ترامب يقطع مذيعة أمريكية صرحت بأن الصين تعتمد استراتيجية طويلة الأمد في المواجهة

الصينيون يلعبون اللعبة الطويلة كما أكدته مذيعة أمريكية في برنامج “60 دقيقة” خلال لقاء مع الرئيس دونالد ترامب الذي رد عليها برد غير متوقع جعل نقاشهما أكثر حدة ووضوحًا. في هذا الحوار الذي جرى خلال البرنامج تناولت المذيعة تحركات الصين الاستراتيجية وتأثيرها على الأمن القومي الأمريكي، مما دفع ترامب لتوضيح رؤيته حول العلاقة المتوترة بين البلدين.

الصينيون يلعبون اللعبة الطويلة وتأثيرها على الأمن القومي الأمريكي

وجهت مذيعة برنامج “60 دقيقة” حديثها إلى ترامب قائلة إن “الصينيون يلعبون اللعبة الطويلة”، في إشارة إلى خطط الصين الاستراتيجية التي تستهدف التأثير على الولايات المتحدة بطرق غير مباشرة وطويلة الأمد. وأضافت المذيعة أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تؤكد أن الصين تسللت إلى أجزاء مهمة من شبكة الكهرباء الأمريكية وشبكات المياه، مما يشكل خطرًا كبيرًا على البنية التحتية الحيوية. كما أشارت إلى سرقة الملكية الفكرية الأمريكية واختراق البيانات الشخصية للمواطنين، فضلاً عن شراء الأراضي الزراعية الأمريكية، ما أثار تساؤلات حول مدى خطورة الصين على الأمن الداخلي في الولايات المتحدة. هذه التصريحات أبرزت التهديدات التي تُواجهها أمريكا من حيث الأمن السيبراني والاقتصادي، وهو ما يشكل محورًا رئيسيًا للنقاشات السياسية والمخابراتية على نطاق واسع.

ترامب يرد على اتهامات الصين ويشرح موقفه من التنافس الأمريكي الصيني

في مواجهة اتهامات المذيعة، قاطع ترامب حديثها مؤكدًا أن الولايات المتحدة تلعب “اللعبة الطويلة” أيضًا، مشددًا على أن الصين ليست استثناءً في هذا الصراع التنافسي. أوضح ترامب أن الولايات المتحدة تشكل تهديدًا متبادلًا للصين، وأن العديد من الأساليب التي نُسبت إلى الصين تمارسها الولايات المتحدة كذلك. وقال إن “هذا عالم تنافسي للغاية”، خاصة بين عملاقي الاقتصاد والسياسة الأمريكية والصينية، معبّرًا عن ضرورة المراقبة المستمرة بين الطرفين. وأكد أن التنافس يتطلب وعيًا دائمًا بالخطوط الحمراء والاحترام المتبادل، مشيرًا إلى أن الشراكة والعمل المشترك يمكن أن يجعلا الدولتين أكثر قوة وازدهارًا بدلًا من العمل على القضاء على طرف على حساب الآخر.

دور التعاون والمراقبة المستمرة في مواجهة التحديات الصينية الأمريكية

تابع ترامب حديثه قائلًا إن هناك مراقبة مستمرة بين الولايات المتحدة والصين، ولا يمكن تجاهل أن كلا الطرفين يراقب الآخر، ما يعكس عمق التوتر والتنافس في العلاقات بينهما. أضاف أن هناك إمكانية لتحقيق منافع أكبر من خلال التعاون بدلًا من الصراع المباشر أو الإقصاء. إذ يرى أن فهم اللعبة الطويلة التي يلعبها الصينيون يجب أن يقابلها تعاون وإدارة ذكية للنزاعات لتجنب التصعيد. وهذا يشمل:

• تكثيف الجهود الاستخباراتية لمتابعة التحركات الصينية
• تعزيز البنية التحتية الرقمية الأمريكية وحمايتها من الاختراقات
• فتح قنوات للحوار لتحقيق تفاهمات اقتصادية وأمنية
• تحفيز الشراكات التجارية والتكنولوجية بين البلدين

هذا المزيج بين التنافس والمراقبة المستمرة والتعاون المحتمل يعكس واقعًا معقدًا في العلاقات الدولية بين أكبر قوتين عالميتين، حيث تؤكد الولايات المتحدة ضرورة الحذر دون التخلي عن فرص التعاون مع الصين لتحقيق منافع مشتركة.