للفلك «أبعاد» ولا حدود للطموح

0 تعليق ارسل طباعة

يقول أحد الحكماء: «إن من يرفع عينيه إلى السماء يدرك أن الأرض ليست نهاية المطاف»؛ ولعل هذا القول يتجلى في مسابقة «أبعاد» للتصوير الفلكي التي أطلقتها «وكالة الفضاء السعودية»، والتي تعكس طموحاً سعودياً لا حدود له، طموحاً يأخذ بأيدينا إلى عنان السماء، ليس فقط لاستكشاف عوالم جديدة، بل لإعادة تعريف حدود المعرفة والفن والإبداع والبحث والابتكار، وأيضًا الإلهام.

لقد شهدت المملكة في الفترة الأخيرة تحولات نوعية في سباقها نحو الفضاء، بدءًا من المشاركة في مهمات الفضاء الدولية وصولًا إلى إطلاق برامج وطنية طموحة، وكانت مسابقة «مداك» التي أشرفت عليها أول رائدة فضاء عربية مسلمة «ريانة برناوي» واحدة من تلك المبادرات التي وضعت الأسس لنشر الوعي الفلكي بين الشباب وتعزيز قدراتهم في هذا المجال.

لتأتي كذلك مسابقة «أبعاد» للتصوير الفلكي  متابعةً لهذا النهج، مقدمةً لنا فرصة جديدة لربط العلم بالإبداع والفن، وفي قلب هذه المبادرات التي تطلقها الوكالة بالتتابع لا يمكن إغفال الجوانب الاقتصادية المرتبطة بتطور علوم الفضاء في المملكة، فالفضاء لم يعد مجرد ميدان للتجارب العلمية، بل أصبح محركًا اقتصاديًا رئيسيًا، حتى باتت كبرى الشركات العالمية تتنافس على الاستثمار في تقنيات الفضاء، بدءًا من الاستشعار عن بُعد وصولاً إلى الاتصالات الساتلية والسياحة الفضائية، ومما لا شك فيه ستلعب مثل هذه التظاهرات الفنية والإبداعية الخلاقة دورًا حاسمًا في جذب الاستثمارات وتعزيز مكانة المملكة في هذه المجالات.

وعندما نتحدث عن «أبعاد» -والتي ما أن فرغت من متابعة إطلاقها حتى بدأت أتابعها بشكل دوريّ من خلال وسائل الإعلام الجديد-، فإننا لا نتحدث فقط عن مسابقة فنية، بل عن رؤية متكاملة تربط بين العلم والاقتصاد والإبداع؛ وباعتقادي هي سانحة جيدة للمصورين من أبناء وبنات الوطن والمقيمين لالتقاط جمال الكون، ودعوة للاستثمار في مستقبل المملكة كقوة فضائية كبرى قادمة، فهذه المسابقة تمثل خطوة أخرى في رحلة طويلة تخطوها السعودية نحو الفضاء، رحلة تأخذ بيد المملكة نحو مستقبل مزدهر يعتمد على المعرفة والابتكار في بناء اقتصاد مستدام.

وختاماً؛ يمكن القول إن «أبعاد» ليست مجرد مسابقة أخرى في سجلات الوكالة النشطة، بل هي جزء من رؤية أوسع تسعى لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والفضاء، رؤية تجعل من الفضاء ساحة للتنافس العلمي والاقتصادي، وميداناً للإبداع والابتكار، وفي هذا السياق نفسه تبدو «أبعاد» كخطوة جديدة في طريق طويل، طريق يأخذنا إلى أفق جديد من الإمكانيات، حيث لا حدود للطموح خاصةً وأن البوصلة رؤيتنا الطموحة 2030.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق