أكد سامح نعمان، أستاذ الهندسة واستشاري الطاقة المتجددة، على أهمية المناخ المصري في تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن مصر تتمتع بمناخ ملائم طوال العام، مما يسهل الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.

مصادر الطاقة النظيفة في مصر 

ولفت أستاذ الهندسة واستشاري الطاقة المتجددة، إلى أن الهيدروجين الأخضر يعتمد بشكل أساسي على هذه المصادر، ما يجعل البلاد مؤهلة تمامًا لزيادة إنتاج هذه الطاقة المستدامة.

وأشار نعمان خلال ظهوره في برنامج «صباح الخير يا مصر» الذي يُبث على القناة الأولى والفضائية المصرية، إلى توافر الموارد الطبيعية التي تسهم في تعزيز قدرة مصر على إنتاج الطاقة المتجددة. حيث يُعتبر ساحل البحر الأحمر والأبيض من العوامل الداعمة لإمكانية استخراج المياه وتحليتها، مما يوفر المياه اللازمة لعمليات إنتاج الهيدروجين الأخضر. وأوضح أن المياه تُعتبر عنصرًا حيويًا في هذه العملية، حيث يُمكن فصل الهيدروجين عن الأكسجين من خلال جهاز تحليل المياه، مما يُتيح استخدام الهيدروجين كمصدر طاقة بديل ونظيف.

وفي سياق متصل، ذكر نعمان أن مصر قد بدأت بالفعل خطوات عملية نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث تم توقيع حوالي 22 مذكرة تفاهم بين مصر والدول الأوروبية في عام 2020، مما يعكس اهتمام الدول الكبرى بالاستثمار في هذا القطاع. 

مصر بدأت بالفعل خطوات عملية نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر

وقد قامت الحكومة المصرية بتخصيص مناطق استراتيجية في قناة السويس لإقامة مصانع مخصصة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى ربط هذه المصانع بميناء العين السخنة عن طريق طرق برية مصممة خصيصًا لهذا الغرض.

وأوضح نعمان أن إنشاء بنية تحتية متطورة لهذا القطاع يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث أصبحت كافة التسهيلات اللازمة متاحة. وأشار إلى أن الحكومة المصرية قدمت حوافز تشجيعية للمستثمرين الذين يرغبون في إنشاء مصانع لإنتاج الهيدروجين الأخضر. تتمثل هذه الحوافز في إمكانية استرداد المستثمر نسبة تتراوح بين 33% إلى 55% من قيمة الإقرار المالي بنهاية العام، مما يشجع على مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.

إن مصر، بفضل موقعها الجغرافي ومناخها المناسب، في وضع مثالي للاستفادة من إمكانيات الطاقة المتجددة، خاصةً الهيدروجين الأخضر. من خلال هذه المبادرات، تسعى الدولة إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة النظيفة، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة ويدعم الجهود العالمية لمواجهة التغيرات المناخية.

بشكل عام، يمكن القول إن المناخ المصري والموارد الطبيعية المتاحة، جنبًا إلى جنب مع الخطط الاستراتيجية والتشريعات المشجعة، تجعل من البلاد نقطة انطلاق رئيسية نحو مستقبل أكثر استدامة في مجال الطاقة المتجددة.