الرغبة والإصرار والجمهور.. عوامل ساعدت الزمالك للفوز بالسوبر - مصر بوست

0 تعليق ارسل طباعة

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر بوست نقدم لكم اليوم الرغبة والإصرار والجمهور.. عوامل ساعدت الزمالك للفوز بالسوبر - مصر بوست

اكتسب ديربي الزمالك والأهلي المصريين سمعة كبيرة على مساحة الوطن العربي منذ عقود طويلة، ومن يعشق هذه الأجواء كان عليه دومًا الذهاب إلى استاد القاهرة الدولي ليكون إلى جانب أكثر من مئة ألف من المتفرجين، هناك كان هدير المدرجات يسيطر على الأرجاء، أما العاصمة القاهرة فكانت على عكس ذلك، تعيش على وقع تسعين دقيقة يخيم فيها الهدوء، فالجميع يتسمر أمام شاشة التلفاز لمتابعة المباراة والاستماع لتعليق الكابتن لطيف، أشهر المعلقين العرب على مدار التاريخ.

عملاقا الكرة العربية والأفريقية، توجا باللقبين القاريين عام 1994، ومع استحداث بطولة كأس السوبر الأفريقي قبل موسم واحد فقط من ذلك العام، شد الأهلي والزمالك الرحال فوق أدغال "القارة السمراء" نحو جنوب أفريقيا لخوض نهائي كأس السوبر، حدث لم يسبق وأن عاشته الجماهير المصرية من قبل، الديربي الكبير يلعب للمرة الأولى خارج الحدود المصرية.

بخلاف هذا الحدث النادر، عاد "الكلاسيكو المصري" ليلعب كما جرت العادة في الأراضي المصرية، مرت السنوات وتوالت الأحداث، حتى بدأ عصر الاحتراف والتسويق، وأسوة بالكرة الأوروبية، ونظرًا للجماهيرية الهائلة التي يحظى بها الأهلي والزمالك في الوطن العربي، كان طبيعيًّا أن تنتقل المنافسة المصرية خارج الحدود، فتواجها في بطولات كأس السوبر المصري لأربع مرات في الأراضي الإماراتية، مواجهات لاقت نجاحًا منقطع النظير، ومباريات مثيرة زادت من قيمة الفريقين التسويقية بين الجماهير العربية.

ورغم أن بطولة السوبر المصرية كانت تقتصر على بطلي الدوري والكأس، قبل أن تتوسع لتشمل الوصيفين في كلا البطولتين، إلا أن أهمية خوض نهائي بطولة كأس مصر كانت أكبر، وتساوي في قيمتها تلك المواجهة الأولى في كأس السوبر الأفريقي.

الموعد يتجدد

استضافت السعودية عبر فعاليات "موسم الرياض" النهائي الكبير الذي جرى لحساب موسم 2022-23 المصري، تداخل البطولات وزحمة الأجندة المصرية، فرض تأخير المباراة حتى مارس/ آذار من العام 2024، العاصمة السعودية كانت شاهدة على خوض "كلاسيكو" جديد بين العملاقين، وخلاله تمكن الأهلي من انتزاع الفوز في اللحظات القاتلة بهدفين متتاليين، من إمام عاشور (84) ومجدي أفشة (90+4)، ليتوج الأهلي بلقبه الـ 39 في تاريخ البطولة العريقة.

بعد قرابة ستة أشهر منذ ذلك التاريخ، عاد الفريقان ليضربا موعدًا جديدًا في العاصمة السعودية الرياض، وهذه المرة في تكرارٍ لمشهد العام 1994، كأس السوبر الأفريقي مرة جديدة بين الأهلي بطل دوري الأبطال والزمالك المتوج بكأس الكونفيدرالية.

الجماهير الأهلاوية بدت مرتاحة لموعد المباراة، "المارد الأحمر" قام بصفقات مميزة في فترة الانتقالات الصيفية، وقوة الفريق لم تعرف إلا المزيد منها، فقد حافظ السويسري كولر على كل العناصر التي حققت لقبي الدوري المصري ودوري الأبطال وكأس مصر، على حساب الزمالك بالتحديد.

أما جماهير الزمالك فقد زحفت كعادتها غير آبهة بالخسارة الماضية في بطولة الكأس، واثقة من أن فريقها يمكن أن يحقق الهدف المنشود، حتى وإن كان لا يملك الكثير من النجوم كمنافسه، ولم يجر تلك الصفقات الكبيرة المنتظرة بداية الموسم.

في استاد "المملكة أرينا"، زحفت الجماهير إلى الملعب الحديث، متخذةً جماهير الأهلي مكانها المعتاد "التالتة شمال"، واكتسى المدرج الكبير باللون الأحمر، لترتفع صورة "المارد" الذي سيأتي في أي لحظة لينهي المعركة أيًّا كانت ظروفها، ويكسب اللقب المعتاد.

بينما الزمالكاوية، فتمترسوا في "التالتة يمين"، ورفعوا صورتين عملاقتين لنجومها الذين يؤمن بقدراتهم دومًا في تحقيق النصر، ومهما كان صعبًا. قبل أن يظهر "الفارس الأبيض الملثم" أمام "الأهرامات"، في صورة رمزية عن القتالية التي يتميز بها الفريق.

لحظة الحقيقة

حانت لحظة الحقيقة وبدأت المباراة.. رغبة الزمالك كانت واضحة في الهجوم والتسجيل، ولكن ظلت شباك الشناوي بيضاء سالمة، بينما محاولات الأهلي -رغم قلتها- توجت بركلة جزاء، احتسبها الـ VAR بعد برهة من الوقت قبل استمرار اللعب، صافرة الحكم الليبي أثارت لاعبي الزمالك.. تهديد بالانسحاب ثم هجوم عنيف على الحكم بعد صافرة نهاية المرحلة الأولى.

الأهلي الذي خرج متقدمًا بهدف وسام أبو علي، ظهور وكأنه ضمن الفوز بانتظار مرور الوقت، تعديلات غريبة من المدرب كولر، على عكس منافسه غوميز الذي عزز القوة الهجومية للزمالك، وكلما مرت الدقائق كانت وتيرة الهجوم ترتفع أكثر وأكثر. المنعرج الأخير من المباراة شهد دخول ناصر منسي عند الدقيقة 76، ليزداد التوتر في مدرجات الزمالك، ومعه الإحساس بأن الفوز يضيع شيئًا فشيئًا.

دقيقة واحدة فقط كانت كافية أمام ناصر منسي ليثبت أنه عند حسن الظن، اختراق ممتاز من القائد عمر جابر من الجهة اليمنى، وكرة عرضية على مستوى منخفض هذه المرة.. رامي ربيعة يفشل في إبعاد الكرة، وياسر ابراهيم قلب الدفاع الأهلاوي الآخر لم يحسن قراءة الموقف، لينقض منسي على الكرة ويحولها بثقة ومهارة في مرمى الشناوي.

تحصل منسي على جائزة رجل المباراة بعد الهدف وتسجيل ركلة الترجيح، بعد نهاية المباراة توقف ناصر للحديث إلى winwin، الذي بدا سعيدًا بالتتويج وهو يجيب عن الأسئلة، مؤكدًا: "ما حدث اليوم هو بتوفيق من الله.. بالنسبة إلي أتيت للمباراة بتركيز كبير، أحلم بهذه المباراة منذ أسبوعين. عندما دخلت الملعب كنت أبحث عن التسجيل، فهذا واجبي كمهاجم. عندما انطلق عمر جابر من الجهة اليمنى كنت أنتظر تلك الكرة العرضية، نحن نتدرب عليها ونطبقها في المباريات، صحيح أن أغلب التمريرات كان دومًا عالية من أجل الكرات الراسية، لكن هذه المرة كانت متوسطة وأقرب للأرض، وسجلت الهدف المطلوب وحققنا التعادل".

الزمالك والأهلي.. لعبة الأعصاب

كانت لعبة الأعصاب في ركلات الترجيح، ولكن ظل منسي واثقًا من نفسه: "نعم، كنا عازمين على الفوز، وهنا كان تركيز اللاعبين عاليًا مع كل ركلة، تصدي عواد للكرة الثالثة للأهلي قربنا أكثر من الفوز والذي أتى بالفعل. هذا الانتصار هو الهدية التي يستحقها جمهور الزمالك العظيم. هم يستحقون الأفضل دومًا، ونحن نعدهم بالمزيد".

الزمالك يفرض التعادل، ويقود المباراة إلى ركلات الترجيح، وسط صيحات ومؤازرة جماهيرية لم يسبق لها مثيل من جمهوره الذي عاش على أعصابه، لحظات ما قبل بداية "لعبة الحظ" كان فيها الزمالك مرتاحًا أكثر من منافسه، وتجلى هذا في تسديد ركلات الترجيح.

اقرأ المزيد

التونسي حمزة المثلوثي أكد في حديث خاص مع winwin عقب المباراة هذا الأمر، قائلًا: "لقد تدربنا على تسديد الكرات من نقظة الجزاء، كان هذا أحد الخيارات التي يمكن أن تحسم بها النتيجة. الزمالك اليوم كان على مستوى الحدث، قدمنا مباراة كبيرة وكنا الطرف الأفضل، خصوصًا في السيطرة على الكرة. صحيح أن ركلة الجزاء التي منحت للأهلي بعثرت الأوراق قليلًا، لكن استرجعنا ثقتنا ودخلنا الشوط الثاني بتركيز أعلى، وبالنهاية حققنا الهدف المنشود. جمهور الزمالك يستحق هذا الفوز بهذه الطريقة، ونأمل أن نعطيهم المزيد".

كانت واحدة من الليالي الخالدة في تاريخ الزمالك، استرجع فيها ذكريات الفوز الخارجي الأول على الأهلي عام 1994، وانتزع لقبًا كان يظنه الكثيرون عصيًّا على الفارس الأبيض، لكن نهاية القصة كتبها الزملكاوية بحروف من ذهب، ستمنحهم انتعاشة كبيرة في بداية الموسم الصعب للمنافسة على الألقاب المحلية والأفريقية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق