لوحات حلمي التوني.. نافذة على روح فلسطين - مصر بوست

0 تعليق ارسل طباعة

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر بوست نقدم لكم اليوم لوحات حلمي التوني.. نافذة على روح فلسطين - مصر بوست

كتبت ــ آية السمالوسى:
نشر في: الجمعة 27 سبتمبر 2024 - 11:24 م | آخر تحديث: الجمعة 27 سبتمبر 2024 - 11:59 م

كان آخر ما نشره الفنان التشكيلى حلمى التونى على صفحته على فيسبوك صورة لإحدى لوحاته عن فلسطين، علق عليها بقوله: «عيوننا إليك ترحل كل يوم، وهذا أضعف الإيمان».

جاء ذلك بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى منذ نحو عام؛ حيث لم يتوقف التونى عن نشر أعماله الفنية التى تتناول قضية فلسطين، منذ السابع من أكتوبر داعمًا إيّاها بعبارات الأمل والتفاؤل، كما عهدناه.


كان حلمى التونى أكثر من مجرد فنان تشكيلى؛ فكان صوتًا للقضية الفلسطينية، قلبًا ينبض بإيقاعاتها. بفرشاته، رسم لوحاتٍ ليست مجرد أعمال فنية، بل هى وثائق تاريخية لمعاناة شعب، وشهادات على أمل لا يموت.
كما أنه نشر لوحة يهاجم ازدواجية المعايير الغربية وتكشف عن الوجه القبيح للخنوع العربى، فى الوقت نفسه تحتفى بإرادة الشعب الفلسطينى فى المقاومة والصمود.


مع بدء العدوان الإسرائيلى على غزة استعاد الفنان التشكيلى حلمى التونى لوحته الأيقونية «فلسطين الأم»، التى رسمها فى بيروت عام 1982.

هذه اللوحة، التى تصور سيدة فلسطينية تنتظر عودة أولادها، تحمل فى طياتها قصة رمزية عميقة عن الصبر والمقاومة الفلسطينية.

وضاعت اللوحة فى أثناء الاجتياح الإسرائيلى لبيروت.


فى لوحاته، استخدم التونى رموزًا فلسطينية عميقة المعنى، مثل الزيتونة التى تجسد الصمود والأرض، والبطيخ الممثل لعلم فلسطين، والمفتاح الذى يرمز لحتمية العودة، والثوب التقليدى للمرأة الفلسطينية، والبرتقال والصبار وغيرها من الرموز التى استخدمها فى رسمه بالألوان الزاهية التى تعكس روح الشعب الفلسطينى المقاومة وتعكس أيضا حبه للبهجة والجمال حتى فى أحلك اللحظات ألما.

كانت كل لمسة فرشاة تحكى قصة، وتعبّر عن هوية شعب عريق.


تعتبر المرأة الفلسطينية محورا أساسيا فى أعمال التونى فهو يراها رمزا للجمال والإلهام ويعتبر أن المرأة هى الوطن وهى «ست الكل» ولم تكن مجرد شخصية جمالية، بل كانت رمزًا للصمود والتحدى والنضال الوطنى.

فقد صورها الفنان وهى تشارك الرجل فى الدفاع عن الأرض والمقدسات، حاملةً فى يدها سلاح المقاومة أو رمزًا من رموز التراث الفلسطينى. هذه اللوحات تؤكد على الدور المحورى للمرأة الفلسطينية فى الحركة الوطنية.


لم يكن التونى مجرد مبدع يبحث عن الجمال، بل كان فنانًا ملتزمًا بقضايا أمته. كانت لوحاته صرخة صامتة تعبر عن آلام الشعب الفلسطينى وتطلعاته نحو الحرية.

لقد ربط الفن بالسياسة، مستخدمًا إبداعه كسلاحٍ ناعمٍ فى مواجهة الظلم والاحتلال.


وبعد رحيله، لا تزال لوحات التونى شاهدة على تضامنه مع القضية الفلسطينية. إنها إرث فنى خالد يلهم الأجيال القادمة، ويذكرنا بأن الفن قادر على أن يكون صوتًا لمن لا صوت لهم. لقد أثرت لوحاته فى وجدان الكثيرين، وحفزتهم على التضامن مع الشعب الفلسطينى.
Karim

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق