العربى والتاريخ.. أزمة «دولية»

0 تعليق ارسل طباعة

كنت سأواصل سلسلة مقالاتى عن المجالس الشعبية المحلية، واضطررت لقطعها، استجابة لصرخات عدد كبير من المتابعين والقراء، الذين خلق لهم وزير التربية والتعليم أزمة جديدة فى بيوتهم، ليس لها أية لازمة قبيل بدء العام الدراسى الجديد، بقرار غير مدروس، تضررت منه وبشدة فئة من المصريين يظن كثيرون (وبعض الظن إثم) أنهم يلعبون بالفلوس لعب، لا يعرفون شيئا عن معاناة البسطاء فى التعليم الحكومى (وهو بالمناسبة لم يعد مجانيا مثل زمان) ولا كالماء والهواء كما كان يريده عميد الأدب العربى طه حسين أول وزير للتربية والتعليم. 

والأزمة هى إضافة مادتى اللغة العربية والتاريخ إلى طلاب المدارس البريطانية والأمريكية المعروفة بـ(IG الدولية)، واحتساب 20٪ من مجموعهما فى المجموع العام للطالب، وإن كنت لا أعتقد أن الوزير الجديد صاحب القرار وإنما وضعه أو اتخذه من سبقوه دون دراسة متأنية، ثم جاء لينفذه «عبداللطيف» دون مراعاة للظروف التى يعيشها أولياء الأمور، فهم مثل كثير من المصريين يكافحون ويريدون لأبنائهم مستوى تعليمياً ممتازاً يؤهلهم لخدمة أنفسهم ووطنهم بشكل جيد.

وسأعرض هنا شكوى أرسلها لى المهندس مصطفى الشافعى، تلخص محتوى عشرات من الرسائل تلقيتها، يبدأها متسائلاً: هل تعلم سيادة الوزير أن الشهادة البريطانية أغلب موادها علمية ولا تستهدف المواد الأدبية، وعددها ١٠ مواد بمنهج يصعب جدا على طلاب مدارس التعليم العام مواكبته، مع احترامنا الشديد لكل طلاب تلك المدارس الحكومية، ولكنها فعلا حقيقة لا يستطيع أى وزير أو مسئول إنكارها، فطالب الـIG يتم استهلاكه ذهنيا على مدار ٣ سنوات متصلة فى المرحلة الثانوية ولا يأخذ إجازة فى الصيف، ويدفع رسوماً عن المادة الواحدة 20000 جنيه، ويتحمل مثلها تقريبا دروس خصوصية، بالإضافة إلى رسوم امتحان ٨٠٠٠ جنيه، لتصل تكلفة المادة الواحدة 48 ألف جنيه، بإجمالى 500 ألف جنيه (نصف مليون تقريبا) للعشر مواد فى العام الواحد، فضلا عن أنهم يدخلون اختبارات صعبة للغاية تأتى من الخارج وليس بها أى غش ويتم تصحيحها فى الخارج.

ويمضى.. هل الهدف من القرار تعجيز أبنائنا الذين اعتادوا على المواد العلمية وليست الأدبية منذ أن التحقوا بهذا النوع من التعليم الذى يخضع لإشرافكم، والشماعة تعميق الهوية الوطنية والحفاظ على اللغة العربية ومعرفة تاريخ البلد؟ وكأن كل من تخرجوا فى السابق لا يتحدثون العربية ولا ينتمون لوطنهم ولا يعرفون تاريخهم؟.. نعم معظمهم يتخرج ضعيفاً فى اللغة العربية ولكن هذا لا يعنى انه ليس من هذا الوطن ولا يعيش فوق ترابه ولا يشرب من نيله ولا يحارب فى صفوف جيشه.

ويواصل..علماً بأنكم كوزارة مسئولون عن هذا الضعف، لأنكم لم تؤسسوا الطلاب تأسيساً جيداً للغتهم الأصلية منذ السنة الأولى وليس من السنة التاسعة (الثالثة إعدادى) كما قررتم الآن؟ 

أرجو إعادة النظر فى هذا القرار الخاطئ رحمة بالطلاب وأهلهم ويكفى ظلمهم وحرمانهم كمواطنين مصريين فى الالتحاق بالجامعات الحكومية إلا بنسبة ضئيلة جدا لا تزيد عن 5%، لا تمكنهم من الالتحاق بكلية الطب والهندسة التى دفعوا من أجلها كل هذه المبالغ الطائلة، كما يكفى أنهم يدرسون عشر مواد صعبة جدا فى ثالثة ثانوى، سترتفع بالعربى والتاريخ إلى 12 مادة، فى حين سيدرس أقرانهم فى المدارس الحكومية والخاصة خمس مواد فقط.. أى عدل هذا؟ إنه وربى تعذيب مقنن لنا ولأبنائنا؟ ارحمونا يرحمكم الله.

 

‏[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق