كيف علمنا النبي التسامح؟.. عالم أزهري يجيب

0 تعليق ارسل طباعة

أكد الدكتور محمد عبدالدايم الجندي، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، أن التسامح يُعد من أهم القيم التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، وهو ما دعا إليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، معتبرًا أن التسامح يُشكل جوهر الإنسانية.

وأشار الدكتور الجندي إلى أن التسامح قيمة لم تُعرف في المجتمعات البدائية أو بين أولئك الذين يعيشون في الغابات ولم تصلهم الرسالة النبوية، حيث يعتمدون في حياتهم على السلب والنهب. لكنه أوضح أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان مثالًا يحتذى به في نشر قيمة التسامح وتعليمها للناس، وكان يستخدم التسامح كوسيلة لدعوته.

وأوضح أن التسامح الذي جسده النبي صلى الله عليه وسلم كان أساسًا للعلاقات الإنسانية، حيث قال: "التسامح يمكن أن يجذب من يخالفنا إلى الإنسانية أو الإسلام"، واستشهد بموقف زيد بن سعنة، اليهودي الذي أراد اختبار النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليرى رد فعله.

وذكر الجندي حادثة أخرى لرجل من الأعراب جاء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال: "يا محمد، قومنا دخلوا في الإسلام طمعًا برغد العيش، والآن هم في فقر، ونخشى أن يخرجوا من الإسلام كما دخلوا فيه طمعًا." حينها طلب النبي من سيدنا علي التحقق من وجود أموال في بيت المال للمساعدة، وعندما لم يكن هناك ما يكفي، عرض زيد بن سعنة قرضًا على النبي، فقبل النبي عرضه.

تابع الدكتور الجندي بقصة أخرى عن زيد بن سعنة الذي حاول استفزاز النبي صلى الله عليه وسلم بعمل عنيف، حيث قام بخنق النبي فجأة أثناء عودته من جنازة، وكان معه سيدنا عمر وبعض الصحابة. ورد النبي عليه بهدوء قائلًا: "لم يحن موعد سداد الدين بعد"، في موقف يظهر التسامح والصبر. وعندما همّ سيدنا عمر بالدفاع عن النبي قال له النبي: "يا عمر، كان عليك أن تأمرني بحسن الأداء، وأن تأمره بحسن الطلب."

واختتم الدكتور الجندي حديثه بالتأكيد على أن هذا الموقف يظهر الأدب والحلم الذي جسده النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الآخرين، وهي القيم التي نحتاجها في حياتنا اليوم لفهم المعنى الحقيقي للإنسانية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق