المخرج نوري بيلجي جيلان يشرح كيف يشكل اليأس نقطة انطلاق أفلامه ويعيد ابتكار قصصه باستمرار

المخرج التركي نوري بيلجي جيلان يبدأ أفلامه من اليأس ويغيّر القصة باستمرار. يؤكد جيلان، رئيس لجنة التحكيم الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي، أنه ينطلق في صناعة أفلامه من شعور عميق باليأس وليس من التفاؤل، فهو يرفض البدء بأي مشروع بفكرة متفائلة، ويبقى يُعدل ويغير في قصة أفلامه حتى اللحظات الأخيرة لتحقيق توازن دقيق في السرد الدرامي.

نوري بيلجي جيلان يبدأ أفلامه من اليأس ويغير القصة حتى اللحظة الأخيرة

يعتبر نوري بيلجي جيلان أن نقطة الانطلاق لأي فيلم يبدأها من شعور اليأس وليس التفاؤل، حيث قال بوضوح: «ببتدي القصة وأنا يائس، عمري ما ابتديت وأنا متفائل»؛ وهذا يعكس منهجية فريدة في صناعة السينما تُركز على عمق المشاعر والتجارب الإنسانية المعقدة. هذا النهج لا ينتهي عند مجرد نقطة البداية، فجيلان يكشف أنه يظل يُجري تغييرات على قصة الفيلم باستمرار حتى المراحل النهائية من الإنتاج: «دايما بحب أغيّر في قصة الفيلم، لحد آخر لحظة»، مما يظهر حرصه على تجديد العمل ليصل إلى أفضل صورة ممكنة.

تحديات إنتاج أفلام نوري بيلجي جيلان بين اختبارات الأداء والفترة الانتقالية

تصادف نوري بيلجي جيلان خلال مراحل صناعة أفلامه تحديات كبيرة، خاصة في الفترة التي تفصل بين اختبارات الأداء وبدء التصوير والتي قد تستمر ثلاثة أشهر كاملة. في هذه المرحلة، يُعبر جيلان عن شعوره بالإرهاق بسبب نسيان الممثلين لكثير من التفاصيل التي تم الاتفاق عليها، ما دفعه إلى التفكير مرات عدة في التوقف: «فكرت كتير أوقف، بيكون في فترات بين الأودشن والتنفيذ حوالي 3 شهور، بعض الأوقات الممثلين بينسوا، وده بيتعبني». كما أوضح أن بداية رحلته كانت مع أفلام مستقلة وعدد محدود من الطاقم الفني، الأمر الذي اختلف كليًا الآن بعد أن ضخمت الإنتاجات وأصبح حجم الطواقم أكبر كثيرًا: «ابتديت بأفلام مستقلة وعدد كرو صغير، دلوقتي الأفلام بقت مش مستقلة والكرو كبير».

محاضرة استثنائية تتناول فلسفة نوري بيلجي جيلان السينمائية في مهرجان القاهرة

نظم المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية محاضرة مهمة بعنوان «انعكاسات سينمائية: رحلة في عوالم نوري بيلجي جيلان»، والتي استمرت من الرابعة حتى الخامسة والنصف مساءً، وأدارها الناقد السينمائي أحمد شوقي، رئيس الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (فيبريسي) والاتحاد الأوروبي لنقاد السينما (EFCA)، في إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ46. عُرف جيلان بأسلوبه الواقعي البطيء وصوره الشعرية المميزة، لقدرته العالية على التقاط أدق تفاصيل التجربة الإنسانية بعمق فلسفي وتأملي، حيث تطرقت الجلسة إلى فلسفته في التعامل مع الصورة السينمائية وكيف يبني عوالم تحفّز على طرح الأسئلة والوعي الاجتماعي.

  • اعتماده على تكوينات بصرية دقيقة تمنح أفلامه طابعاً فنيًا خاصًا
  • لغة سينمائية تحمل حسًا إنسانيًا عميقًا ومتفردًا
  • تقديم تجربة سينمائية تعمل كبورتريه للتجربة الإنسانية بروح فلسفية وتأملية

يُذكر أن جيلان نال جوائز كبرى في مهرجان كان السينمائي تقديرًا لأعماله السينمائية التي تتميز بدقة التكوين البصري والحس الإنساني العميق، وهو أيضًا يعرض عددًا من أعماله الفوتوغرافية في معارض دولية تلخّص نفس الروح التأملية التي تميز أفلامه وتجسد رؤيته الفنية.

العنصر التفاصيل
المهرجان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ46
المحاضرة انعكاسات سينمائية: رحلة في عوالم نوري بيلجي جيلان
مدة المحاضرة من الساعة 4 حتى 5:30 مساءً
المدير الناقد أحمد شوقي (فيبريسي – EFCA)