خبير باليونسكو يكشف أهمية الهيدروجين الأخضر في الحفاظ على التنوع البيولوجي واستدامة الموارد الطبيعية - مصر بوست

0 تعليق ارسل طباعة

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع مصر بوست نقدم لكم اليوم خبير باليونسكو يكشف أهمية الهيدروجين الأخضر في الحفاظ على التنوع البيولوجي واستدامة الموارد الطبيعية - مصر بوست

دينا شعبان
نشر في: الجمعة 27 سبتمبر 2024 - 2:20 م | آخر تحديث: الجمعة 27 سبتمبر 2024 - 2:21 م

قال الدكتور عاطف محمد، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو، إن الهيدروجين الأخضر قد يكون هامًا للحفاظ على التنوع البيولوجي واستدامة الموارد الطبيعية، ولكنه يحمل تأثيرات سلبية مختلفة.

وأكد أن الهيدروجين الأخضر هو مصدر للطاقة يقوم بتقسيم الماء إلى جزيئيه "الهيدروجين والأكسجين" من خلال التحليل الكهربائي، وتُعتبر هذه العملية خالية من الانبعاثات عادة، وتوفر وسيلة لتخزين الطاقة المتجددة لاستخدامها لاحقًا من خلال الطاقة المستخدمة في التحليل الكهربائي، والتي تأتي من مصادر متجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية.

وأضاف محمد لـ"الشروق"، أنه يمكن دمج غاز الهيدروجين مع النيتروجين لإنتاج الأمونيا الخضراء، أو مع ثاني أكسيد الكربون لتوليد الميثانول الأخضر. وتُعرف هذه باسم حاملات الطاقة، ويمكن استخدامها كوقود إلكتروني للنقل والتخزين، أو عكسها إلى غاز الهيدروجين مرة أخرى.

وعن كيفية الحفاظ على التنوع البيولوجي والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية الحية، أكد أن أحد المخاطر البيئية الأخرى المرتبطة بالهيدروجين الأخضر هو إمكانية تغيير استخدام الأراضي والغطاء الأرضي. مشيرًا إلى أن إنتاج الطاقة المتجددة اللازمة لتشغيل التحليل الكهربائي يتطلب كميات كبيرة من الأراضي، وقد يؤدي ذلك إلى تحويل الموائل الطبيعية أو الأراضي الزراعية، مما قد تكون له آثار سلبية على التنوع البيولوجي والأمن الغذائي.

وأشار إلى أن فقدان مناطق عازلة طبيعية مثل الأراضي الرطبة وأشجار القرم والغابات المرتفعة التي تخفف من آثار المخاطر الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية والحرائق، قد يؤدي إلى زيادة الضعف والمخاطر والتأثيرات المتعلقة بسلامة المجتمع والصحة.

وأردف أن التأثيرات المتعلقة باستخدام الأراضي يمكن أن تؤثر على الحفاظ على التنوع البيولوجي بسبب الضغوط المفرطة على موارد المياه، سواء كانت مياه عذبة أو مياه البحر، التي تتلقى تصريفات المياه المالحة من محطات تحلية المياه. إضافة إلى ذلك، فإن استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل توربينات الرياح يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على الحياة البرية، بما في ذلك الطيور المهاجرة أو المهددة بالانقراض والخفافيش، التي قد تُصاب أو تُقتل في الاصطدام بشفرات توربينات الرياح.

ونوه إلى أن تقييم وإدارة التأثيرات المحتملة على استخدام الأراضي والغطاء الأرضي والتنوع البيولوجي يتطلبان ضرورة تقييم التأثيرات المباشرة وغير المباشرة والتراكمية المتعلقة بالمشروع على التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية، وتحديد أي تأثيرات متبقية.

