شهدت إسرائيل مظاهرات واسعة لليوم الرابع على التوالي، حيث تدفق آلاف المواطنين إلى شوارع تل أبيب ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد، للمطالبة بإتمام صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس" ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. تأتي هذه الاحتجاجات وسط تصاعد الغضب الشعبي ضد حكومة بنيامين نتنياهو، الذي يُحمّله المتظاهرون مسؤولية مقتل ستة أسرى إسرائيليين عُثر على جثثهم في نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة.

احتجاجات أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب

في مساء الثلاثاء، تجمع آلاف المتظاهرين أمام مجمع المباني الحكومية وسط تل أبيب، الذي يضم مقر وزارة الدفاع، في تعبير صارخ عن الغضب الشعبي المتزايد. وأغلق المحتجون جميع مسارات الطريق باستثناء مسلك واحد، مما أدى إلى شل حركة المرور في المنطقة. وفي هرتسليا بيتوح، تجمع متظاهرون آخرون أمام منزل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، يولي إدلشتاين، مطالبين بتحرك فوري لإنقاذ الأسرى المتبقين.

تصاعد الاشتباكات والمطالبات بوقف إطلاق النار

مع استمرار الاحتجاجات، اندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين على شارع بيغن في تل أبيب، حيث أشعل المحتجون النار في الشارع وهم يهتفون بشعارات تطالب بعدم التخلي عن الأسرى. هذه التظاهرات جاءت بعد إعلان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" عن العثور على جثث ستة أسرى إسرائيليين في غزة، وهم كرمل غات، وعدين يروشلمي، وهيرش غولدبرغ بولين، وألكسندر لوبانوف، والموغ ساروسي، وضابط الصف أوري دانينو.
 

الانتقادات تلاحق نتنياهو وإدارة بايدن

أدى اكتشاف جثث الأسرى إلى تصاعد الغضب الشعبي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث يتهمه المتظاهرون بالتقصير في حماية حياة الأسرى وإدارة الأزمة بطريقة غير فعالة. ولم يقتصر الغضب على نتنياهو وحده، بل امتد ليشمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تواجه انتقادات متزايدة بسبب موقفها من الصراع في غزة وعدم نجاحها في الضغط على إسرائيل وحماس للوصول إلى هدنة.

ترامب يستغل الأزمة لمهاجمة بايدن

استغل المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب الأزمة لمهاجمة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، متهماً إياهما بأن "أيديهما ملطخة بالدماء" بسبب مقتل الأسرى الإسرائيليين، ومن بينهم مواطن أمريكي. تصريحات ترامب جاءت لتزيد من حدة التوتر بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية، وتدفع بمزيد من الضغوط على بايدن لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الصراع في غزة.

حماس ترد على الاتهامات: الاحتلال يتحمل المسؤولية

وفي رد سريع على اتهامات إسرائيل، أكد القيادي في حركة "حماس" عزت الرشق أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية مقتل الأسرى، مشيراً إلى أن المقاومة كانت حريصة على حياة الأسرى أكثر من الرئيس الأمريكي نفسه. وأوضح الرشق أن حماس كانت قد وافقت على مقترح الهدنة الذي اقترحه بايدن، لكن نتنياهو رفضه، مما أدى إلى استمرار العمليات العسكرية التي أودت بحياة الأسرى.