قيادة التحول الرقمي والمهارات المطلوبة

0 تعليق ارسل طباعة

عملية تحول الأعمال ليست بالأمر السهل، خاصة وأنها ترتبط بإدارة سياسات المنظمة أكثر من مجرد إدخال الحلول والبرامج التقنية. وكما أن هناك من سيتقبل التغيير، سيكون هناك أيضا من يقاومه. لكن من المؤكد أن الوضع الحالي المتقادم لن يكون قادرا على تلبية طلبات الزبائن الجدد. وفي ظل التغير الكبير والسريع الذي تشهده الأعمال في الزمن الراهن، فعملية التحول الرقمي تتطلب مزيجا من الإبداع والتواصل والرؤية وتفهم لإمكانات التقنية، مما يعني أن قيادة هذا التحول تتطلب مجموعة من المهارات لإكماله بنجاح. وفي هذا الصدد، نقاشت (آيونولوجي) للاستشارات عددا من المهارات المطلوبة، والتي يمكن تلخيصها كما يلي:

أولا: الاستيعاب الكامل لمعنى التحول الرقمي Digital Transformation والتفريق بينه وبين رقمنة الإجراءات Digitalization . وكذلك القدرة على استخدام أطر البيانات ونماذج العمل المخصصة لتخطيط التغيير على أسس سليمة. وهذا يقتضي معرفة الهدف من هذا التحول، وتعداد مزايا الوضع الجديد مقارنة بالوضع الحالي، وماهي المخاطر المحتملة خلال رحلة التحول وبعدها.

ثانيا: القدرة على تفنيد وإلغاء الأنظمة الإدارية الغير مجدية. فمن أكبر عوائق عملية التحول هو التحجج بسياسات وإجراءات تم التعارف عليها مسبقا ولم تعد تصلح إلا لتقديم الأعذار والعجز عن أداء العمل.

ثالثا: وضع الافتراضات وسرعة اختبار ثباتها. لفهم هذه النقطة يجب التفريق أولا بين عملية التحول وبين عملية المحافظة على أداء العمل الحالي. فالأولى تمثل تموضعا استراتيجيا، والثانية مجرد روتين للتشغيل يعرفه العاملون. وبالتالي فالتحول قد يواجه مستجدات جديدة، ويتطلب التعامل معها إلى تفكير ووضع فرضيات وخطط للتعامل مع الوضع الجديد المجهول. وفي نفس الوقت اختبار هذه الفرضيات لتثبيتها أو تغييرها في وقت باكر إن تطلب الأمر. وبذلك يتم تفادي النتائج العشوائية في نهاية عملية التحول.

رابعا: التركيز على الاستراتيجية لتحقيق هدف التحول. لأن كثرة الإجراءات قصيرة المدى وانتشار التكتيكات السريعة مؤشر على ضعف القيادة. وقد يؤدي هذا إلى انحراف عملية التحول، وستكون النتيجة مجرد مجموعة إجراءات غير متناسقة تؤدي إلى خسائر في العوائد التشغيلية.

خامسا: القدرة على تحليل وقراءة معطيات البينات بشكل سليم للحصول على الحقيقة. على سبيل المثال، قد يحقق موقع الشركة على الإنترنت عددا كبيرا من الزيارات، لكن حجم المبيعات بالمقابل ضئيل جدا! وبدلا من لوم قسم التسويق، يدرك محلل البينات المتمكن أن طبيعة عمل الشركة الحالية من الأساس لا تتسق مع العصر الرقمي، فيقوم على أساس نتائج تحليل البيانات بوضع خطة التحول المناسبة.

وختاما، لعل أكبر تحد يواجه وتيرة التحول الرقمي هو فهم دور القيادة، ورغم توافر الميزانيات والموارد، إلا أن الأمر يتطلب الجرأة للتغير والارتقاء بطريقة التفكير كذلك. ويجب على قادة التحول الرقمي التمتع بعدد من المهارات من ضمنها المذكورة أعلاه لتحقيق النجاح في مشاريع الأعمال المتحولة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق