بعد هجمات الحوثيين.. هل تنجح السعودية واليونان في إنقاذ البحر الأحمر من كارثة بيئية؟

0 تعليق ارسل طباعة

تشهد منطقة البحر الأحمر تحركات دبلوماسية وعسكرية غير مسبوقة، حيث تتعاون السعودية واليونان بشكل مكثف لتجنب كارثة بيئية قد تكون الأكبر في المنطقة، بعد هجوم الحوثيين على ناقلة النفط "سونيون". يأتي هذا التحرك في إطار مواجهة التهديدات المستمرة من الحوثيين المدعومين من إيران، الذين باتوا يستهدفون حركة الشحن الدولية في البحر الأحمر، مما يهدد باضطرابات كبيرة وتأثيرات بيئية مدمرة.

الهجوم الحوثي على ناقلة "سونيون" وتأثيره على البحر الأحمر

تعرضت ناقلة النفط "سونيون"، التي ترفع العلم اليوناني وتديرها شركة "دلتا تانكرز"، لهجوم عنيف من قبل الحوثيين في 23 أغسطس الماضي. الناقلة كانت تحمل حوالي 150 ألف طن من النفط الخام العراقي عندما استهدفتها قوات الحوثيين بالقرب من السواحل اليمنية. أدى الهجوم إلى اندلاع حرائق في أجزاء من السفينة، مما زاد من مخاوف تسرب كميات ضخمة من النفط إلى مياه البحر الأحمر، وهو الأمر الذي قد يسبب أضرارًا بيئية بالغة تطال الأنظمة البيئية البحرية لعقود.
 

ناقلة النفط سونيون

الجهود اليونانية في قيادة عمليات الإنقاذ ودور السعودية

ردًا على هذا الهجوم الخطير، بدأت اليونان جهودًا دولية لإنقاذ "سونيون" وتفريغ حمولتها من النفط في محاولة لتجنب التسرب. وبالتعاون مع شركائها الأوروبيين، وبمشاركة فعالة من السعودية، وضعت خطة دقيقة لنقل النفط إلى سفينة أخرى ومن ثم سحب الناقلة إلى ميناء آمن، يُرجح أن يكون في جيبوتي. يتضمن هذا التنسيق دعمًا مباشرًا من السعودية التي قد تتولى الإشراف على عملية نقل النفط، بما يضمن سلامة العملية وتجنب أي تسرب قد يؤدي إلى كارثة بيئية.
 

التنسيق الدولي وتواصل اليونان مع إيران

في هذا السياق، لم تكتفِ اليونان بالتعاون مع شركائها الأوروبيين فقط، بل استخدمت قنواتها الدبلوماسية للتواصل مع إيران، الداعم الأساسي للحوثيين، بهدف تهدئة الوضع وتسهيل عمليات الإنقاذ. وعلى الرغم من إعلان بعثة إيران في الأمم المتحدة عن موافقة الحوثيين على هدنة مؤقتة للسماح بوصول فرق الإنقاذ، فإن الحوثيين نفوا ذلك واستمروا في أعمالهم العدائية. هذه التطورات تعكس تعقيد الوضع في البحر الأحمر، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية بشكل كبير.

خطر التسرب النفطي وأبعاده البيئية

إن الخطر الأكبر الذي يواجه المنطقة الآن هو احتمالية تسرب النفط من "سونيون"، وهو ما قد يؤدي إلى كارثة بيئية لم يشهدها البحر الأحمر من قبل. إذ تحمل السفينة حوالي مليون برميل من النفط، وإذا تسرب هذا النفط، فسيكون أكثر من نصف حجم أكبر تسرب نفطي بحري في التاريخ، الذي حدث في عام 1979 عندما تسرب 287 ألف طن من النفط من الناقلة "أتلانتك إمبريس". مثل هذا التسرب سيكون له آثار مدمرة على الحياة البحرية، ويؤثر بشكل مباشر على الاقتصادات المحلية التي تعتمد على البحر الأحمر.

استمرار الهجمات الحوثية وتأثيرها على حركة الشحن الدولية

الهجوم على "سونيون" ليس الأول من نوعه، فقد شهد هذا الشهر وحده عدة هجمات مشابهة استهدفت سفنًا أخرى تديرها شركة "دلتا تانكرز". هذه الهجمات المتكررة تسلط الضوء على التهديد المستمر الذي تشكله جماعة الحوثي على حركة الشحن الدولية. فالهدف المعلن للحوثيين هو استهداف السفن التي تتجه نحو إسرائيل أو تلك التي تعود إليها، في إطار دعمهم للمقاومة الفلسطينية. إلا أن هذه الهجمات تؤدي إلى اضطرابات في حركة الشحن بأكملها، وتزيد من تكاليف التأمين والشحن في المنطقة، مما يؤثر على التجارة العالمية.

التحركات الدولية لتجنب الكارثة المحتملة

على ضوء هذه التهديدات، تسعى السعودية واليونان، بالتعاون مع شركاء دوليين، إلى احتواء الوضع قبل أن يتفاقم. وتعمل الفرق الفنية على مدار الساعة لضمان تفريغ النفط بأمان، بينما تشرف القوات البحرية على تأمين المنطقة من أي هجمات إضافية قد يقوم بها الحوثيون. وتبقى الجهود الدولية منصبة على منع تسرب النفط وحماية البيئة البحرية، في حين يستمر الضغط الدبلوماسي على إيران لتهدئة التوترات وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق