قرض الـ800 مليون دولار للمتحف المصري الكبير وتأثيره على العلاقات الاقتصادية مع اليابان

قرض الـ 800 مليون دولار، هل المتحف المصري الكبير بحق انتفاع لليابان؟ هذا التساؤل طرحه كثيرون بعد افتتاح المتحف المصري الكبير الذي دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفال عالمي يعكس عظمة التاريخ المصري وروح المستقبل، خصوصًا في ظل التمويل الكبير الذي قدمته الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) لإنجاز المشروع.

تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير وعلاقته بقرض الـ 800 مليون دولار

شدد الخبير الاقتصادي عادل عامر أن القرض الذي حصلت عليه مصر من جايكا يعتبر جزءًا من اتفاق التعاون التنموي الرسمي بين البلدين، ولا يترتب عليه حق انتفاع أو ملكية لليابان؛ فالمتحف هو ملك كامل للدولة المصرية، ويشمل التعاون بين مصر واليابان جوانب متعددة مثل تبادل الخبرات والتدريب في الترميم والإدارة والعرض المتحفي. وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمتحف 1.2 مليار دولار تقريبًا، تمثل القروض الميسّرة من الوكالة اليابانية 800 مليون دولار، أي ما يعادل 84.2 مليار ين ياباني، موزعة على قرضين تم توقيعهما عامي 2008 و2016 بشروط ميسّرة جدًا من حيث الفائدة والسداد.

حقيقة قرض الـ 800 مليون دولار: هل يمنح حق انتفاع لليابان في المتحف المصري الكبير؟

يأتي قرض الـ 800 مليون دولار وفق شروط فائدة منخفضة تصل إلى 1.5% وفترات سداد طويلة تدعم فكرة الشراكة التنموية بدل الاستثمار التجاري، وهذا ما يؤكده موقع جايكا الرسمي، حيث ينص التمويل على عدم منح أي طرف أجنبي حق انتفاع أو ملكية لأي جزء من المتحف. بل يرتبط التمويل بإتفاقية دعم فني وثقافي هدفها إنشاء نموذج عالمي للمتاحف الحديثة في الشرق الأوسط. وفي نفس السياق، قدم التعاون الياباني دعمًا تقنيًا وتدريبًا للكوادر المصرية في الترميم والإدارة المتحفية، وتم تجهيز مركز ترميم متطور في المتحف بأحدث الأجهزة، بالإضافة إلى المشاركة في التنقيب والترميم، مثل مشروع مركبة خوفو الثانية.

فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير وما يميّزه وسط قرض الـ 800 مليون دولار

انطلقت فكرة المتحف المصري الكبير عبر مسابقة عالمية فازت بها الشركة الإيرلندية Heneghan Peng Architects التي صممت متحفًا يجمع بين روح الصحراء المصرية والعمارة المعاصرة. بدأ التنفيذ عام 2005 وتعرّض المشروع لتعقيدات سياسية ومالية، خاصة بعد ثورة يناير 2011 التي أدت إلى توقف الأعمال مؤقتًا، لكن استؤنف العمل بقوة عام 2014 بعد استقرار الوضع الوطني. يحتل المتحف مساحة نحو 480 ألف متر مربع منها 85 ألف متر مربع مخصصة لقاعات العرض الدائمة، ما يجعله الأكبر في العالم المكرس للحضارة الفرعونية، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني.

يتميز المتحف بعرض شامل لمجموعة الملك توت عنخ آمون لأول مرة مجمعة، باستخدام تقنيات عرض متطورة تبرز جمال القطع وتاريخها، كما يستقبل الزوار تمثال رمسيس الثاني العملاق، الذي نُقل بدقة هندسية من ميدان رمسيس. يضم المتحف قاعات عرض مركزية تركز على المجتمع والملكية والمعتقدات الدينية، في رحلة تمتد عبر أكثر من 3000 عام من التاريخ المصري.

  • مساحة المتحف: 480 ألف متر مربع، منها 85 ألف متر مربع للعرض
  • عدد القطع الأثرية: أكثر من 100 ألف قطعة تغطي مختلف الفترات التاريخية
  • عرض كامل لمجموعة الملك توت عنخ آمون لأول مرة في مكان واحد
  • تمثال رمسيس الثاني بارتفاع 12 مترًا في مدخل المتحف
العنصرالتفاصيل
قيمة القرض الياباني800 مليون دولار (84.2 مليار ين ياباني)
شروط الفائدة1.5% فقط مع فترات سداد طويلة
مدة بدء القروضالقرض الأول 2008، القرض الثاني 2016

الدرج الرئيسي للمتحف يوفر إطلالة ساحرة على أهرامات الجيزة الثلاث، وذلك من واجهة زجاجية ضخمة تخلق لقاءً بصريًا فريدًا بين تاريخ مصر العريق وعصرية التصميم المعماري، مما يعكس بشكل متناغم التقاء الماضي بالمستقبل في رمز حضاري فريد يعكس إرث الأمة وروح التعاون التنموي مع اليابان بلا احتكار ولا حق انتفاع لأحد غير مصر.