شهدت مدينة نيويورك موجة أمطار استثنائية حولت شوارعها إلى سيول جارفة، مما تسبب في انهيار حركة المترو وتعطيل المطارات مع سقوط ضحايا، وسط إعلان حالة الطوارئ وتوقعات بفيضانات خطرة في الأحياء المنخفضة. هذه الأمطار الغزيرة عادت بالذاكرة إلى فيضانات عام 2021 التي أودت بحياة العشرات وشكلت تهديدًا مباشرًا للسكان.
أمطار نيويورك القياسية تغمر الشوارع وتشل حركة المدينة
أوضح رئيس بلدية نيويورك إريك آدامز أن كمية أمطار نيويورك التي هطلت في 30 أكتوبر فاقت جميع التوقعات؛ إذ سجلت المدينة خلال عشر دقائق فقط معدلًا هطوليًا يعادل ما يُفترض أن يسقط خلال ساعات عديدة، مما أدى إلى انهيار أنظمة الصرف الصحي الرسمية؛ فغمرت المياه شوارع وأنفاق عدة مناطق، وفي مقدمتها بروكلين ومانهاتن، حتى تحولت إلى بحيرات اصطناعية تعيق حركة المرور والمواطنين.
خسائر بشرية مؤلمة بسبب غرق الأقبية في أمطار نيويورك
كشفت السلطات عن وفاة شخصين بعدما غمرتهما المياه في أقبية منازلهما؛ ففي بروكلين، استُخرج جسد رجل يبلغ من العمر 39 سنة من داخل قبو مغمور، وقد شكّل هذا الحادث مأساة مؤلمة تتزامن مع العثور على رجل آخر عمره 43 سنة في غرفة الغلاية بمبنى سكني بمانهاتن، حيث غمرتها المياه. ولا تزال فرق الطوارئ تواصل عمليات البحث عن مفقودين في المناطق المتضررة، بينما يجري التحقيق في ملابسات هذه الوفايات.
كميات هطول الأمطار تتجاوز 5 سنتيمترات وتؤدي إلى تعطيل الطرق والمطارات
سجّلت كميات أمطار نيويورك أرقامًا قياسية تفوق 4.7 سنتيمتر في سنترال بارك، و5.31 سنتيمتر في مطار لاغوارديا، بالإضافة إلى 5.05 سنتيمتر في مطار نيوارك ليبرتي الدولي، وهو ما أدى إلى إغلاق طرق رئيسية وتعطيل حركة المرور العاملة بالمترو إثر غمر محطات عديدة بالمياه. كما تسبب ذلك في تأجيل وتنظيم حركة الرحلات الجوية، مما أثر بشدة على التنقل داخل المدينة وخارجها.
أمطار نيويورك تؤدي إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية وتدمير الممتلكات
امتدت تداعيات أمطار نيويورك لتشمل حركة الطيران، حيث تم إلغاء أكثر من ألف رحلة جوية في شمال شرق الولايات المتحدة، خاصة في مطاري جون إف كينيدي ولاغوارديا، بسبب تأخر الرحلات الناتج عن الرياح العاتية. وأخرجت العاصفة عشرات الأشجار التي سقطت على سيارات ومباني في الأحياء السكنية، مما سبب أضرارًا مادية كبيرة واضطرابات غير مسبوقة في حياة السكان.
تحذيرات مستمرة من فيضانات مستقبلية بعد سقوط أمطار نيويورك الغزيرة
سلطت أمطار نيويورك الأخيرة الضوء على هشاشة البنية التحتية في مواجهة كميات الأمطار الهائلة، وتبرز بوضوح المخاطر التي تهدد القاطنين في الأدوار السفلية والمناطق المنخفضة، حيث ازدادت احتمالية الفيضانات المفاجئة بشكل يثير القلق. ويرجع ذلك إلى تأثيرات التغيرات المناخية الحادة، وارتفاع منسوب المياه في الأنهار المحيطة، ما يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحماية وتطوير أنظمة الصرف والتصريف.
| الموقع | كمية الأمطار (سم) |
|---|---|
| سنترال بارك | 4.7 |
| مطار لاغوارديا | 5.31 |
| مطار نيوارك ليبرتي الدولي | 5.05 |
تكشف هذه الأحداث عن حاجة ماسة لتحديث البنية التحتية في نيويورك حتى تتمكن من مواجهة التحديات المتزايدة بسبب تغير المناخ، فالعاصمة الاقتصادية الأمريكية تواجه اختبارًا قاسياً في حماية سكانها من الأمطار الغزيرة والعواصف المفاجئة التي بدأت تتكرر بوتيرة متصاعدة مع مرور الوقت.
