أعلنت شركتان عالميتان تطورات جديدة على صعيد إنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الخضراء، في علامة على تزايد الاستثمار بأنواع الوقود النظيف بعيدًا عن المصادر الأحفورية الملوثة.

وأعلنت شركة "إيه إم غرين" الهندية (AM Green) اتخاذها قرار الاستثمار النهائي بشأن ما سيكون أحد أكبر مشروعات الأمونيا الخضراء في العالم بولاية أندرا براديش، الذي يستهدف التصدير إلى أوروبا.

كما أبرمت شركة لينده الألمانية البريطانية لإنتاج الغازات الاصطناعية (Linde) اتفاقًا لإنتاج الهيدروجين الأزرق والنيتروجين وتوريدهما إلى مشروع لإنتاج البلاستيك في كندا، في استثمار ضخم بقيمة ملياري دولار.

وبحسب قاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُنتج الأمونيا الخضراء من النيتروجين الموجود في الهواء والهيدروجين الأخضر المُنتَج من تقنية التحليل الكهربائي للماء باستعمال مصدر كهرباء متجدد -مثل الشمس والرياح- عند ضغط عالٍ ودرجات حرارة مرتفعة.

إنتاج الأمونيا الخضراء

تعتزم شركة "إيه إم" بناء مصنع ضخم لإنتاج الأمونيا من الهيدروجين النظيف شرق الهند، وهو أول مصانعها لإنتاج الأمونيا الخضراء على الإطلاق.

وسيُسهم المشروع -بالإضافة إلى مصانع أخرى- في تحقيق هدف الشركة لإنتاج 5 ملايين طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، بما يعادل مليون طن سنويًا تقريبًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:

وسيضم المصنع منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ووحدة تابعة لتحويله إلى أمونيا خضراء، ومحللات كهربائية بقدرة 1.3 غيغاواط، بالإضافة إلى مرافق البنى الأساسية ذات الصلة، وفق تقرير لصحيفة "ذا هيندو بيزنس لاين" المحلية (thehindubusinessline).

وسيحصل المشروع على 1300 ميغاواط من احتياجاته من الكهرباء النظيفة على مدار الساعة من محطة طاقة شمسية، ورياح بقدرة 4 آلاف و500 ميغاواط مرتبطة بمحطة تخزين بقدرة 950 ميغاواط.

كما أبرمت "إيه إم غرين" اتفاقية شراء الكهرباء بسعر ثابت لمدة 25 عامًا مع شركة "إن تي بي سي" (NTPC)، في حين ستوفر شركة غنتاري (Gentari) بقية الإمدادات المطلوبة.

وسيحل المصنع الجديد الذي سيبدأ الإنتاج في النصف الثاني من عام 2026، بدلًا من أحد مصانع إنتاج اليوريا القائمة.

ونجحت الشركة في إبرام عقود بيع لإنتاج الأمونيا الخضراء مع شركات يونيبر (Uniper)، ويارا (Yara)، وكيبل (Keppel).

وسيُوجه معظم إنتاج الأمونيا الخضراء من المشروع إلى أسواق أوروبا؛ إذ حصل المشروع على شهادة اعتماد بشأن التوافق مع متطلبات الاتحاد الأوروبي لأنواع الوقود المتجدد السائل والغازي من أصل غير بيولوجي (RFNBO).

إنتاج الهيدروجين الأزرق

قررت شركة لينده استثمار أكثر من ملياري دولار لبناء وامتلاك وتشغيل مجمع لإنتاج الهيدروجين الأزرق وفصل الهواء لصالح شركة الكيماويات داو الأميركية (Dow) في مقاطعة ألبرتا الكندية.

وفي بيان صحفي بتاريخ يوم الثلاثاء 27 أغسطس/آب (2024)، قالت لينده إنها أبرمت اتفاقية طويلة الأمد لتوريد الهيدروجين الأزرق إلى مشروع شركة داو "فورت ساسكاتتيوان باث تو زيرو" (Fort Saskatchewan Path2Zero) أول المشروعات المتكاملة الخالية من الانبعاثات لتكسير الإيثيلين ومشتقاته في العالم.

يأتي ذلك تنفيذًا لاتفاقية إطارية أبرمتها داو مع لينده في العام الماضي (2023) لتوريد الهيدروجين والنيتروجين، ثم اتخاذها قرار الاستثمار النهائي بشأن المجمع الجديد في نوفمبر/تشرين الثاني (2023).

وسيستعمل المصنع الهيدروجين الأزرق بوصفه وقودًا للتسخين حتى درجات عالية لإنتاج الإيثيلين الذي يُعد مكونًا رئيسًا لإنتاج البولي إيثيلين أشهر أنواع البلاستيك، بالإضافة إلى تقنية احتجاز الكربون التي طوّرتها شركة لينده من الغازات لإنتاج الهيدروجين النظيف واستخلاص الهيدروجين من غازات العادم الناتجة عن تكسير الإيثيلين.

وفي المرحلة الأولى، ستنتج لينده الهيدروجين الأزرق والنيتروجين لمشروع "داو" والعملاء الآخرين الساعين لإزالة الكربون من عملياتهم.

وعند اكتمال المشروع في عام 2028، سيكون المجمع أكبر منشأة لإنتاج الهيدروجين النظيف في كندا وأحد أكبر المشروعات العالمية، كما أنه أكبر استثمار منفرد لشركة لينده، وثاني أكبر مشروعات الهيدروجين النظيف الجديدة على مستوى العالم.

بدوره، ثمّن الرئيس التنفيذي لشركة لينده سانجيف لامبا الاتفاق، واصفًا مشروع إنتاج الهيدروجين الأزرق بـ"البارز" في وقت تسعى فيه شركته لبناء مستقبل أكثر استدامة.

وأكد لامبا الدعم الذي تقدمه تقنيات وخبرات وعمليات الشركة في التحول إلى الاقتصاد النظيف، قائلًا إن المشروع الجديد يتماشى مع إستراتيجية تطوير مشروعات عالية الجودة مع تأمين صفقات لبيع إنتاجها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..