رهان الإنتاجية يدفع مربي الحلزون في المغرب إلى اعتماد الطريقة الفرنسية

0 تعليق ارسل طباعة

موازاة مع اقتراب بداية الموسم الجديد لتربية الحلزون بالمغرب الذي يبدأ في أكتوبر، يتجه عدد من المستثمرين في هذا المجال إلى التخلي عن الطريقة الإيطالية مقابل خطو خطوات صوب اعتماد الطريقة الفرنسية، على أساس أن هذه الطريقة تساهم في الرفع من المردودية وتقلل من تأثيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة على الإنتاجية النهائية.

ويبدو أن هناك قناعة حالية لدى كثيرين من المستثمرين في مجال تربية الحلزون والمتوفرين على ضيعات خاصة بهذا النشاط بكون الطريقة الإيطالية، التي تعتمد على ترك الحلزون طوال فترة نموه داخل ضيعات عارية من الأعلى وجعله يقتات ويتزاوج بحُرية قبل جمعه، مع اعتماد دورات إنتاج تصل تقريبا إلى 18 شهرا، يعيق تطوير هذا النشاط، الذي يشغل يدا عاملة وينشط على مستوى مساحات مهمة من الأراضي، ويبقى من بين التجارب التي توفر الإنتاجية للسوق الأوروبية أساسا.

ويسود نقاش حاليا بين مهنيي هذا المجال حول الإكراهات التي تواجه الاستثمار فيه، خصوصا فيما يتعلق بالتقنيات والمناهج وطرق الإنتاج، حيث تريث عدد منهم قبل بداية الموسم الجديد في اعتماد الطريقة الايطالية، التي يرون أنها لم تعد ناجعة في زمن التغيرات المناخية، مما يوجب اعتماد طريقة الفرنسيين وتجهيز الضيعات بما يلزم وضبط عملية التزاوج لرفع الإنتاجية.

المهدي مودار، مستثمر في مجال تربية الحلزون بجهة الدار البيضاء سطات، قال إنه “اتضح فعليا أن الطريقة الإيطالية لم تعد مقنعة ولا تعطي نتائج جد إيجابية من ناحية المردودية، وهو ما يجعلنا، كمربين، مطالبين جميعا بالانتقال إلى التجربة الفرنسية المعروفة أساسا باستخدام بيوت مغطاة من مختلف الجوانب، عوضا عن تلك التي يتم فيها ترك الكائنات في مواجهة مع الطبيعة وتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، بما لا ينفع المردودية”.

وأضاف مودار، في تصريح لهسبريس، أن “هناك من لا يزال بالفعل يستخدم الطريقة الإيطالية، مع وجود تحركات نوعية خلال السنوات الأخيرة نحو اعتماد نظيرتها الفرنسية، فعلى سبيل المثال إذا اشتغلنا على ألف مربع سنحصل على طنين في ظرف شهرين باعتماد الطريقة الفرنسية، ونصف طن خلال مدة زمنية تصل إلى 18 شهرا باعتماد الطريقة الايطالية”، لافتا إلى أن “طريقة الفرنسيين تضم شهرين للتزاوج وتفريخ الصغار وأربعة أشهر لمرحلة التسمين”.

كما بيّن أن “النشيطين في هذا المجال بجهة الدار البيضاء، مثلا، يسيرون شيئا فشيئا نحو اعتماد الطريقة الفرنسية بشكل نهائي، حيث بدأ عدد منهم بتجهيز ضيعاتهم بالموانع البلاستيكية، وتوظيف التقنيات الملائمة لارتفاع درجات الحرارة؛ وبفضل بعض التراكم الذي تم تسجيله في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة صرنا أمام ضيعات فلاحية من حجم نصف هكتار إلى هكتارين”، مبرزا أن “كل ألف متر مربع يتطلب حوالي 4 أطنان من المياه يوميا، على أن تكون هذه المياه ذات نسب ملوحة وحموضة معتدلة”.

مواصلا التأكيد على ضرورة التوجه الجماعي للمربين نحو اعتماد الطريقة الفرنسية عوضا عن الإيطالية، سجل المستثمر في هذا المجال أن “الاستثمارات اليوم ليست موجودة في منطقة محددة، بل صارت منتشرة في مناطق متعددة من الساحل الأطلسي، في الوقت الذي تدخل الغالبية العظمى من الإنتاجية إلى السوق الأوروبية”.

من جهته أكد رياض أوحتيتا، مستشار فلاحي، أن “الطريقة الفرنسية بطبيعة الحال تعتبر أفضل من نظيرتها الإيطالية لكونها تساهم في الوصول إلى نتائج جيدة في الإنتاج، ويبدو أن المستثمرين في هذا المجال بدؤوا يعون بشكل أو بآخر هذا المعطى لأن الأمر يتعلق في نهاية المطاف بعملية إنتاجية، ونحن نتحدث عن المغرب أحد أبرز مصدري الحلزون إلى أوروبا ومن أبرز الدول التي تتوفر على الصنف البري”.

وأضاف أوحتيتا، في تصريح لهسبريس، أن “الطريقة الفرنسية جيدة بالنظر إلى أنها تعتمد على التقليل من استيراد أمهات الحلزون وتعتمد على الإنتاج الذاتي لصغار هذه الكائنات، مع عدم نشرها على مستوى الضيعات إلا بعد مدة معينة تفاديا لهلاكها”، مشيرا إلى أن كل هذا يعاكس الطريقة الإيطالية، التي لا تزال تعتمد على ضيعات لا تتوفر على موانع بلاستيكية من مختلف الجوانب، وترك الحلزون يتزاوج في العراء، وهو ما يجعله عرضة لارتفاع درجة الحرارة، مما يؤثر سلبا على نموه”.

ولفت المتحدث إلى مجموعة من الإشكاليات التي صارت تتربص بهذا القطاع، بما فيها “عدم احترام فترات الراحة البيولوجية من قبل المربين، وحتى مرحلة التزاوج، حيث إنه في إطار الطريقة الإيطالية بمجرد نزول المطر، مثلا، يتم جمع الأمهات وإبعادها عن مناطق التسمين”، مضيفا أن “قطاع الحلزون بدأ يفقد شيئا فشيئا بعضا من أرقامه، حيث إن بعض التقنيات المعتمدة من قبل عدد من المربين في هذا الصدد لم تعد متأقلمة مع الظروف المناخية والبيئية التي يعيشها المغرب، والتي تفرض بشكل أو بآخر الانتقال من الطريقة الإيطالية إلى الطريقة الفرنسية”.

كما سجل “أهمية هيكلة قطاع إنتاج الحلزون والمساعدة في تكوين المستثمرين في هذا المجال بما يحافظ على حيوية هذا النشاط، الذي يشمل نسبة مهمة من اليد العاملة على الرغم من قلة الضيعات الفلاحية المخصصة له مقارنة بالأنشطة الأخرى”، جازما في الأخير بـ”انتهاء زمن التجربة الإيطالية بالمغرب مع التغير المناخي الطارئ”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق