ارتفاع تعاملات الدولار بين البنوك إلى 800 مليون في رمضان وتأثيره على السيولة المالية

ارتفاع تعاملات الدولار بين البنوك إلى 800 مليون دولار يوميًا وأثر رمضان على السوق المصرفي

شهدت معاملات الإنتربنك بين البنوك العاملة في القطاع المصرفي المصري ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على الدولار خلال تعاملات الأربعاء والخميس الأخيرين، حيث بلغ حجم التعاملات نحو 880 مليون دولار يوميًا، متجاوزًا بكثير المعدل المعتاد الذي يتراوح بين 150 إلى 250 مليون دولار في الأيام الأخرى من الأسبوع، مما انعكس بشكل مباشر على حركة سعر الدولار مقابل الجنيه المصري.

ارتفاع حجم تعاملات الدولار بين البنوك في رمضان

يتضح من البيانات أن ارتفاع تعاملات الدولار بين البنوك وصل إلى مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي، حيث سجل حجم تداولات الإنتربنك ما يقارب 880 مليون دولار يوميًا، مقارنة بالمعدلات الأسبوعية التي لا تتجاوز 250 مليون دولار، ما يوضح تأثير فترة شهر رمضان على النشاط المصرفي وسوق العملات الأجنبية؛ إذ تزيد الحاجة إلى الدولار لتلبية متطلبات الاستيراد والتعاقدات المتعلقة بمستلزمات الشهر الكريم من الخارج، بالإضافة إلى تحركات المستثمرين الأجانب في أدوات الدين المصرية. ويرى خبراء أن هذا الطلب المدعوم في رمضان يؤدي إلى زيادة ملحوظة في حركة الدولار في السوق المصرفي، مما يرفع سعره مقابل الجنيه خلال هذه الفترة.

كيف يؤثر ارتفاع تعاملات الدولار بين البنوك على سعر الصرف؟

تزامن ارتفاع تعاملات الدولار بين البنوك مع زيادة سعر الدولار أمام الجنيه المصري بنحو 27 قرشًا، حيث سجل سعر الدولار 47.38 جنيهًا للشراء بنهاية تعاملات الخميس مقارنة بـ47.11 جنيهًا في الأسبوع السابق، وفقًا لتقارير البنك المركزي المصري. ويتشكل سعر الصرف في سوق الإنتربنك من خلال حساب متوسط أسعار بيع وشراء العملات الأجنبية بين مختلف البنوك؛ فقد يطرح كل بنك سعر العملة التي يعرضها، ويتم احتساب متوسط بين أعلى وأدنى سعر، ليكون هو السعر الرسمي للعملات في السوق المصرفي لذلك اليوم. ويشير ذلك إلى ارتباط وثيق بين حجم التعامُلات اليومية وبين تقلبات سعر الدولار نتيجة العرض والطلب.

علاقة الطلب على الدولار بزيادة المستثمرين الأجانب وتحويلات المصريين بالخارج

يرى الخبير المصرفي عز الدين حسانين أن زيادة حجم تعاملات الدولار بين البنوك تعود إلى عدة عوامل، أهمها ارتفاع طلب المستثمرين الأجانب على أدوات الدين المصرية، فضلاً عن طلب المستوردين الدوليين لضمان استيراد حاجيات شهر رمضان، وهو ما يعزز الطلب على الدولار في السوق المصرفي. وتعكس بيانات البنك المركزي هذا التوجه بوضوح، حيث ارتفعت استثمارات العملاء الأجانب في أذون الخزانة إلى ما يعادل 2.063 تريليون جنيه بنهاية يوليو 2025، مقابل 1.906 تريليون جنيه بنهاية يونيو السابق، ما يشير إلى زيادة تدفق رؤوس الأموال الأجنبية. كذلك، تُعد تحويلات المصريين العاملين بالخارج عاملًا رئيسيًا في تدعيم السيولة الدولارية داخل القطاع المصرفي، حيث سجلت نموًا بنسبة 45.1% لتصل إلى 30.2 مليار دولار خلال الشهور التسعة الأولى من 2025، مقارنة بـ20.8 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق.

الفترة الزمنية قيمة تحويلات المصريين بالخارج (مليار دولار)
يناير – سبتمبر 2024 20.8
يناير – سبتمبر 2025 30.2
  • زيادة الطلب على الدولار بسبب الاستيراد المرتبط بشهر رمضان
  • ارتفاع استثمارات الأجانب في أدوات الدين المصرية
  • طفرة تحويلات المصريين العاملين بالخارج ودورها في توفير السيولة