رد الشبكة والهدايا بعد فسخ الخِطبة بين القانون والواقع الاجتماعي: متى يكون الرفض مبررًا؟

هل رد الشبكة والهدايا واجب حتى لو فسخ الخاطب الخطوبة؟ تتصاعد مناقشات كثيرة حول هذا الموضوع في المجتمع، بسبب اختلاف الرؤى تجاه مسؤولية فسخ الخطوبة وحق كل طرف في استرجاع ما تم تبادله من هدايا وشبكة، خصوصًا في ظل غياب زواج رسمي ووضوح الالتزامات القانونية والدينية بين الطرفين.

تفسير حكم رد الشبكة والهدايا عند فسخ الخاطب الخطوبة

توضح الإعلامية الدكتورة دينا أبو الخير أن مسألة رد الشبكة والهدايا بعد فسخ الخطوبة ينبغي فهمها من منظور شرعي واجتماعي يحدد العلاقة بين المخطوبين خلال هذه المرحلة، التي تمثل وعداً بالزواج وليست زواجًا شرعيًا. فالخطوبة هي فرصة للتعارف بين الطرفين وعائلتيهما، ضمن حدود شرعية وأخلاقية، لكنها لا تُلزم أي طرف قانونيًا أو دينيًا بالاستمرار؛ فلكل منهما الحق في الانسحاب متى شاء دون عقوبة. ومع ذلك، تشير أبو الخير إلى أن العرف والقانون في مصر ينظران إلى الشبكة على أنها جزء من مقدم الصداق، وبالتالي يجب على العروس رد الشبكة إذا فسخ الخاطب الخطوبة، حتى لو كان هو المبادر إلى الفسخ، لأن عقد القران لم يتم إبرامه بعد. كما يجب استعادة الهدايا التي تعلقت بتجهيز منزل الزوجية أو الشقة، لأنها ترتبط بخطة الزواج التي لم تكتمل.

العناصر التي لا يشملها رد الشبكة والهدايا بعد فسخ الخطوبة

توضح دينا أبو الخير أن هناك بعض الأمور التي لا تخضع للرد بعد فسخ الخطوبة، إذ تُعتبر جزءًا من التكاليف الاجتماعية العادية ولا يُطلب استردادها، مثل:

  • نفقات العزومات
  • تكاليف الطعام خلال فترة الارتباط
  • الدعوات الاجتماعية التي أُقيمت في هذه المرحلة

هذه المصروفات تُعد مجاملات طبيعية بين الطرفين والعائلتين، وليست جزءًا من الالتزامات المالية التي يجب تعويضها.

الشروط التي تسمح بالاحتفاظ بالشبكة والهدايا بعد فسخ الخطوبة

تضيف الدكتورة دينا أن العروس تمتلك الحق في الاحتفاظ بالشبكة والهدايا إذا تنازل الخاطب عن طلب ردها طواعيةً أو أعرب عن عدم رغبته في استردادها. في هذه الحالة تصبح الهدايا “ملكًا” للعروس، لأنها هبة تم قبولها برضا المانح؛ إذ يجيز الفقه الإسلامي الرجوع في الهبة فقط قبل قبضها، أما بعد الاستلام فيتطلب ردها توافق الطرفين. لذلك، يمكن للعروس الحفاظ على الشبكة والهدايا إذا ظهرت نية الهدية الحقيقية من الخاطب على سبيل الحرة والرضا.

كما تؤكد الدكتورة أهمية إدارة فترة الخطوبة بمنظور واقعي وعقلاني مع وضع حدود واضحة، فهذه المرحلة يجب أن تكون فرصة جادة ومحترمة للتعارف والتقارب، بعيدًا عن التهويل العاطفي أو التهاون في الكلام، لتفادي نشوب خلافات أو نزاعات مستقبلية ناجمة عن سوء تفاهم أو ممارسات غير محسوبة.

العنصر حكم الرد بعد فسخ الخطوبة
الشبكة يجب ردها في الغالب إلا في حالة تنازل الخاطب
الهدايا المخصصة لتجهيز المنزل يجب ردها لأن الزواج لم يتم
نفقات العزومات والدعوات لا يستردها أي طرف لأنها مجاملات اجتماعية

تتشارك الاعتبارات الشرعية والاجتماعية في تحديد ما إذا كان رد الشبكة والهدايا واجبًا بعد فسخ الخطوبة، ويتم ذلك بحسب حالة كل ارتباط وظروف فسخه، مع مراعاة العقائد والأعراف السائدة. هذا الإطار المتوازن يضمن احترام العلاقة بين الطرفين، مع الحفاظ على الحقوق والواجبات دون تجاوزات أو إضرار بأي جهة.