وعن قيمة التقييم البيئي والاجتماعي الاستراتيجي، أكد أنه لضمان تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر بطريقة شاملة ومستدامة ومسؤولة اجتماعيًا، توصي دراسة نطاق الهيدروجين الأخضر (GH) باستخدام التقييم البيئي والاجتماعي الاستراتيجي (SESA)، وهي أداة تسمح لمطوري المشاريع بتقييم التأثيرات البيئية والاجتماعية المحتملة لسياسات أو خطط أو برامج الهيدروجين الأخضر من منظور استراتيجي. وتُؤخذ في الاعتبار الأنواع المتنوعة من البنية التحتية ومتطلبات التقييم البيئي والاجتماعي والترخيص في مشاريع الهيدروجين الأخضر المحتملة والمرافق المرتبطة بها، كما يوصى بتطوير التدابير المناسبة للتخفيف من التأثيرات والمخاطر طوال تنفيذ السياسة أو الخطة أو البرنامج.

ولفت إلى أن "SESA" يساعد في تحديد الفرص لإشراك أصحاب المصلحة ومشاركتهم، مما قد يؤدي إلى تطوير مشاريع أكثر استدامة ومسؤولية اجتماعية. مشيرًا إلى أن الهيدروجين الأخضر يتمتع بإمكانية أن يكون أداة حاسمة في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، ولكنه ضروري لإدارة المخاطر والتأثيرات البيئية والاجتماعية المحتملة المرتبطة بإنتاجه واستخدامه، من خلال اتباع نهج شامل لإدارة المخاطر البيئية والاجتماعية. علاوة على ذلك، يلعب دورًا رئيسيًا في الانتقال إلى مستقبل مستدام.

وعن كيفية إزالة الكربون من الكوكب، أكد أنها أحد الأهداف التي حددتها البلدان في جميع أنحاء العالم لعام 2050. ولتحقيقها، فإن إزالة الكربون من إنتاج عنصر مثل الهيدروجين تؤدي إلى ظهور الهيدروجين الأخضر، وهو أحد المفاتيح حيث إنه مسؤول حاليًا عن أكثر من 2% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.

الهيدروجين كطاقة نظيفة
يُعتبر الهيدروجين العنصر الكيميائي الأكثر وفرة في الطبيعة. وكما أشارت وكالة الطاقة الدولية، فقد تضاعف الطلب العالمي على الهيدروجين لاستخدامه كوقود ثلاث مرات منذ عام 1975، ووصل إلى 70 مليون طن سنويًا في عام 2018. بالإضافة إلى ذلك، يعد الهيدروجين الأخضر مصدرًا للطاقة النظيفة التي لا ينبعث منها سوى بخار الماء ولا تترك أي بقايا في الهواء، على عكس الفحم والنفط. بجانب ذلك، يتمتع بعلاقة طويلة الأمد مع الصناعة، وتم استخدام هذا الغاز لتزويد السيارات والطائرات والمركبات الفضائية بالوقود منذ بداية القرن التاسع عشر.

مخاطر الهيدروجين الأخضر
إن أحد المخاوف الرئيسية بين السلطات العامة والمواطنين فيما يتعلق باستخدام الهيدروجين الأخضر هو الخطر الذي يشكله على صحة وسلامة المجتمع. فمن متطلبات تخزين الهيدروجين ونقله باستخدام حاويات وأنابيب عالية الضغط، والتي يمكن أن تشكل تهديدًا للمجتمعات المجاورة في حالة حدوث تسرب أو انفجارات. ويمكن أن تؤدي الحوادث التي تنطوي على نقل الهيدروجين أيضًا إلى انفجارات وحرائق، مما قد يتسبب في ضرر لكل من الناس والبيئة.

وقد يشكل الهيدروجين الأخضر، المنتج باستخدام طاقة الرياح البحرية، مخاطر على الموائل الساحلية والبحرية، والتي قد توفر خدمات النظام البيئي لمجتمعات الصيد المحلية. وفي الوقت نفسه، إذا تم استخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية كمصدر للطاقة، فقد تكون هناك حاجة إلى مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة لتحقيق القوة الكهربائية اللازمة، مما قد يؤدي إلى توليد استخدامات متضاربة للأراضي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق