مكافأة 3 ملايين دولار للحلول العملية لمشكلة تعيق تقدم الصناعة

إدارة النفايات فوق سطح القمر أصبحت من أبرز التحديات التي تواجه وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، حيث أعلنت مؤخراً عن مكافأة مالية تصل إلى 3 ملايين دولار لمن يقدم حلولاً مبتكرة وعملية تساهم في التعامل مع هذه المشكلة، ضمن جهودها لتحقيق استدامة حياة البشر خارج كوكب الأرض.

أهمية إدارة النفايات فوق سطح القمر في برنامج أرتميس

تأتي مبادرة “ناسا” لإدارة النفايات فوق سطح القمر في إطار برنامج “أرتميس” الرائد، الذي يهدف إلى ترسيخ وجود بشري دائم ومستدام على القمر، باعتباره التابع الطبيعي للأرض. وقد نقل موقع (unionrayo) عن الوكالة أن القدرة على الاكتفاء الذاتي تعد ركيزة حيوية في هذه المرحلة من استكشاف الفضاء؛ إذ يجب التقليل من الاعتماد على الإمدادات القادمة من الأرض، وهذا يمر عبر إيجاد حلول متطورة لإدارة النفايات وتحويلها إلى موارد قابلة للاستخدام مجددًا.

تحديات وفرص إدارة النفايات فوق سطح القمر

شهدت المهمات الفضائية عبر العقود تراكماً ملحوظاً للكثير من المخلفات في المدار وعند مواقع الهبوط، منها معدات معطلة، ملابس فضائية، عبوات طعام، وأجزاء من أجهزة ومركبات فضائية، مما يشكل عبئًا بيئيًا متزايدًا مع تكرار الرحلات المستقبلية. ويأمل تحدي “Lunar Recycle” أن يدفع العلماء والمبتكرين إلى تطوير أنظمة متخصصة تعالج هذه النفايات وتحوّلها إلى مواد بناء، قطع غيار، أو أدوات تلبي حاجات رواد الفضاء اليومية. وتؤكد “ناسا” أن تقنيات التدوير التي تُستخدم على الأرض لن تكون مناسبة بسبب ظروف القمر الصعبة، مثل ضعف الجاذبية والندرة الشديدة في الموارد، مما يستلزم ابتكار حلول جديدة ومخصصة.

فرص الابتكار العالمية وآفاق تطبيقاتها من القمر إلى المريخ والأرض

فتح هذا التحدي باب المشاركة للجميع على مستوى العالم، بمن فيهم العلماء والمبتكرون من مختلف الجنسيات والتخصصات، بشرط تقديم أفكار قابلة للتنفيذ قبل الموعد النهائي المحدد في 22 يناير 2026. الفائز سيحصل على المكافأة المالية وقدر عظيم من الفخر لمساهمته في رسم مستقبل الوجود البشري خارج الأرض. ووفق “ناسا”، فإن نجاح أنظمة إدارة النفايات على القمر سيكون نموذجًا عمليًا لمهمات المريخ اللاحقة التي تتطلب استغلال الموارد المحلية لتجاوز تحديات المسافات البعيدة، إضافة إلى تأثيراتها الإيجابية في مواجهة أزمات بيئية على كوكب الأرض، مثل معالجة جزر البلاستيك في المحيطات وتحويل النفايات لمواد صناعية مفيدة.

• تطوير أنظمة تدوير متخصصة تناسب ظروف القمر البيئية
• تحويل المخلفات إلى مواد بناء أو قطع غيار أو أدوات ضرورية
• فتح التحدي لجميع المشاركين بدون قيود تخصصية أو وطنية

هذا التحدي التكنولوجي لا يقتصر فقط على حل مشكلة بيئية، بل يشكل مرحلة استراتيجية لضمان استدامة حياة الإنسان خارج الأرض، مما يمهد الطريق لعصر جديد من الاستكشاف يُظهر مدى قدرتنا على التكيف والعيش في بيئات قاسية وغير مألوفة عبر الكون.