كيف أدار حسن نصر الله حزب الله في 30 سنة؟ - مصر بوست

0 تعليق ارسل طباعة

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر بوست نقدم لكم اليوم كيف أدار حسن نصر الله حزب الله في 30 سنة؟ - مصر بوست

عبد الله قدري
نشر في: السبت 28 سبتمبر 2024 - 10:13 م | آخر تحديث: السبت 28 سبتمبر 2024 - 10:13 م

قالت جماعة حزب الله اللبنانية، إن زعيمها حسن نصر الله، قُتل في غارة جوية إسرائيلية على بيروت، وكان عمره 64 عامًا، بحسب وصفهم.

ويُنظر إلى نصر الله من قبل أنصاره باعتباره استراتيجياً كاريزمياً وذكياً، حيث أعاد تشكيل حزب الله ليصبح عدواً لدوداً لإسرائيل، من خلال تعزيز التحالفات مع آيات الله في طهران والجماعات الفلسطينية المسلحة مثل حماس.

وأدار حزب الله على مدار 30 عامًا، من خلال تحويله من مجرد مجموعة مسلحة صغيرة إلى قوة سياسية وعسكرية مؤثرة في لبنان والشرق الأوسط، تحت قيادته، إذ خاض الحزب حربًا ضد إسرائيل في عام 2006، ولعب دورًا رئيسيًا في الحرب السورية بدعم نظام بشار الأسد.

على الصعيد المحلي، قام بتوسيع شبكة الحزب الاجتماعية لتوفير الخدمات في المجتمعات الشيعية، ما ساعد على زيادة شعبيته، في السياسة، نجح في دخول البرلمان اللبناني وتوسيع نفوذ الحزب في الحكومة، فضلًا عن أنه كان قادرًا على إدارة الحزب تحت ضغوط دولية ومحلية، مع البقاء مختبئًا لفترات طويلة لحمايته من الاغتيالات الإسرائيلية.

*نصر الله رجل الدين الكاريزماتي

وتظهر صورة نصر الله على لوحات الإعلانات في معاقل المجموعة في مختلف أنحاء لبنان ــ وخاصة في جنوب بيروت، حيث مقر حزب الله ــ وعلى الهدايا التذكارية في محلات بيع الهدايا التذكارية ليس فقط في لبنان، بل وأيضاً في بلدان مثل سوريا والعراق.

وعلى الرغم من السلطة التي كان يتمتع بها، عاش نصر الله مختبئا إلى حد كبير في السنوات الأخيرة من حياته خوفا من اغتياله من قبل إسرائيل، وكان يلقي الخطب على أتباعه عبر رابط عبر الأقمار الصناعية.

وفي ظل قيادة نصر الله، خاض حزب الله حرباً ضد إسرائيل استمرت 34 يوماً في عام 2006، وكان له الفضل في قيادة حرب الاستنزاف التي أدت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000، بعد احتلال دام 18 عاماً، وقُتل نجل نصر الله الأكبر، هادي في عام 1997 أثناء قتاله ضد القوات الإسرائيلية.

وعندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011، سارع مقاتلو حزب الله إلى التدخل، منحازين إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد، إلى جانب حليفتي دمشق الرئيسيتين روسيا وإيران، لعب حزب الله دوراً رئيسياً في مساعدة الأسد على البقاء في السلطة، واستعادة الأراضي التي فقدها في السنوات الأولى من الصراع في نهاية المطاف.

*صعود نصر الله إلى السلطة

وُلِد نصر الله، الأكبر بين تسعة أشقاء، في عائلة فقيرة في ضاحية شرشابوك الفقيرة في شمال بيروت، وفي عام 1975، أجبرت الحرب الأهلية اللبنانية العائلة على الفرار جنوبًا، إلى موطنها الأصلي في البزورية، وهي قرية تقع بالقرب من مدينة صور الساحلية الفينيقية القديمة.

وهناك انضم نصر الله إلى حركة أمل، وهي منظمة سياسية وشبه عسكرية تمثل الشيعة المهمشين في لبنان، وسرعان ما بدأ صعوده كثوري.

وكان نصر الله من بين مؤسسي حزب الله عندما تأسس الحزب على يد أعضاء الحرس الثوري الإيراني الذين قدموا إلى لبنان في صيف عام 1982 لمحاربة القوات الإسرائيلية.

وبنى قاعدة قوة مع تحول حزب الله بمرور الوقت إلى جزء من مجموعة من الفصائل والحكومات المدعومة من إيران والمعروفة باسم محور المقاومة، كما كانت أول مجموعة تدعمها إيران وتستخدمها كوسيلة لتصدير نسختها من الإسلام السياسي.

وبعد يومين من مقتل زعيمها عباس الموسوي (39 عاماً) في غارة بطائرة هليكوبتر إسرائيلية في جنوب لبنان، اختار حزب الله نصر الله أميناً عاماً له في فبراير 1992.

وعلى غرار الموسوي، كان نصر الله ملتزماً بمواجهة إسرائيل، حيث أعلن في تصريح شهير: "ستظل أميركا العدو الرهيب وإسرائيل ورماً سرطانياً يجب اقتلاعه من جذوره".

وبعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990)، حول نصر الله المنظمة تدريجيا إلى "دولة داخل الدولة"، مع شبكة رعاية اجتماعية معقدة وفرت المدارس والعيادات والمساكن في المناطق الفقيرة والشيعية في لبنان.

بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000، ارتقى نصر الله إلى مكانة رمزية داخل لبنان وفي مختلف أنحاء العالم العربي، وكانت رسائله تُذاع على محطات الإذاعة والتلفزيون الفضائية التابعة لحزب الله.

*نصر الله يحول حزب الله إلى جماعة سياسية أكثر

ومع انسحاب إسرائيل، ثم سوريا في وقت لاحق، من لبنان، بدأ نصر الله في توجيه حزب الله بشكل متزايد نحو عالم السياسة.

وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2005، وهي الأولى بعد أن أنهت سوريا وجودها العسكري الذي دام 29 عاماً في لبنان، حقق حزب الله مكاسب كبيرة وانضم إلى الحكومة لأول مرة، وحصل على مقعدين.

في يوليو 2006، وبعد أن أسر حزب الله جنديين إسرائيليين في هجوم عبر الحدود، شنت إسرائيل حملة جوية وبحرية وبرية ضخمة استمرت شهراً ضد لبنان، ودُمر منزل نصر الله ومكاتبه ومعظم البنية الأساسية للجماعة، فضلاً عن أجزاء كبيرة من جنوب لبنان والضواحي الجنوبية لبيروت.

وأطلق حزب الله نحو 4000 صاروخ على إسرائيل، وبعد 34 يوماً من القتال، دخلت الهدنة حيز التنفيذ، وأعلن نصر الله "نصراً إلهياً" على إسرائيل.

في حين تم الترحيب به لوقوفه في وجه الجيش الإسرائيلي، تعرض نصر الله لانتقادات كثيرة لأنه أشعل فتيل تلك الحرب التي قتل فيها أكثر من 1200 شخص في لبنان ــ معظمهم من المدنيين ــ و159 في إسرائيل.

وفي وقت لاحق، أعرب نصر الله عن أسفه، وقال خلال مقابلة تلفزيونية إن حزب الله لم يكن يتوقع "حتى واحد في المئة" أن يؤدي أسر الجنديين الإسرائيليين "إلى حرب بهذا الحجم".

وقال: "تسألني لو كنت أعلم أن العملية ستؤدي إلى حرب كهذه هل كنت سأقوم بها؟ أقول لا، على الإطلاق".

خلال أحداث الربيع العربي، فتح تحالف حزب الله الوثيق مع سوريا وإيران الباب أمام اتهامات بأنها مجرد أداة مسلحة بشكل جيد في يد دمشق وطهران.

كما انجر حزب الله إلى التنافس الإقليمي بين إيران والمملكة العربية السعودية، وفي عام 2016 صنف مجلس التعاون الخليجي الذي تقوده السعودية ويضم ست دول حزب الله كمنظمة إرهابية.

لكن حملة حزب الله ضد إسرائيل ظلت في المقدمة مع استمرار المجموعة في بناء ترسانتها من عشرات الآلاف من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة، فضلاً عن الطائرات بدون طيار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق