ارتفعت أسعار الفحم الحراري العالمية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، مدفوعة بعوامل مثل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وزيادة الطلب على التبريد خلال موجة الحر الشديدة.
ومع ذلك، يتوقع المحللون في UBS أن تكون هذه الزيادة في الأسعار مؤقتة. مع زيادة المعروض من الفحم وتباطؤ الطلب الموسمي، من المرجح أن تستقر الأسعار أو حتى تنخفض.
ارتفعت أسعار الفحم الأوروبية والآسيوية في أواخر أغسطس 2024. ارتفعت أسعار الفحم الحراري الأوروبي (API2) بنحو 20 دولارًا للطن إلى أكثر من 120 دولارًا للطن، بينما ارتفعت أسعار الفحم البحري الآسيوي (فحم نيوكاسل) بنحو 10 دولارات للطن إلى 145 دولارًا للطن.
يرجع هذا الاتجاه الصعودي إلى حد كبير إلى زيادة مقابلة في أسعار الغاز الطبيعي. ارتفعت أسعار غاز TTF الأوروبي وأسعار غاز JKM الآسيوية، مما ساهم في ارتفاع أسعار الفحم.
"وقد تعززت أسعار الغاز بفضل التوقعات بتوقف صادرات الغاز الروسية عبر أوكرانيا إلى أوروبا هذا العام، فضلاً عن زيادة الطلب على التبريد وسط موجة الحر في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي، وخاصة في آسيا"، كما قال المحللون في يو بي إس.
وقال المحللون: "لقد دعم هذا الأخير أيضًا الفحم، وهو أرخص من الغاز الطبيعي في آسيا".
وعلى الرغم من الجهود العالمية للحد من استهلاك الفحم، فإن الواقع هو أن استخدام الفحم في جميع أنحاء العالم قد زاد بالفعل إلى مستوى قياسي جديد في عام 2023.
ويرجع هذا الارتفاع بشكل أساسي إلى زيادة الطلب في الصين والهند، والذي عوض أكثر من الانخفاضات في الولايات المتحدة وأوروبا.
لا يزال الفحم جزءًا حيويًا من المشهد الطاقي في العديد من المناطق، وخاصة حيث يتوفر بكثرة وبأسعار معقولة مقارنة بالوقود الأحفوري الآخر.
كما شهد عرض الفحم زيادة ملحوظة في عام 2023، مع تركيز حوالي 80٪ من إنتاج واستهلاك الفحم العالمي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. واستمرت الصين، التي تمثل 56٪ من استهلاك الفحم العالمي، والهند بنسبة 13٪، في دفع الطلب العالمي.
بلغ إنتاج الفحم الصيني مستويات موسمية جديدة، حيث بلغ إنتاج يوليو 2024 390 مليون طن متري، ارتفاعًا من 378 مليون طن متري في يوليو 2023 و373 مليون طن متري في يوليو 2022.
هذه الزيادة في إنتاج الفحم الصيني مهمة بشكل خاص لأنها تعكس جهدًا استراتيجيًا من قبل المنتجين المحليين للتعويض عن تباطؤ الإنتاج في وقت سابق من العام، بعد تخفيف القيود الأمنية الصارمة.
مع استمرار ارتفاع إنتاج الفحم في الصين، من المتوقع أن يصبح السوق أفضل إمدادًا، مما قد يخفف بعض الضغوط على الأسعار.
يتوقع محللو يو بي إس أن الأسعار المرتفعة الحالية للفحم الحراري من المرجح أن تنخفض في الأشهر المقبلة. ومن المتوقع أن ينخفض الطلب المتزايد على الفحم بسبب حرارة الصيف مع برودة الطقس. ومن شأن هذا أن يساعد في خفض سعر الفحم الحراري.
ومن المتوقع أن يساعد زيادة إنتاج الفحم في الصين في تحقيق التوازن في سوق الفحم العالمية. ومع نمو العرض المحلي، قد تقلل الصين من اعتمادها على الفحم المستورد، مما قد يؤدي إلى استقرار أسعار الفحم العالمية أو حتى خفضها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الكهرومائية، في الصين قد يحد من نمو الطلب على الفحم. ومع استمرار الصين في الاستثمار في الطاقة المتجددة، فقد تنخفض أهمية الفحم في مزيج الطاقة لديها تدريجيًا.
يعتقد محللو يو بي إس أن الزيادة الأخيرة في أسعار الفحم في نيوكاسل مؤقتة، ويتوقعون أن تنخفض الأسعار إلى حوالي 125 دولارًا للطن المتري في الأشهر القليلة المقبلة بسبب زيادة المعروض من الفحم وانخفاض الطلب الموسمي.
0 تعليق