أنس الحجي: تقرير إكسون موبيل غير واقعي.. وتوقعات "السيارات الكهربائية" مستحيلة

0 تعليق ارسل طباعة

أصدرت عملاقة الطاقة الأميركية إكسون موبيل تقريرها السنوي لعام 2050، الخاص بالتوقعات خلال الأعوام الـ25 المقبلة؛ إذ يضم التقرير تفاصيل كثيرة تتعلق بكثير من مصادر الطاقة؛ ومن بينها النفط والغاز.

وقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن الشركة الأميركية قارنت توقعاتها بتوقعات وكالة الطاقة الدولية واللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ "آي بي بي سي" (ibbc)، وخلصت إلى أن الوقود الأحفوري سيكون له دور أكبر.

جاء ذلك خلال تقديم الدكتور أنس الحجي حلقةً جديدةً من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدمه عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وجاءت بعنوان "أسواق النفط بين توقف إنتاج ليبيا وتوقعات غولدمان ساكس وإكسون موبيل".

ويرى الحجي أن هناك مشكلة كبيرة على الجميع الانتباه لها، وهي أن شركة إكسون موبيل، مثلها مثل كل الشركات الكبيرة؛ بما فيها شركة النفط البريطانية "بي بي"، وإيني الإيطالية، وتوتال إنرجي الفرنسية وغيرها، جميعها تصدر هذه التوقعات.

وأضاف: "نحن أيضًا في شركتنا نصدر هذه التوقعات، ولكننا محظوظون من ناحية أننا لسنا مرتبطين بأي شيء، أي أننا أحرار، ومن ثم نحلل السوق بناء على المعطيات الموجودة، ولكنهم مرتبطون بحكومات وسياسيين وآخرين، لذلك لديهم مشكلة كبيرة".

توقعات أسواق الطاقة لعام 2050

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إن شركة إكسون موبيل -مثلها مثل الشركات الأخرى- تنتج هذه التقارير بسيناريوهات عديدة، ثم تجلس لجان متخصصة وتختار السيناريو الذي ستستثمر الشركة بناءً عليه.

ولفت إلى أن هذا السيناريو يكون سريًا؛ لأن هذا هو سر الأعمال "البزنس"، وهو سر من أسرار الشركة لا يمكن مشاركته مع أي أشخاص آخرين، فيأخذون هذا السيناريو ويخفونه، ويستثمرون بناءً عليه، ويأتون بتقنيات معينة بناءً على ذلك.

شعار شركة إكسون موبيل الأميركية
شعار شركة إكسون موبيل الأميركية

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن هذه الشركات لديها الآن سيناريوهات عديدة أخرى، تدرسها مع لجان أخرى، ويقررون أي سيناريو مناسب لإظهاره للناس، بحيث تُرضي البيئيين وتُرضي الحكومات المختلفة، وفي الوقت نفسه ترسل رسائل معينة للسياسيين والمشرعين.

لذلك، وفق الحجي، فإن هذا التقرير للعلاقات العامة، وليست له أي قيمة، ولكن بالنسبة إلى بعض المتخصصين له قيمة من نواحٍ متعددة أخرى، ولكن ليس بالنسبة إلى الاستثمار أو بالنسبة إلى توقعات السوق.

وأضاف: "لا يمكن لأحد أن يأتي ويقول إن توقعك يخالف توقعات إكسون موبيل؛ لأنه لا يوجد وجه للمقارنة من الأساس؛ إذ إن توقع الشركة الأميركية هو للعلاقات العامة ولتبييض وجهها، أو لإرسال رسائل معينة للسياسيين".

ومن ثم، وفق الحجي، فهو لا قيمة له، بناء على دراسة ومقارنة كل الاستشرافات والتوقعات السابقة، ومقارنتها مع استثمار هذه الشركات؛ إذ يتضح أن الاستثمارات في طريق، والتوقعات في طريق آخر، وكل هذا يدل على أن التقرير إما دعائي وإما له أهداف مختلفة.

وتابع: "طبعًا الإعلام يحتفل بهذه الأمور، وتوجد تقارير كثيرة عنها، لكن هناك إشكالات كبيرة، منها أن إكسون موبيل تريد إرضاء البيئيين وبعض السياسيين، لذلك تجد أن الفروقات بينهم وبين غيرهم ليست كبيرة".

أسعار النفط

وأكد الدكتور أنس الحجي أن مقارنة سيناريو إكسون موبيل بتقرير وكالة الطاقة الدولية والهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ خاطئ تمامًا؛ لأن الوكالة في توقعها طويل المدى تفترض أن كل القوانين الموجودة ستُطبَّق، وأن هذا التطبيق سينجح بنسبة 100%.

وأردف: "هذه القوانين بعضها لا يُطبَّق، وبعضها به ثغرات يُتلاعَب عليها، وجزء منها يفشل، ورأينا التراجع الكبير عن أهداف تغير المناخ، سواء من الشركات أو الحكومات حول العالم، حتى في أوروبا التي تُعد نفسها خضراء؛ لذا لا يمكن مقارنة توقع إكسون موبيل بوكالة الطاقة الدولية".

الأثر الفعلي للسيارات الكهربائية

أشار خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إلى تقرير إكسون موبيل الذي قال إن الطلب العالمي الحالي على النفط سيزيد ثم سينخفض، ومن ثَم سيكون الطلب في 2050 بحدود 100 مليون برميل يوميًا، أي سيكون قريبًا من مستوى الطلب الحالي البالغ 103 إلى 104 ملايين برميل يوميًا.

وقال إن هناك إشكالات عديدة في هذه التوقعات؛ الأولى هي أنه لكي يبقى الطلب على النفط كما هو الآن بحلول عام 2050، هناك حاجة على الأقل إلى نحو 700 مليون سيارة على الطرق بحلول هذا التاريخ.

السيارات الهجينة مقابل الكهربائية

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن الموجود الآن على الطرق أقل من 50 مليون سيارة، أي أن هناك نحو 25 عامًا لإنتاج هذه الـ700 مليون سيارة، مضيفًا: "لكن المشكلة أكبر من ذلك بكثير؛ إذ إن عمر السيارات الكهربائية يتراوح بين 7 و12 عامًا".

ومن ثم، وفق الحجي، فإنه ستكون هناك نحو 400 مليون سيارة، أو 300 مليون على أقل تقدير ستتغير خلال هذه المدة، لذلك ستكون هناك حاجة إلى إنتاج أكثر من مليار سيارة كهربائية خلال 25 عامًا، وهذا أمر يجعل توقعات إكسون موبيل مستحيلة التحقق، ولكن لأن التقرير دعائي أو مُعَد لأهداف معينة؛ فقد خرج بهذه الصورة.

وأضاف: "الأمر الآخر أن هناك تلاعبًا في الأرقام؛ إذ من ضمن الأشياء التي أوردتها إكسون موبيل، أنه -في الماضي- عندما كانوا يقسمون قطاعات الطاقة، كان هناك النفط والغاز، ولكنهم هذه المرة جمعوهما معًا".

وفسّر ذلك بأن دور الغاز سيزيد بصورة كبيرة وسيُغطي على النفط؛ لذلك قررت الشركة الأميركية وضعهما معًا، وهذا أمر غير أخلاقي وغير مقبول.

صناعة النفط والغاز

الأمر الآخر، وفق الدكتور أنس الحجي، يتمثّل في طريقة حساب إكسون موبيل وتقارير الشركات الأخرى لأثر السيارات الكهربائية في أسواق النفط، من حيث استبدال البنزين والاعتماد على الكهرباء، لكنهم لا يحسبون على الإطلاق كمية النفط التي تذهب إلى إنتاج هذه السيارات.

ولفت إلى أنه لا أحد يحسب كمية النفط اللازمة لاستبدال إطارات السيارات الكهربائية، التي تقل أعمارها عن نظيراتها التقليدية؛ نظرًا إلى ثقلها، كما أن زيادة كفاءة السيارات بصورة عامة تؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود، وهذه غير محسوبة في التوقعات.

إطارات السيارات الكهربائية

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق