أوليفر بالعربي: تحويل مسرحية أوليفر تويست إلى نسخة مصرية متميزة
عملية التمصير لمسرحية أوليفر تويست وأساليب تحويلها إلى النسخة المصرية
شهدت مسرحية «أوليفر تويست» تحوّلًا مميزًا عبر عملية التمصير التي أشرف عليها المترجمان سراج محمود وبسنت أيمن، لتحوّل القصة إلى النسخة المصرية بعنوان «أوليفر بالعربي»، حيث تم الكشف عن تفاصيل هذا المشروع خلال لقاء خاص مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج «معكم» على قناة «ON»؛ وأوضح سراج محمود أن الخطوة الأولى كانت تحديد موقع الأحداث، إذ كان القرار محوريًا بين الإبقاء على القصة في بريطانيا أو نقلها إلى مصر، وكانت الدكتورة نيفين علوبة هي التي اختارت نقل الأحداث إلى مصر، وهو ما وصفه سراج بالجملة التي كانت بمثابة تحول جذري في العمل. وركز المترجمان على الفترة الزمنية الخمسينية التي شهدتها مصر، والإشعاع الثقافي بين الاحتلال الإنجليزي والثقافة الشعبية، والتي شكّلت نقطة انطلاق رائعة لإضفاء بعد محلي يجعل المسرحية تنبض بروح مصرية خالصة، فتُشعر الجمهور بأن العمل يمثل جزءًا من تراثهم الفني.
تغيير أسماء الشخصيات لإضفاء الطابع المحلي في مسرحية أوليفر تويست
في إطار عملية التمصير التي جرت على مسرحية أوليفر تويست بهدف تحويلها إلى «أوليفر بالعربي»، أشارت بسنت أيمن إلى أن تعديل أسماء الشخصيات كان من أساسيات العمل، حيث تم اختيار أسماء مصرية مناسبة للبيئة الاجتماعية والثقافية الجديدة؛ فمثلاً شخصية «فيجن» التي لها دور الشر راح اسمها الجديد «منعم الضو»، بينما تحوّل اسم «أوليفر» إلى «إفيه»، وردّدت الشخصيات تعليقات كوميدية تعكس استغرابها من الاسم غير المألوف، كما أُضيفت إفيهات مخصّصة لكل طبقة اجتماعية من الطبقة الراقية إلى الشعبية جدًا، مما يجعل من العرض ذا طابع محلي أصيل وواقعي، يعكس التنوع الثقافي والاجتماعي في مصر، ويمنح المشاهدين تجربة درامية غنية بالحياة المصرية اليومية واللمحات الفكاهية التي تحاكي الواقع.
المقومات الثقافية والاجتماعية التي أسهمت في نجاح نسخة أوليفر بالعربي
ساهمت البيئة الثقافية التي سادت مصر في الخمسينيات في إثراء نسخة «أوليفر بالعربي» من مسرحية أوليفر تويست، حيث اتخذ الطابع المصري شكلًا واضحًا في جميع عناصر العرض الفني، من خلال دمج ملامح الاحتلال الإنجليزي الموجود في ذلك الزمن مع الطبقات الاجتماعية المتنوعة التي مثلت ثراءً ثقافيًا على خشبة المسرح، فجاءت النسخة مفعمة بالتفاصيل التي تجعل المشاهد يتمكن من التواصل مع أحداث المسرحية بروح محلية مألوفة؛ وتم تحقيق هذا التقمص الثقافي عبر عدة خطوات، منها:
- اختيار الفترة التاريخية بدقة لإظهار تداخل الثقافات في مصر
- تنويع واستخدام الإفيهات المحلية لتناسب كل طبقة اجتماعية
- تصميم نصوص تمثيلية تعكس اللهجة والمواقف المصرية بصدق
- إدخال اللمسات الكوميدية لتخفيف وقع بعض الأحداث وإضافة أجواء من المرح
وتشكل هذه العوامل معًا قاعدة متينة جعلت من النسخة المصرية لـ «أوليفر تويست» عملاً متكاملًا، يجمع بين الأصالة والحداثة، ويعيد تقديم قصة معروفة من منظور محلي يتنفس الثقافة المصرية، مما يضمن تفاعل الجمهور بشكل أعمق مع العرض وبين شخصياته.
بهذا التحول الإبداعي والتجديد، نجحت مسرحية «أوليفر بالعربي» في خلق حالة فنية تجمع بين احترام العمل الأصلي واستحضار الهوية المصرية الأصيلة بكل تفاصيلها الثقافية والاجتماعية، مؤكدةً أن الترصيص والخلق المحلي للقصص العالمية يمكن أن يولد أعمالاً مبهرة ترتقي إلى أذواق الجمهور وتلبي تطلعاتهم بطرق جديدة وممتعة.
