إسرائيل تواصل قصف لبنان بعد يومين على اغتيال الأمين العام لحزب الله

0 تعليق ارسل طباعة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه يشن “عشرات” الغارات الجديدة على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان بعد يومين على مقتل أمينه العام حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

وقال ناطق باسم الجيش عبر “تلغرام” إن طائرات سلاح الجو “هاجمت عشرات الأهداف الإرهابية في لبنان خلال الساعات الأخيرة”.

وأوضح أن هذه الغارات تستهدف مواقع إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل ومخازن أسلحة.

ومنذ السبت ضرب الجيش الإسرائيلي “مئات الأهداف الإرهابية لحزب الله في لبنان”، بحسب الناطق ذاته.

وأكد حزب الله المدعوم من إيران حليف حركة حماس في الحرب في قطاع غزة، السبت، مقتل أمينه العام حسن نصر الله في غارة إسرائيلية عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية معقل الحزب.

كصاعقة، حلّ الخبر على مناصري نصر الله الذين رفض بعضهم تصديق الخبر. وفي شارع الحمرا في بيروت، سارعت نسوة إلى شرفة مبنى وهن يصرخن “الله أكبر” وضربن على صدورهن، بينما كان أشخاص يحدّقون بعيون دامعة في هواتفهم من دون حركة، غير مصدقين أن النبأ الذي وصلهم حقيقي.

وقالت مهى كريت بتأثر لوكالة فرانس برس: “لا أستطيع أن أصف كيف تلقينا الخبر، صرنا نصرخ جميعا”.

وأضافت: “لا توجد دولة في العالم وقفت في وجه إسرائيل، إلا السيد حسن نصر الله”، معبرة عن غضب شديد إزاء “كل الدول الأوروبية والعربية التي تسمّي نفسها إسلامية للأسف”.

ويُدخل مقتل نصر الله، الذي يشكل انتصارا لإسرائيل في وجه إيران وحلفائها، المنطقة في المجهول.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن بلاده “صفت الحساب” باغتيال نصر الله.

وقال: “لقد صفينا الحساب مع المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من الإسرائيليين”، معتبرا أن إسرائيل وصلت إلى “ما يبدو أنه منعطف تاريخي” في الحرب ضد “أعدائها” في “محور الشر الإيراني”.

“زوال إسرائيل”

وأعلن لبنان وسوريا وإيران والعراق الحداد الوطني لأيام عدة على اغتيال نصر الله. وتوعد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف بأن يؤدي اغتيال نصر الله إلى “زوال” إسرائيل.

وطلبت طهران، مساء السبت، اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الدولي، ودعا سفير إيران في الأمم المتحدة، أمير سعيد عرفاني، في هذه الرسالة المجلس إلى “اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي ومنع جر المنطقة إلى حرب شاملة”.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن علي كركي، الذي قال إنه قائد جبهة الجنوب في حزب الله، وكوادر آخرين في الحزب قتلوا إلى جانب نصر الله في العملية التي سميت “نظام جديد”.

وأكد مصدر مقرب من حزب الله مقتل كركي.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن عباس نيلفوروشان، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، قتل أيضا في الهجوم الإسرائيلي.

تولى حسن نصر الله (64 عاما) الأمانة العامة لحزب الله في 1992 بعد اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي، وطوّر الحزب بقيادته قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح، كما زاد عدد أعضائه ليبلغ وفقا له نحو 100 ألف مقاتل.

ويبدو أن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هو الخليفة المحتمل لنصر الله.

وقال الجيش الإسرائيلي إن “غالبية” كبار قياديي حزب الله قتلوا في عمليات إسرائيلية في الأشهر الأخيرة.

“هجوم معقد”

واعتبر الباحث في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة، جيمس دورسي، أن الهجوم الذي استهدف نصر الله “كان معقّدا للغاية. ذلك لا يظهر فقط القدرات التكنولوجية الهائلة، بل أيضا مدى اختراق إسرائيل لحزب الله”.

ودمرت الضربات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الغربية أبنية عدة، بحسب مصور وكالة فرانس برس في المكان، ودفعت الآلاف إلى مغادرة المنطقة. وجاء في حصيلة مؤقتة أن ستة أشخاص قتلوا في الغارات التي استهدفت نصر الله.

وفي المجموع، قتل 33 شخصا وأصيب 195 بجروح أمس السبت في ضربات إسرائيلية في لبنان، حسبما أعلنت وزارة الصحة مساء السبت.

ورغم الضربات الإسرائيلية المستمرة على مناطق متفرقة في لبنان، أعلن حزب الله، السبت، إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل، تم اعتراض معظمها.

ومنذ الاثنين، خلّفت الضربات الإسرائيلية الكثيفة واسعة النطاق على لبنان أكثر من 700 قتيل، بينهم عدد كبير من المدنيين.

وتأسس حزب الله الممول والمسلح من جانب إيران في العام 1982.

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، أن نهج حسن نصر الله سيتواصل.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، على منصة “إكس”: “النهج المشرف الذي سار عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيتواصل، وسوف تتحقق تطلعاته بتحرير القدس الشريف”.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إنّ “نصر الله كان أحد ألدّ أعداء دولة إسرائيل”، معتبرا أنّ “تصفيته تجعل العالم أكثر أمانا”.

في واشنطن، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، السبت، أن اغتيال نصر الله هو “إجراء يحقق العدالة”.

بينما أكدت الصين، الأحد، أنها “قلقة للغاية” و”تتابع عن كثب” التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، بعد اغتيال نصر الله، وحثت “جميع الأطراف، وخصوصا إسرائيل، على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع”.

ورغم الضربات الإسرائيلية المستمرة على مناطق متفرقة في لبنان، أعلن حزب الله، السبت، إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل، تم اعتراض معظمها.

وانطلقت صافرات الإنذار، ليل السبت الأحد، في مناطق عدة في شمال إسرائيل فضلا عن القدس، بحسب الجيش الإسرائيلي.

ودوت الصافرات أيضا في إيلات في أقصى جنوب إسرائيل، فيما أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” الموالية لإيران أنها أطلقت مسيّرة باتجاه هذه المدينة.

غداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الذي أدى إلى اندلاع حرب مدمّرة في قطاع غزة، فتح حزب الله من لبنان ما سماها “جبهة إسناد” لغزة.

ويتبادل يوميا إطلاق النار مع إسرائيل، ما أدى إلى نزوح عشرات آلاف السكان من جانبي الحدود.

إلا أن إسرائيل بدأت حملة قصف عنيفة وفتاكة منذ الاثنين بعد قرار بتركيز عملياتها في الجبهة الشمالية.

وكان الحزب أكّد أنه لن يوقف هجماته “حتى انتهاء العدوان على غزة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق