تأثير خدمات “اشتري الآن وادفع لاحقا” على سلوك الأفراد !

0 تعليق ارسل طباعة

اكتسبت خدمات “اشتري الآن وادفع لاحقا” شهرة كبيرة في الفترة الأخيرة، حيث تتيح للأفراد شراء مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات دون الحاجة إلى دفع المبلغ الكامل في اللحظة نفسها، وفي التقرير السنوي للتقنية المالية للعام 2022 الصادر من البنك المركزي السعودي بلغت إجمالي قيمة السلع المباعة عبر الخدمة أكثر من 8 مليار ريال سعودي.

ولكن رغم التسهيلات التي توفرها هذه الخدمات إلا أنها تأتي بعواقب مادية وسلوكية يجب مراعاتها، فاستخدام هذه الخدمات (بدون وعي و حكمة) قد يؤدي إلى تراكم الديون والتزامات مالية قد تصبح عبئاً في المستقبل، فالدفع بالأقساط قد يظهر أنه سهل وبسيط في الوقت الحالي، ولكنه قد يضيف تكاليف غير متوقعة على المدى البعيد.

تشجع هذه الخدمات بعض الأفراد للإفراط في الاستهلاك، والخلط بين الأساسيات والكمالية حيث يشعرون بأنهم قادرون على شراء المزيد دون وعي بحجم الديون المتراكمة، هذا النمط من السلوك يمكن أن يضر بالاستقرار المالي على المدى البعيد، و قد تؤثر هذه الخدمات على القرارات المالية طويلة الأمد للأفراد، إذا كنت ملتزماً بسداد مبالغ على المدى الطويل قد يكون من الصعب تحقيق أهداف مالية طموحة وتحقيق الاستقلالية المالية.

أما الفوائد لتلك الخدمة فلا أحد ينكر الفوائد حيث تكمن في تمكين الأفراد من الوصول السريع إلى المنتجات والخدمات التي يحتاجونها دون الانتظار وهذا يعني تلبية احتياجاتهم ورغباتهم بفعالية وبشكل فوري.

أيضاً تعمل خدمات “اشتري الآن وادفع لاحقا” على تحسين تدفق النقد وتخفيف الضغط المالي على الأفراد حيث يمكن تجزئة الدفعات على فترات زمنية محددة، مما يسهم في تحسين إدارة المصروفات مما يمكن الأفراد من تخطيط مصروفاتهم بشكل أفضل ويمكنهم تحديد مواعيد السداد والالتزام بها مما يسهل عليهم التحكم في ميزانياتهم.

أيضاً مساعدة أصحاب المتاجر بزيادة حجم السلة الشرائية للعميل ومساعدتهم في بيع المنتجات عالية السعر فبحسب تقرير البنك المركزي السعودي للعام 2022 بلغ إجمالي عدد المتاجر المسجلة بتلك الخدمة أكثر من 28 ألف متجر .

في النهاية، يجب على الأفراد التفكير بعمق قبل الاستفادة من خدمات “اشتري الآن وادفع لاحقا” لأنه من الضروري الوعي بآثارها المالية والتأثيرات السلوكية كما يجب على الأفراد اتخاذ قرارات مالية مدروسة ومستدامة تحقق التوازن بين الاستفادة والمخاطر جراء استخدام تلك الخدمات .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق