المدرسة الوطنية فاقت غياب 15 عامًا بعودة حسام حسن لتدريب منتخب مصر في أمم إفريقيا

يُعيد حسام حسن المدرسة الوطنية للمنتخب المصري في أمم إفريقيا بعد غياب تجاوز 15 عامًا، حيث يتجهز منتخب مصر الأول بقيادته لانطلاق منافسات كأس الأمم الإفريقية، بمواجهة قوية ضد زيمبابوي ضمن مباريات المجموعة الثالثة مساء اليوم الاثنين، في تحدٍ جديد يُبرز عودة التدريب المحلي على الساحة القارية.

حسام حسن يعيد المدرسة الوطنية للمنتخب المصري في أمم إفريقيا بعد غياب طويل

فرض حسام حسن نفسه كصانع تغيير حقيقي في تدريب منتخب مصر، معيدًا مدرسة التدريب الوطنية إلى الواجهة بعد غياب استمر لأكثر من 15 عامًا، منذ أن توج الفراعنة بلقب كأس الأمم الإفريقية عام 2010 بقيادة المدرب الخبير حسن شحاتة، المعروف بـ”المعلم”. غابت الكوادر الوطنية عن قيادة المنتخب في البطولة القارية خلال السنوات الماضية، حيث شهدت السنوات الأخيرة تواجد ثلاثة مدارس تدريب أجنبية، ابتدأت بالأرجنتيني هيكتور كوبر في نسخة 2017 التي جرت بالجابون وتأهل خلالها منتخب مصر إلى النهائي، ثم جاء دور المكسيكي خافيير أجيري في نسخة 2019 التي استضافها مصر، تلاه البرتغالي كارلوس كيروش في نسخة 2021 بالكاميرون الذي نجح في الوصول بالمنتخب إلى النهائي أيضًا، وأخيرًا البرتغالي روي فيتوريا الذي قاد الفريق إلى ثمن النهائي في نسخة كوت ديفوار.

تُعد المدرسة الوطنية في التدريب الأكثر نجاحًا مع منتخب مصر في تاريخ كأس الأمم الإفريقية مقارنة بالمدارس الأجنبية، حيث توج الفراعنة بخمس ألقاب تحت قيادات محلية، بدءًا من النسخة الأولى للبطولة عام 1957 في السودان مع المدرب مراد فهمي، مرورًا بالبطولات الثلاث الأخيرة مع حسن شحاتة، واللقب الرابع التاريخي تحت قيادة محمود الجوهري، المدرب المصري الوحيد الذي نال اللقب كلاعب عام 1959 وكمدير فني عام 1998 في بوركينا فاسو، ما يؤكد أن التدريب المحلي يحمل في طياته إرثًا عميقًا من الإنجازات والفخر.

نجاحات وتاريخ المدرسة الوطنية في قيادة منتخب مصر بأمم إفريقيا

لعبت المدرسة الوطنية دورًا مميزًا عبر مسيرة طويلة من المنافسات الإفريقية، حيث نشطت القيادة الفنية للمنتخب على مدار 26 مشاركة في كأس الأمم الإفريقية بين مدربين مصريين وأجانب ينتمون إلى ثماني مدارس تدريبية مختلفة من أوروبا والأميركتين. بدأت هذه النجاحات مع مراد فهمي في النسخة الأولى، وبرزت محاولات الثنائي حنفي بسطان ومحمد الجندي الذين أوصلوا المنتخب إلى نهائي النسخة الثالثة عام 1962 في إثيوبيا، رغم الخسارة أمام أصحاب الأرض بعد شوطين إضافيين بنتيجة 4-2. تميزت النسخ اللاحقة بمراكز متقدمة مثل المركز الثالث عام 1963 في غانا تحت قيادة فؤاد صدقي، والرابع عام 1970 بالسودان مع محمد عبده صالح “الوحش”، وهو المركز نفسه الذي تكرر في نسخة 1984 بكوت ديفوار بقيادة الوحش كذلك، ونسخة 1980 بنيجيريا مع عبد المنعم الحاج.

شهدت السنوات التالية تقلبات، حيث خرج الفريق من دور الثمانية عام 1990 بالجزائر تحت قيادة هاني مصطفى، بدلاً من محمود الجوهري بدواعي الاستعداد لكأس العالم، وتكرر هذا المشهد عام 1992 بالسنغال مع الجوهري نفسه بعد خسارتين أمام زامبيا وغانا. خسر المنتخب في ربع نهائي 2002 أمام الكاميرون، ثم ودع نسخة 2004 مراحل المجموعات بقيادة محسن صالح، قبل أن يحقق حسن شحاتة الثلاثية المتتالية بين 2006 و2010، نجاحات عززت مكانة المدرسة الوطنية وأكدت جدارتها في الساحة الإفريقية.

التحديات الأجنبية وإنجازات مصر بكأس الأمم الإفريقية بين الوطنية والخارجية

كانت تجربة التدريب الأجنبي للمنتخب المصري مزيجًا من الإخفاقات والنجاحات، حيث عجز الفراعنة عن التتويج باللقب أثناء استضافتهم للبطولة عام 1974 تحت قيادة الألماني ديتمار كرامر، واكتفوا بالمركز الرابع في نسخة 1976 بإثيوبيا بقيادة مواطنه بوركهارد بيب. لاحقًا، جاءت أسوأ اللحظات بخروج الفريق من الدور الأول عام 1988 في المغرب مع الويلزي مايكل سميث، بينما توقف المشوار عند الدور الثاني في نسخ 1996 و2000 بقيادة الهولندي رود كرول والفرنسي جيرار جيلي على التوالي.

  • الأرجنتيني هيكتور كوبر: تأهل للنهائي في 2017 بالجابون.
  • المكسيكي خافيير أجيري: قيادة نسخة 2019 في مصر.
  • البرتغالي كارلوس كيروش: نهائي 2021 بالكاميرون.
  • البرتغالي روي فيتوريا: خروج من ثمن النهائي في 2023.

يبرز الجدول التالي توزع الألقاب بين المدرسة الوطنية والمدارس الأجنبية في تاريخ منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية:

اللقب نوع القيادة المدرب السنة
الأول وطني مراد فهمي 1957
الثاني أجنبي بال تيتكوس 1959
الثالث أجنبي مايكل سميث 1986
الرابع وطني محمود الجوهري 1998
الخامس والسادس والسابع وطني حسن شحاتة 2006 – 2008 – 2010

يدخل منتخب مصر اليوم منافسات أمم إفريقيا بقيادة حسام حسن الذي يمثل عودة قوية للمدرسة الوطنية، مؤمنًا بقيمة الخبرة المحلية التي أثبتت جدارتها وعلو كعبها في تاريخ الكرة الإفريقية، ما يفتح صفحة جديدة من تطلعات وإمكانات غنية لإعادة اللقب الغائب.