كان الغياب الطويل للإعلامي الساخر باسم يوسف عن المشهد المصري نابعًا من عوامل عديدة، أبرزها التغيرات السياسية التي فرضت عليه إيقاف برنامجه الشهير، مع إحساسه بأن الكوميديا السياسية تعيش عمرًا قصيرًا لا يستمر بين الأحداث المتغيرة بسرعة.
باسم يوسف يوضح موقفه من القضية الفلسطينية وأهمية التضحية الحقيقية
يؤكد باسم يوسف دعمه الدائم للقضية الفلسطينية، لكنه يرفض أن يُمنح اهتمامًا يفوق من ضحوا فعلاً من أجل هذه القضية، من سجناء وشهداء، مشددًا على ضرورة تكريمهم بدلًا من التركيز على شخصه. يقول باسم إنه مجرد صوت إعلامي أثار ضجة، ولكن هناك من دفعوا أرواحهم وحرروا أوقاتهم من أجل الكفاح، وعليه التساؤل: من يستحق أن يسلط الضوء عليه فعلًا؟ هذا التصريح يعكس وعيًا متزنًا بمسؤولية الإعلام ودوره في خدمة القضايا الكبرى، بدلًا من تحويل الأضواء لشخصيات معينة.
الكوميديا السياسية والانتقادات: باسم يوسف يشرح دوره بصراحة
ردًا على وسمه أحيانًا بـ”الأراجوز” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اعترف باسم يوسف بدوره كفنان يسعى لإضحاك الناس، مؤكدًا أن الناس تبحث عن التسلية ومستعدة للدفع مقابل ذلك. كما أشار إلى أن دخوله عالم السياسة لم يكن خيارًا، بل فرضته عليه الظروف السياسية بعد ثورة 25 يناير، وهو في الأصل يحب الكوميديا البحتة والضحك. هذه النظرة تجعلنا نفهم باسم كشخص اختار الميدان الساخر ليعبر عن رأيه، لكنه لم يرغب في جعل السياسة محور عمله الوحيد.
توقف برنامج “البرنامج” وبداية جديدة في أمريكا
توقف برنامج باسم يوسف “البرنامج” جاء نتيجة طبيعية لظروف سياسية محددة، إذ يرى باسم أن الكوميديا السياسية مرتبطة بلحظة زمنية وأحداث وشخصيات معينة، مما يجعل استمراريتها أمنية صعبة. بعد رحيله للولايات المتحدة الأمريكية، بدأت مرحلة جديدة من حياته المهنية، حيث اندمج في التدريس والكوميديا بطرق مختلفة، وشارك في محاضرات وندوات في جامعات معروفة. كما طور محتوى ساخرًا باللغة الإنجليزية يستهدف جمهورًا عالميًا، مستفيدًا من ثراء التجارب التي خلقها تنقله الثقافي والشخصي.
| النشاط | الوصف |
|---|---|
| محاضرات وندوات | مشاركة باسم يوسف في جامعات أمريكية مرموقة |
| الكوميديا العالمية | تطوير محتوى ساخر بالإنجليزية للجمهور العالمي |
| التعليم | تدريس وإلقاء دروس في الإعلام والكوميديا |
بعد هذه التجارب، يظهر باسم يوسف كشخص ناضج ينظر إلى الكوميديا ليس فقط كأداة هجوم سياسي، بل كوسيلة للتنفيس والتواصل الإنساني، مما يعيد تعريف دوره من مجرد صانع ضحك سياسي إلى فنان يحاول نقل روح الفكاهة بعيدًا عن القيود.
إن عودة باسم يوسف إلى شاشة مصر بعد أكثر من عقد من الزمن تأتي بمضمون مختلف راجعًا إلى جوهر الكوميديا والضحك الفني، مبتعدًا تدريجيًا عن السياسة وحساسياتها، وهو ما يفسر استمرار جماهيره في متابعته وإعجابهم بأعماله الحالية.
