قال كبير خبراء الاقتصاد في «GlobalData TS Lombard»، ستيفن بليتز، إن تسارع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة قد يكون أسوأ سيناريو لسوق الأوراق المالية.

وبينما قد يبدو هذا غير بديهي، حيث إن الركود لن يكون رائعاً للأسهم أيضاً، كتب بليتز في مذكرة يوم الثلاثاء، أن سيناريو «عدم الهبوط» يشكل مخاطرة كبيرة لأنه قد يؤدي إلى ارتفاع جديد في التضخم، وتحول في موقف بنك الاحتياطي الفدرالي.

وقال بليتز: «ما أصبح الآن أكبر خطر في خفض بنك الاحتياطي الفدرالي والتوجيه العدواني، والشيء الذي لا تقدره الأسواق - هو عدم حدوث هبوط على الإطلاق»، وفقاً لما ذكرته «Business Insider»، واطلعت عليه «العربية Business».

ويخشى بليتز أن يبقي بنك الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة منخفضة جداً لفترة طويلة جداً، مما يؤدي إلى اقتصاد ساخن وجعل التضخم مرة أخرى أكبر مخاوف وول ستريت.

«لن يخفض بنك الاحتياطي الفدرالي سعر الفائدة على الأموال إلى 3%، لكن السعر النهائي لهذه الجولة سينتهي به الأمر مع ذلك إلى مستوى منخفض جداً وسيظل عند هذا المستوى فترة طويلة جداً. ثم يرتفع التضخم ويعود بنك الاحتياطي الفدرالي إلى رفع الأسعار في وقت أقرب مما يتوقعه أي شخص»، بحسب بليتز.

سيكون هذا بمنزلة جرس إنذار للمستثمرين، خصوصاً أن حلم «غولديلوكس» بهبوط اقتصادي ناعم أصبح إجماعاً في وول ستريت.

غولديلوكس، هي رواية إنكليزية شفهية شهيرة، عن امرأة عجوز سرقت طعام 3 من الدببة وكسرت كراسيهم ونامت على أسرتهم، واختفت. ونالت شهرة كبيرة في الأدب الإنكليزي عن الأحلام التي تتحول إلى كابوس وتسرق الفرحة.

ووفقاً لبليتز، يجب أن يستقر سعر الفائدة على الأموال الفدرالية عند حوالي 4%، مما يزيد بنسبة مئوية كاملة عن التوقعات طويلة الأجل للعديد من أعضاء بنك الاحتياطي الفدرالي، لأن الاقتصاد لا يزال يُظهر مرونة ملحوظة.

وقال بليتز: «لا يمكن للمرء أن يتجاهل أنه في مواجهة أسعار الفائدة الحقيقية الأعلى مقارنة بما قبل كوفيد، ظل الاقتصاد قوياً والعمالة كاملة».

ولاحظ بليتز أن تقدير بنك الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث هو 2.9%، وأن الواردات على أساس سنوي تشهد ارتفاعاً، وأن المزيد من الحاويات «تركب السكة الحديدية» في إشارة إيجابية لصحة الاقتصاد.

وقال إن أياً من هذه الإشارات لا يشير إلى أن بنك الاحتياطي الفدرالي يحتاج إلى المضي قدماً في تخفيضات أسعار الفائدة العدوانية كما تتوقع سوق العقود الآجلة حالياً.

وتقدر أداة FedWatch التابعة لشركة CME تخفيضات أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس قبل نهاية العام، إضافة إلى خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من بنك الاحتياطي الفدرالي الأسبوع الماضي.

وحذر بليتز من أن «تشغيل سعر الفائدة على الأموال الحقيقية منخفض للغاية، وهو ما يميل بنك الاحتياطي الفدرالي إلى القيام به، يخاطر بالتالي بنتيجة تضخم أعلى بكثير مما يفترضونه».

ووفقاً للمذكرة، فإن الخطأ المحتمل في سياسة بنك الاحتياطي الفدرالي الذي يقلق بليتز كثيراً من شأنه أن يعكس سيناريو الستينيات، وهو ما ساعد في تأجيج عقد مؤلم قبل ارتفاع التضخم وعوائد سوق الأسهم الضعيفة.