كانت إحدى المشاكل الانتخابية العديدة التي واجهها جو بايدن قبل انسحابه من السباق الرئاسي هي شعبيته المتضائلة بين الناخبين اللاتينيين؛ وفي عام 2020، حقق الجمهوريون تقدمًا مفاجئًا بين هذه المجموعة الكبيرة والمعقدة في بعض الولايات، وبينما عكس الديمقراطيون اتجاه العديد من تلك المكاسب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، فإن عدم شعبية بايدن هدد الوضع الراهن الهش. 
وتؤكد صحيفة "إنتلجنسر": "ثم جاءت كامالا هاريس، التي حرك دخولها إلى السباق البوصلة بين العديد من الكتل التصويتية، ولكن اللاتينيين على وجه الخصوص، وعلق كارلوس أوديو، أحد مؤسسي شركة Equis Research، وهي شركة بيانات وأبحاث تركز على الناخبين اللاتينيين وتجري استطلاعات رأي تحظى بالاحترام، فأكد، بدوره، أن هاريس تفوقت بشكل كبير على نتائج جو بايدن الأخيرة بين الناخبين اللاتينيين بينما لا تزال غير مطابقة تمامًا لأرقامه النهائية لعام 2020 ويعتقد أن هاريس تؤدي بشكل جيد بين هذه الكتلة فجأة وربما يرجع ذلك إلى أن بايدن كان غير محبوب شخصيًا، أو أن كتلة التصويت الشبابية بشكل عام في جميع الولايات يؤيدونها وأوضح أن السبب السائد هو كون اللاتين ذوي ميول ديمقراطية، وقد صوت ما يقرب من 60 في المائة منهم لصالح بايدن في عام 2020، والبقية لم يصوتوا في عام 2020.

وكان الناخبون أصغر سنًا: 60 في المائة من أولئك الذين اختاروا المرشح الديمقراطي تحت سن الأربعين، لذا فإن الحديث اليوم عن الناخبين الذين لم يكونوا سعداء بالخيارات المطروحة أمامهم، وكان ثلثهم من الكارهين لكل من بايدن، وهو الاختيار (أ)، وترامب، وهو الاختيار (ب)، ثم حاصرتهم الأزمة على مدى العامين الماضيين،  بعد الخروج من الوباء، والأسعار المرتفعة، وحوادث إطلاق نار في المدارس، ودور أمريكا في الحروب، وحالة حدودية تنتقل إلى المدن وبالتالي لم يكونوا سعداء بالوضع الراهن ولم يشعروا بالثقة في أن الرئيس هو الشخص الذي يمكنه أن يقودهم للخروج من تلك الأزمة. في الوقت نفسه، كان لديهم ترامب، الذي كانت لديهم مخاوف كبيرة بشأنه - ولا يزالون كذلك - ولكن يمكنهم القول، "حسنًا، بالمقارنة، على الأقل كان لدي المزيد من المال في جيبي عندما كان رئيسًا".

كان هناك ضغط متبادل حقيقي، مما يعني أن العديد منهم كانوا ببساطة على الهامش وكان آخرون فضوليين بشأن ترامب، وانتقل بعضهم إلى تأييد ترامب ولكن عندما تقدم الخيار (ج)، وهو "دعونا نقلب الصفحة، دعونا نحصل على جيل جديد من القيادة"، فهو منفذ مهم توفره هاريس، للهروب من مأزق أزمة تكاليف المعيشة وهذا ما أحدث ارتياحًا ملحوظًا وميلًا إلى كامالا هاريس.