طفرة بإنتاج الليثيوم في أفريقيا.. هل يتحرر من قبضة الصين؟

0 تعليق ارسل طباعة

اقرأ في هذا المقال

  • هناك مشروعات كبيرة ينفذها مطورون أجانب لاستخراج الليثيوم في أفريقيا
  • إنتاج الليثيوم في أفريقيا قد يتضاعف 3 مرات في 2024
  • تتطلع أفريقيا لتوطين صناعة الليثيوم والتحرر من قبضة المطورين الأجانب
  • أفريقيا ساحة تنافس عالمية على معدن الليثيوم
  • تمتلك زيمبابوي أكبر احتياطي من معدن الليثيوم في أفريقيا

يشهد إنتاج الليثيوم في أفريقيا زخمًا غير مسبوقٍ في الوقت الراهن؛ ما شجّع الدول المُنتِجة لهذا المعدن الإستراتيجي في القارة على محاولة معالجته محليًا بدلًا من تصديره في شكله الخام.

ويتسارع هذا الزخم بفضل المشروعات الكبيرة المنفذة بوساطة مطورين أجانب في عدد من بلدان القارة، لتعدين هذا العنصر الإستراتيجي الذي لا غنى عنه لجهود تحول الطاقة، غير أن توطين صناعة الليثيوم في أفريقيا يتيح تحقيق عائدات أكبر لدول القارة لدعم اقتصاداتها.

ولتسارع إنتاج الليثيوم في أفريقيا أضحت القارة السمراء -على ما يبدو- ساحة تنافس عالمية بين الدول الكبرى على هذا الخام المُستعمَل في صناعات إستراتيجية عدة، مثل السيارات الكهربائية والهواتف الذكية والمعدات الدفاعية، من بين أخرى عديدة.

لكن الصين تبرُز بصفتها الرابح الأكبر -حتى الآن- في سباق إنتاج الليثيوم في أفريقيا؛ بفضل المليارات التي تنفقها على إبرام صفقات داخل القارة، لإحكام قبضتها على المناجم، خصوصًا في زيمبابوي صاحبة أكبر احتياطي أفريقي.

ووفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تستحوذ أفريقيا على قرابة 5% من الإنتاج والاحتياطي العالمي لمعدن الليثيوم.

زيادة 3 أضعاف

في أوائل العام الجاري (2024) توقع مزوّد بيانات الليثيوم وبطاريات السيارات بينشمارك مينرال إنتيليغنس (Benchmark Mineral Intelligence) أن يتضاعف إنتاج الليثيوم في أفريقيا بواقع 3 مرات على أساس سنوي خلال العام الحالي (2024)؛ ما يزيد حصة القارة في الإنتاج العالمي من 4% إلى أكثر من 10%.

ومن الممكن أن تُعزى تلك الزيادة إلى ارتفاع التمويلات المقدمة من الصين المسؤولة عن 90% من إمدادات الليثيوم المُخططة في أفريقيا حتى نهاية العقد الحالي (2030)، وفق تقرير نشره موقع إنرجي كابيتال آند باور (energy capital power).

وسيحتل آفاق إنتاج الليثيوم بأفريقيا ووضع القارة في تلك السوق العالمية الإستراتيجية مساحةً كبيرةً على طاولة النقاش خلال فعاليات قمة المعادن الحرجة في أفريقيا، التي من المقرر أن تستضيفها مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية خلال يومي 6 و7 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، لمناقشة الدور المستقبلي الذي يمكن أن تؤديه القارة في تحول الطاقة، بوصفها مُنتِجًا رئيسًا لهذا المعدن الحيوي.

ويبرُز الليثيوم عنصرًا بالغ الأهمية في مسار تحول الطافة؛ إذ يُستعمَل في مجموعة واسعة ومتنوعة من التطبيقات النظيفة، بما في ذلك بطاريات السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الكهرباء.

منجم ليثيوم في زيمبابوي
منجم ليثيوم في زيمبابوي - الصورة من موقع إنفيرومنتال جاستس أطلس

زيمبابوي ونصيب الأسد

تحتضن زيمبابوي أكبر رواسب ليثيوم معروفة في العالم، كما أن لديها أكبر عدد من مشروعات الليثيوم قيد الاستكشاف في عموم أفريقيا.

وفي أبريل/نيسان (2024) نجحت شركة التعدين الصيني رويزي روكورو (Rwizi Rukuru) في تشغيل مركز الليثيوم سعة 300 طن يوميًا في مصنع موتوكو (Mutuko)، ثالث مصنع لمعالجة الليثيوم في محافظة ماشونالاند الشرقية في زيمبابوي.

ومع تدفق الاستثمارات عبر سلسلة قيمة التعدين في زيمبابوي، من المتوقع أن تلبي البلاد ما يزيد على 20% من الطلب العالمي إذا استغلّت مقوماتها الهائلة في هذا المجال.

وتُعد قمة المعادن الحرجة في أفريقيا أكبر تجمع لأصحاب المصلحة في مجال المعادن في القارة السمراء، الذين يتطلعون إلى تعزيز وضع أفريقيا لتكون وجهة جاذبة للمعادن الحيوية.

وتسعى القمة لربط مشروعات التعدين والسلطات التنظيمية الأفريقية بالمستثمرين وأصحاب المصلحة العالميين؛ من أجل استغلال جميع مقومات المعادن الخام التي تزخر بها القارة.

وفي شهر مايو/أيار (2024) أعلن المشروع المشترك المؤسس حديثًا ديكان غولد موزمبيق (Deccan Gold Mozambique) أنه سيمارس أنشطة استكشاف ليثيوم في حزام ألتو ليغونها بيغماتيت (Alto Ligonha Pegmatite) الواقع في زيمبابوي.

وسيؤسّس المشروع مصنعًا لمعالجة الليثيوم سعة 100 طن يوميًا، مستفيدًا من الاستثمارات البالغة قيمتها 10 ملايين دولار التي ضختها شركة ديكان (Deccan) الشريك في المشروع المشترك "ديكان غولد موزمبيق" خلال السنوات الـ3 المقبلة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وسيُصدر الليثيوم المُنتَج من حقول الامتياز في موزمبيق إلى الهند، بهدف سد الطلب المتنامي على المعادن الحيوية التي لا غنى عنها لتحول الطاقة في البلد الآسيوي.

رواندا ومالي وغانا

في منطقة شرق أفريقيا -كذلك- أعلنت شركة أتيريان (Aterian) مؤخرًا خُططًا لبدء أعمال التنقيب والحفر في مشروع ليثيوم إتش سي كيه (HCK) في جنوب رواندا بحلول شهر سبتمبر/أيلول (2024).

وتُظهِر النتائج الإيجابية الأولوية وجود معادن حاملة لليثيوم في مشروع التعدين، وتمضي الشركة -الآن- قُدمًا في الأعمال التحضيرية وتنفيذ مرحلة التخطيط للحفر.

وفي مالي أبرمت شركة غانفنغ ليثيوم (Ganfeng Lithium) الصينية اتفاقية تزيد قيمتها على 342 مليون دولار في مايو/أيار (2024)، استحوذت بموجبها على حصة من الأسهم نسبتها 40% في مشروع مالي لليثيوم من شركة التعدين الأسترالية ليو ليثيوم (Leo lithium).

وستمكن الصفقة شركة غانفنغ ليثيوم من شراء الإنتاج كاملًا من المرحلة الأولى للمشروع البالغ سعته 506 آلاف طن سنويًا.

وخلال مايو/أيار (2024) -كذلك- كشفت شركة الاستكشاف والتطوير أتلانتيك ليثيوم (Atlantic Lithium) النقاب عن نتائج تعدين واعدة في مشروع إيويا (Ewoyaa) في غانا؛ ما يسلط الضوء على إمكانات النمو لموارد الليثيوم الحالية في البلد الواقع غرب أفريقيا، التي تلامس 35.3 مليون طن.

منجم ليثيوم في مالي
منجم ليثيوم في مالي - الصورة من بلومبرغ

آفاق الإنتاج المحلي

قد يأخذ إنتاج الليثيوم في أفريقيا منحى آخر مع استكشاف دول عدة فرصًا لمعالجة هذا المعدن محليًا بدلًا من تصديره في شكله الخام، ومن ذلك على سبيل المثال: شركة كيفومبا ماينينغ هاوس (Kivumba Mining House) الزيمبابوية التي أبرمت اتفاقية خلال أغسطس/آب (2024) لبناء مصنع معالجة ليثيوم سعة 3 ملايين طن سنويًا في منجم سانداوانا (Sandawana) بمدينة مبيرينغوا.

ومن المتوقع أن يدخل المصنع حيز التشغيل في غضون 18 شهرًا، بسعة إنتاجية من الليثيوم تصل إلى 600 ألف طن سنويًا، ليساعد جهود هراري في حظر صادرات الليثيوم الخام غير المعالج.

وشهدت تنزانيا خطوة مماثلة في العام الماضي (2023)؛ إذ يستهدف البلد الواقع شرق أفريقيا تعظيم الإنتاج المحلي لليثيوم عبر صناعة المعادن الحيوية لديه من خلال تطوير البنية التحتية لعمليات معالجة الليثيوم.

وكشفت الحكومة النقاب عن عملية لمنح تراخيص صادرات، قائلةً إن شركات التعدين مطالَبة بتأسيس منشآت لتكرير الليثيوم إلى جانب عملياتها الأصلية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق