هل يمكن النجاح فيما فشل فيه صندوق الاستثمارات العامة؟

0 تعليق ارسل طباعة

وقبلت شركة سالك التابعة لصندوق الاستثمارات العرض الملزم من قبل احد المستثمرين الكرام وستبيع كامل حصتها في الشركة السعودية للأسماك. والحقيقة اني أتطلع لمتابعة سير الاحداث المستقبلية للسعودية للإسماك بعد انتقال الحصة للمستثمر (والذي اعتبره جرئ وأتمنى له النجاح المطرد).

تاريخيا السعودية للإسماك تعتبر من اكثر الشركات التي توالت عليها الخسائر عبر السنين، ولم ينجح الصندوق حين كانت ملكيته مباشرة في وقف النزيف المالي كما ولم تنجح سالك حين انتقلت لها الملكية، وفي حالة نجاح المستثمر (وهذا ما اتوقعه شخصيا) ينبغي دراسة الحالة بعمق من قبل كل من المستثمرين وشركات الكابيتال وكليات الاقتصاد والمالية مدعوة أيضا للدراسة والخروج بنتائج موضوعية للنظر في أسباب عدم نجاح الصندوق وسالك من ناحية وأسباب نجاح المستثمر من ناحية أخرى (متى ما تم النجاح بإذن الله). وفي حالة عدم النجاح فأعتقد ينبغي النظر بعمق في وقف الاستثمار السمكي والاكتفاء بالصيادين المحليين والاستيراد.

كثير من الشركات تنجح اذا تولى شأنها مستثمرين افراد او تحالف مستثمرين على وفاق، واكبر صور ذلك نجاح عمليات الخصخصة دوليا، وإقليميا، ومحليا. فالمستثمرين اكثر واقعية، لانهم في المعمعة ان صح التعبير، كما انهم اسرع في اتخاذ القرار، وهم أيضا اقدر على التحكم في المصاريف وترشيدها، وهم أيضا قادرون على جمع الأموال وضخها سواء بالتحالف او الاكتتاب.

في حال نجاح المستثمر الكريم، اعتقد ينبغي ان ينظر الصندوق وشركاته التابعة في بيع مزيدا من الاستثمارات للقطاع الخاص لأخذها لمستويات أخرى، مع التأكيد على ان القطاع الخاص ايضا قد يخسر بل وقد يتعرض المستثمرين للإفلاس أيضا. ولكن ينبغي النظر في كافة الاحتمالات بموضوعية، بيع حصص الحكومة، ومنها حصص الصندوق او شركاته، عادة يأتي بثمار ونجاح.

الصندوق وشركاته يقومون بعمل رائع لا شك، ويؤسسون ويستثمرون، ويطرحون حصص للاكتتاب العام او الخاص، وقد يبيعوا كامل حصصهم او بعضها، وكل هذا إيجابي ولكل فوائده وينبغي دراسة كل حالة على حدة. ولا يسعني سوى الدعاء للصندوق وشركاته بالتوفيق، والدعاء للقطاع الخاص بمزيدا من النجاح في صفقاته.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق