حكم زواج المساكنة .. متعة ابتدعها فنانون وحرمها الأزهر وصنفها «زنا»

0 تعليق ارسل طباعة

ما هو زواج المساكنة وحكمه؟ انتشر مؤخراً ما يسمى زواج المساكنة وهو قائم علاقة زوجية كاملة بين رجل وامرأة من دون أي أوراق رسمية أو شهود أو ولي أمور فهو فاقد جميع شروط الزواج الشرعي الصحيح، فزواج المساكنة وهو زنا محرم شرعاً، حيث يعيش رجل مع امرأة في بيت واحد ويلتقيان في أوقات محددة، وقد يتفقان على على عدم الإنجاب، وظهر هذا النوع من الزواج المحرم شرعاً بين الفنانين وبعض المشاهير، ولكن الأزهر الشريف والعلماء حرموا زواج المساكنة تحريماً قاطعاً، محذرين الشباب والمسلمين من هذه الأسماء المزيفة التي تخدع البعض وهي أصلا «زنا».

 

حكم زواج المساكنة

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الدعوات البائسة إلى ما يسمى بـ«زواج المساكنة» تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهُوِيَّة، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، ودعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة محرمة.

 

وقال الأزهر، في فتوى له في إجابته عن سؤال: «هل زواج المساكنة جائز شرعا؟»: إن الإسلام أحاط علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة الكاملة بينهما في الزواج؛ كي يحفظ قيمهما وقيم المجتمع، ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد، في شمول بديع لا نظير له.

 

حكم زواج المساكنة في الإسلام


ونبه الأزهر على أن الإسلام يُحرِّم العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوّصّل إليها، ويسميها باسمها «الزنا»، ومن صِورِها ما سمي بـ«المساكنة» التي تدخل ضمن هذه العلاقات المحرّمة في الإسلام، وفي سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية.
 

ولفت إلى أن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية .. إلخ؛ -بمنتهى الوضوح- علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها في إطار همجي منحرف، يسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير.

 

هل زواج المساكنة زنا وهل من الكبائر

أفاد الأزهر، بأن ️الزنا كبيرة من كبائر الذنوب يعتدي مرتكبها على الدين والعرض، وحق المجتمع في صيانة الأخلاق والقيم، وهبوطٌ في مستنقع الشهوات، وقد سمَّاها الله تعالى فاحشة، وبيّن أن عاقِبَتها وخيمة في الدنيا والآخرة، ساء سبيل من ارتكبها ولو بعد حين؛ قال تعالى: «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا» (الإسراء: 32) ولا ينحصر تحريم هذه الكبيرة على المسلمين فقط؛ ففي الوصايا العشر: «لا تزن».
 

وأوضح أن عقد النقاشات حول قبول المساكنة على مرأى ومسمعٍ من النّاس طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقيم المجتمع وثقافته وهُوِيَّتِه، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة وتعاليم الأديان.
 

وواصل: كما أن طرح دعوات صريحة توجّه المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وعرض المحظور في صورة المقبول، يُحطِّم كثيرًا من حصون الفضيلة في نفوس النشء والشباب، الذي هو حجر الزاوية في المجتمعات وركنها الركين، مما يُنذر بخطر الاجتراء على حدود الله ومحارمه.   
 

زواج المساكنة متعة زائفة
 

وأشار إلى أن تقديم المساكنة للمجتمع في صورة بديل الزواج أو مُقَدِّمةٍ له بزعم تعرّف كلا الطرفين على الآخر؛ إمعانٌ في إفساد منظومة الأسرة والمجتمع حقوقيًّا وأخلاقيًّا، ودينيًّا، واختزال لعلاقة الزواج الراقية بين الرجل والمرأة في متعة زائفة، واعتداء على كرامة المرأة، وإهدار لحقوق ما ينتج عن هذه العلاقة من أولاد، فالبدايات الفاسدة لا تثمر إلا الفاسد الخبيث.
 

وحذر الأزهر، من أن الجرأة في طرح الجرائم اللاأخلاقية، والسعي لتطبيع هذا النوع من العلاقات الشّاذة والمحرّمة، من خلال خطط شيطانية ممنهجة، تعصف بقيم الفطرة النقية، وتستهدف هدم منظومة الأخلاق، ومَسْخ هُوِيَّة الأفراد، وتعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها؛ هذه الجرأة جريمةٌ مستنكرة ممن لا يقيمون وزنًا لهدي السماء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.
 

وشدد الأزهر الشريف، على الآباء والأمهات، والمُؤسسات الثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء، تعزِّز قِيَمَ الآداب والفضائل الأخلاقيَّة والدِّينية القَويمة والرَّاقية، وتُحَصِّنهم من الوقوع في مستنقعات الشّهوةِ والرَّذيلة.
 

وأهاب الأزهر الشريف بأصحاب الرأي والفكر والإعلام أن يكونوا على حذرٍ من استغلال منابرهم في الترويج لمثل هذه الدّعوات الهابطة؛ عن عمدٍ أو غير عمدٍ؛ لنشر فتنة أو رذيلة تعبث باستقرار المجتمعات وأبنائها، وتروج للفواحش المنكرة، والأفكار الوافدة، التي تحاول النيل من ثوابت ديننا الحنيف، وقيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

زواج المساكنة نوع من الشذوذ الأخلاقي

علق الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على رواق الأزهر الشريف، على دعوات البعض لما يسمى زواج المساكنة، قائلاً: «مصر ستظل البلد الطيب المبارك الذي أوصى به الرسول خيرًا، كلما ظهرت جراثيم سوف يتصدى لها أهل العلم في الأزهر وسيشفى المجتمع منها».

 

وأبان العالم الأزهري: «الحديث عن المساكنة هي نوع من الشذوذ الأخلاقي والمساكنة نوع من الزنا والزنا لا يمكن أن يكون له إلا صورة واحدة وهي مخالفة شرع الله، والمساكنة هي الفاحشة بعينها».

 

 فكرة زواج المساكنة

واستنكر الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على فكرة زواج المساكنة، قائلًا: «الأجانب عندهم ثقافة الـ Dating أو المواعدة، وهي أن يصادق شاب فتاة وينشأ بينهما كل ما يحدث بين الزوجين بدون أن تكون هناك علاقة زوجية، ويتطور هذا الأمر إلى مساكنة، فيعيش أحدهما مع الآخر ويتقاسما المصروفات أو ينفق أحدهما على الآخر بدون زواج.

 

وواصل: إن هذه المصطلحات تدخل المجتمع بنظام "الدحلبة"، فيألفها المجتمع بشكل تدريجي، فتكون في البداية مطروقة ثم تبدأ في ظهور ممارسات قليلة ثم تصبح ظاهرة، "فكثرة المساس تقتل الإحساس" وذلك يحدث حينما يرى الناس كثيرون يفعلون ذلك فيبدأوا في قبوله.

 

زواج المساكنة حرام شرعا

 ونبه على أنه لا توجد حاجة للتنبيه على حكمه الشرعي، فبالتأكيد أنه محرم، وقال ممدوح إن المجاهرة إثمها كبير، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون»، فكل من يفعل معصية من المعاصي يرجى له أن يكون في عفو الله وستره إلا المجاهر، فهو جمع بين المعصية والتحدي وهو مرفوع عنه المعافاة من الله سبحانه وتعالى.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق