"رغبة التطوع في غزة ورفض الاشتغال بالهامش" يجلب انتقادات على أطباء

0 تعليق ارسل طباعة

أثار إعلان مجموعة من الأطباء ومهنيي الصحة، خلال الوقفة التي نظمتها تنسيقية “أطباء من أجل فلسطين” نهاية الأسبوع الماضي أمام البرلمان، عن استعدادهم للتطوع في غزة من أجل تقديم خدماتهم الصحية والإنسانية لسكانها الذين يعانون تحت القصف الإسرائيلي جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مُبارك لهذا الإعلان وبين منتقد لاستعداد الأطباء شد الرحال للتطوع في فلسطين.

واتهم بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأطباء بـ”المزايدة” بالتطوع في قطاع غزة، منتقدين استعدادهم للعمل خارج الوطن؛ بينما يستمرون في رفض الاشتغال في المناطق النائية في المغرب بسبب “بعدها عن المركز وعن المصحات”، قال أحد المنتقدين الذين يؤكدون على أولوية التطوع في هذه المناطق التي شهدت مؤخرا سيولا وفيضانات عارمة مخلفة خسائر مادية وبشرية، على غرار إقليم طاطا.

تعليقا على ذلك، قال أبوبكر أنغير، رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، إن “مثل هذه المطالب التي رفعتها فئة من الأطباء المغاربة الغرض منها استعراضي إعلامي ومسايرة للشعارات التي يتم ترديدها في القنوات الإعلامية، خصوصا الشرقية”.

وأضاف الفاعل الحقوقي سالف الذكر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “التضامن الإنساني مطلوب وأمر نبيل؛ إلا أنه عندما ترى آلاف القرى المغربية محرومة من الخدمات الصحية وتعاين رفض مجموعة من الأطر الطبية العمل في المناطق النائية فإننا نستغرب أن يتطوع البعض خارج البلاد في الوقت الذي يرفض هذا البعض العمل لفائدة المواطنين المغاربة المقهورين والبؤساء الذين لا تغطي وسائل الإعلام العالمي أوضاعهم”.

وأوضح المصرح ذاته أن “هذه الدعوات هي شبيهة بالذي يحج مرات عديدة بغية الجنة والثواب وجيرانه بل أهله في ضيق عيش وفي حاجة ماسة إلى المساعدة”، مشددا في الوقت ذاته على أن “دعوات بعض الأطباء للتطوع خارج البلاد تنم عن اغتراب كبير واستلاب شديد من حيث أحقية البلاد وأبناء المغرب في خدماتهم ومساعداتهم”.

وبيّن رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان أن “مهنة الطب من المهن النبيلة الرفيعة الأساسية في المجتمع، وقد كان الأطباء المغاربة دوما مثالا للتضحية والوفاء للقيم الإنسانية؛ لكن اندس في هذه المهنة كغيرها فئات أساءت إلى قَسم أبقراط وأصبحت لا تكترث لمصالح الوطن ولا بفقرائه، خصوصا في العالم القروي”.

وفي هذا الصدد، تابع أنغير: “فبين فئة اغتنت على حساب جيوب المرضى في العيادات الخاصة وفئة أخرى تريد الذهاب إلى غزة وبيروت وترفض تقديم خدمات لمواطنين مغاربة فقراء محرومين، يضيع الطب ويصبح بعض الأطباء متهمين بالتمييز في تقديم المساعدة الطبية على حساب الأيديولوجيا والانتماءات الدينية والسياسية خارج الضوابط والمقررات الأخلاقية”.

كلام يرفضه جملة وتفصيلا البروفيسور أحمد بلحوس، المنسق الوطني للتنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين”، الذي قال إن “اسم التنسيقية يدل على أهدافها المتمثلة في إقامة الفعاليات التضامنية مع فلسطين؛ وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن المنتسبين إليها غير منخرطين في الجمعيات الصحية والطبية التي قدمت مجموعة من الخدمات الصحية والإنسانية لعدد من المناطق النائية بالمغرب”.

وأضاف بالحوس أن “تنظيم قافلة طبية إلى المناطق المتضررة من السيول الأخيرة يتطلب أولا بعض الإجراءات الإدارية”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “جميع الطبيبات والأطباء الذين شاركوا في وقفة الأحد الماضي على أتم الاستعداد لعرض خدماتهم والتدخل في هذه المناطق”، لافتا إلى أن “كل الإمكانيات البشرية للتنسيقية المغربية أطباء من أجل فلسطين هي رهن الإشارة للتخفيف من حدة هذه الكوارث والأزمات، خاصة في الجانب الصحي”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “الوقفة التي نظمتها التنسيقية لا تعني مطلقا عدم الاهتمام بالمناطق النائية أو بالكوارث التي تحل بها؛ فنحن مستعدون للذهاب لأي منطقة ودوار في المغرب، وقد شاركنا بكل مسؤولية في الدعم الصحي والطبي إبان كارثة زلزال الحوز وكل المناطق المتضررة”، موضحا أن “عددا مهما من أعضاء التنسيقية هم أيضا أعضاء نشيطون في عدد من الجمعيات التي قدمت خدمات صحية في عدد من المناطق المغربية”.

وأكد المنسق الوطني للتنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين” أن “هدف التنسيقية واضح؛ وبالتالي فيجب عدم خلط الأمور، ثمّ إن التنسيقية لا يمكن أن يُطلب منها أكثر من الأهداف التي أسست لأجلها أو أن تتقمص دور الحكومة، حيث إن التكفل بهؤلاء الضحايا يجب أن يتم على مستويات وجوانب عديدة وليس فقط الجانب الصحي”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق