‬"منهربوش".. حملة رقمية بشأن "أحداث الفنيدق" تروم تصحيح التصورات

0 تعليق ارسل طباعة

“مَنْهْرْبُوشْ”، بهذا الشعار اختارت بعض مكونات المجتمع المدني المغربي التجاوب مع محاولة حوالي 3 آلاف مغربي اقتحام مدينة سبتة المحتلة من مدينة الفنيدق، في منتصف شتنبر الجاري، بمشاركة عدد من القاصرين الذين التقطتهم الكاميرات محاولين بدورهم الانخراط في محاولة الهروب.

وأثارت مجموعة من الصور والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل كثيرة بين النشطاء، إذ اختاروا التعليق على هذه الحملة التي خرجت من الشبكات الاجتماعية، مُتجسدة في ما بعد على شاكلة لافتات إشهارية بجنبات بعض شوارع مدينة فاس، تحمل مضامين تؤكد ضرورة إدراك أن “الوطن فوق كل شيء”، وأن “البطالة والفساد ليسا سببا ومبررا من أجل الهروب”، حسب تصور الواقفين وراءها.

وتقف جمعية “مبادرات لتكريس ركائز الدولة الاجتماعية” وراء هذه الحملة، وتقول رئيستها فدوى دادون إن الهيئة المدنية “ارتأت تنظيم هذه الحملة كردّ فعلٍ على ما جرى بالفنيدق مؤخرا”، مردفة: “أردنا أن نقف إلى جانب أبنائنا بهذا الخصوص”.

وكشفت دادون لهسبريس أن “الجمعية تشتغل على هذا الموضوع عبر أيام تحسيسية تتضمن حملة رقمية ومجموعة من المنشورات التي تمت مشاركتها على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، حتى نتمكن من تحقيق الفعالية والوصول إلى المعنيين بالرسالة بالأساس”، موردة أنه “تم كذلك الانخراط في إطلاق هاشتاغ ‘منهربوش'”.

ولفتت المتحدثة ذاتها إلى أن “هذه الأيام التحسيسية تتضمن كذلك حملة على مستوى المؤسسات التعليمية بمدينة فاس، وذلك بالتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس”، مضيفة: “كانت لنا لقاءات ضمن ست ثانويات، تتموقع أساسا بأحياء هامشية بفاس، وذلك رغبة منا في الوصول إلى أكبر عدد من التلاميذ”، وزادت: “تبين لنا أن نسبة مهمة من أبناء هذه المدينة كانوا ضمن المتوجهين إلى سبتة في الخامس عشر من الشهر الجاري”.

وعادت الفاعلة المدنية لتشير إلى أنه “تم كذلك توسيع نطاق هذه العملية التحسيسية عبر وضع أربع لافتات بمناطق متفرقة من مدينة فاس، وهو ما خلق ردود فعل قوية في ما بعد، بما يعني أن الرسالة ضمنيا وصلت إلى شرائح واسعة”، مشيرة إلى أنه “سيتم في الأسبوع المقبل تنظيم مائدة مستديرة سيشارك فيها أصحاب اختصاص وتلاميذ وتلميذات عن ثانويات المدينة، وكذا مديرو مؤسسات، إلى جانب مختصين في الهجرة، مع استحضار شهادات حية لمهاجرين سابقين بالخارج سيتحدثون عما عاشوه هناك”، معلقة: “نعتقد في نهاية المطاف أن هذا في صالح البلاد”.

وفي وقت رفضت الإفصاح عن رأي الجمعية حول ما إذا كانت أحداث الفنيدق “مؤامرة” من عدمها، وهو ما تبناه سياسيون تحت غطاء “جهات غير معروفة”، أوردت المتحدثة: “ذلك يمكن أن يفصل فيه خبراء، بينما نحن ارتأينا مقاربة الواقعة من وجهة مدنية واجتماعية صرفة، إذ مسّتنا في نفوسنا للأسف، وهي كذلك بمثابة جرس إنذار للجميع”، معتبرة أن “ما يجب أن نعرفه هو أن كل مهاجر ومهاجرة تكون وراءهما عائلة تدمر وتعيش الويلات”.

وواصلت دادون: “هناك للأسف أشخاص ينشرون على مستوى المواقع الاجتماعية مقاطع من بلاد المهجر، تغري الناشئة وتخلق لديها تصورات معينة بخصوص الهجرة، وهو ما نحاول تصحيحه عبر استخدام هذه الوسائل الرقمية بطريقة جيدة ومضادة”.

ولم تفوت رئيسة جمعية “مبادرات” الفرصة دون الإشارة إلى أن “المغرب يسير في طريق النمو بطريقة كبيرة، في وقت لا يجب ترك أعداء الوطن بالخارج يحاربوننا بطريقة غير لائقة”، وتابعت: “بالفعل هناك مجهودات حكومية وملكية لا يجب نكرانها، وهناك كذلك جزء من الفساد بطبيعة الحال، ولا يمكن نكرانه هو الآخر، غير أننا يجب أن نعرف أننا معنيون بخطاب مكافحته”.

وفي المقابل لقيت الحملة انتقادات ضمنية على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي من طرف عدد من النشطاء الذين لفتوا إلى أن “حملة مثل هذه لا يمكنها أن تغير وضعا يعرف تعقيدات اقتصادية واجتماعية وحكاماتية كذلك، بفعل استمرار وجود مظاهر الفساد”، طارحين بذلك تساؤلات عن “كيفية إقناع شباب اليوم بمثل هذه المبادرات”، حسبهم.

تجدر الإشارة إلى أن أحداث الفنيدق مازالت تخيم على النقاش السياسي والعمومي، إذ مازالت الأغلبية والمعارضة تتبادلان التدافع السياسي بخصوصها، بين من يرى أن ما حدث يعود إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية، والحكومة التي تتمسك بكون “جهات خارجية غير معروفة” وقفت وراء العملية.

وكانت المؤسسة التنفيذية كشفت على لسان الناطق باسمها، مصطفى بايتاس، الأسبوع الماضي، أنه “يتم تحريض بعض الشباب من طرف جهات غير معروفة عبر استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتعبئتهم، في وقت ناهز عدد الأشخاص الذين حاولوا الهجرة غير القانونية 3 آلاف شخص”، موضحا بذلك أنه “تم إفشال كل المحاولات وتم تقديم 152 شخصا أمام العدالة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق