تقرير مفصل عن أعمال الأمين العام للمجلس خلال السنوات الأربع الماضية، ثم تمّت إعادة انتخاب الدكتور ميشال عبس أمينًا عامًا لمجلس كنائس الشرق الأوسط بالإجماع، وذلك لولاية ثانية مدّتها أربع سنوات.

تطرق المجتمعون إلى أهمية تفعيل قيم العدالة والسلام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، خاصّةً في خضمّ ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وتنكُّر لحقوقه الشرعية الثابتة التي تترك أثرها على كافّة دول المنطقة وعلى الوجود المسيحي في الشرق.

وأثنى المجتمعون على النشاطات التي تُقام بمناسبة السنة الخمسين لتأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط، متطلّعين إلى ترسيخ العلاقات بين الكنائس لبناء مسار مشترك بين المسيحيين، وإلى تعزيز الخطاب المعتدل، عبر تفعيل المساحات الدينية المشتركة المبنيّة على أساس الحوار والأخوّة بين المسيحيين والمسلمين على حدٍّ سواء.

وثمّن المجتمعون عمل الأمانة العامّة للمجلس ودوائره وأقسامه، وأعمال الخدمة والإغاثة التي يؤدّيها لمدّ يد المساعدة إلى المحتاجين في ظلّ الظروف العصيبة التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط.

رفع المجتمعون شكرهم إلى الربّ يسوع الذي بارك اجتماعهم وعضدَهم في أعماله، سائلين إيّاه أن يمنّ على بلدان الشرق الأوسط والعالم بالسلام النابع منه، هو ملك السلام والأمان، لينعم جميع الناس بالطمأنينة والإستقرار، وتحلّ البركة وتفيض النعمة، ومؤكّدين اتّكالهم الدائم على الربّ الذي يشدّد المؤمنين به بقوله: "تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا!" (متى 14: 27).

وقال الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط في العالم سباق محموم اليوم بين من يريد حماية البيئة ويضحي بكل غال ونفيس من أجل ذلك، وبين من يمعن بتدميرها عن أنانية تتسلح بالجهل، تهدف إلى تأمين مصالح لا تأخذ بعين الاعتبار الا حاجتها للربحية. والمدافعون عن البيئة لا يملكون سوى سلاحين إنسانيين، أخلاقيين، هما المعرفة والأخلاق. هم طبعا يتوسلون المناصرة من أجل إيصال كلمتهم وزيادة مؤيديهم، ولكن يبقى تأثير هذه الجماعات محدودا مقابل أخصامهم المدججين بالمصالح ومشتقاتها.

وأعداء البيئة، يمعنون فيها تهشيما، ويسيرون في مسار لا رجعة فيه الى الوراء. إذا كانوا يدرون، فتلك مصيبة، وإن كانوا لا يدرون، فالمصيبة أعظم.

لقد أصيب مناصري البيئة بالإعياء، ولكن ليس بالإحباط، وهم يحاولون مصارعة التنين الذي يلتهم البيئة، تنين الصناعة، والنفايات الكيمائية، والنفايات النووية، وتنين اللامبالاة البشرية.

ومجلس كنائس الشرق الأوسط، من منطلقه الإيماني اللاهوتي، انبرى للدفاع عن بيئتنا المنهكة منذ سنوات، وأصبح ناشطا في شتى المجالات البيئية، اللاهوتية منها، والإعلامية والثقافية والعملانية على الأرض، عبر حملات التشجير والتوعية التي يقوم بها.

ومنذ سنوات أربع، يواكب المجلس موسم الخليقة من بدايته حتى نهايته، من أول أيلول "سبتمبر، إلى الرابع من تشرين الأول" أكتوبر، ويقوم طيلة السنة التي تفصل موسمي خليقة، بكافة النشاطات التي ذكرناها، وذلك عبر وحدة العدالة البيئية التي أنشأها المجلس للاهتمام بالنشاطات البيئية.

رغم الخراب المتقدم الذي أصاب بيئتنا في هذا العالم، ورغم التغيرات المناخية الخطيرة التي يشهدها العالم، والتي تزداد عنفا وسرعة، يبقى الأمل بإنقاذ البيئة قدر الإمكان وإخراجها من براثن مفترسيها.

نحن في مجلس كنائس الشرق الأوسط، نعول كثيرا على العلوم والتكنولوجيا من أجل الدفاع عن البيئة، ومقارعة مغتاليها، ولكننا نعول أكثر على الإيمان بأن الخالق قد سلمنا إياها نظيفة وسليمة ومن واجبنا الأولي الحفاظ عليها وتسليمها للأجيال القادمة.

وقال الدكتور القس رفعت فكري، الأمين العام المشارك، علينا أن نشكر الله في الأوقات التي تقام فيها احتفالات جميلة بمناسبة موسم الخليقة، فهذا الموسم يعد فرصة سنوية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، حيث تُنظم عدة احتفالات في الكنائس، وندعو الله أن تقام هذه الفعاليات من أجل الخليقة الجميلة التي خلقها لنا.

وأضاف «فكري» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» تعتبر هذه الاحتفالات فرصة للتأمل في الطبيعة وللتوعية حول التغيرات المناخية، وكيف يمكن للناس أن يحافظوا على البيئة. من المهم أن نستمتع بالطبيعة الرائعة التي خلقها الله، حيث إن الإنسان وكيل عن الله في الحفاظ على هذه الطبيعة والاعتناء بها.

واستطرد "فكري" لذا، يعد موسم الخليقة فرصة لتذكير الناس بأهمية البيئة، والتأمل في جمالها، والحفاظ عليها من حولنا، فهذا يعزز من جودة حياة الإنسان ويجنب التدمير الذي قد يؤثر على صحته ونفسيته نتيجة التعامل السلبي مع البيئة.

وتابع: أما بخصوص قضية فلسطين، فنحن نصلي من أجل السلام العاجل، وندعو أن يطبق العالم القوانين الدولية ويعمل على حفظ الكرامة الإنسانية. إن مجلس كنائس الشرق الأوسط دائمًا حريص على تقديم المساعدات والإغاثة، ويسعى لمساعدة كل إنسان محتاج يمر بأزمة أو محنة. نصلي من أجل السلام في الشرق الأوسط بصفة عامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق