التوقف والعودة للتدخين وتأثيرهما على القلب: حقيقة ومعلومات علمية
هل العودة للتدخين بعد التوقف أخطر على القلب من الاستمرار فيه؟ هذا السؤال يتردد بين المدخنين وأصحاب الاهتمام بالصحة، حيث انتشر مفهوم خاطئ بأن العودة للتدخين بعد فترة من الإقلاع تسبب ضررًا أكبر للقلب من الاستمرار في التدخين بدون توقف. استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر أوضح هذه المسألة بشكل علمي ومدعوم بالدراسات الحديثة.
هل العودة للتدخين بعد التوقف أخطر على القلب من الاستمرار فيه؟ تصحيح المفهوم الخاطئ
يتداول الكثيرون اعتقادًا خاطئًا يؤكد أن العودة للتدخين بعد التوقف تكون أخطر على القلب من الاستمرار في التدخين بشكل مستمر، لكن الدكتور خالد النمر أوضح أن هذا المفهوم غير دقيق. الحقيقة أن كل من التوقف ثم العودة للتدخين والاستمرار بالتدخين يتسببان في أضرار متشابهة على صحة القلب دون تفوق أحدهما على الآخر بالضرر، وهذا ما أكدته الأبحاث العلمية الحديثة التي لم تثبت تفوق ضرر العودة أو التوقف. ما يجب تفهمه أن الأضرار القلبية في كلا الحالتين تنجم عن السامة المستمرة للمواد الكيميائية في التدخين وتأثيرها المباشر على أنسجة القلب والأوعية الدموية.
تأثير النمط المتذبذب بين التوقف والعودة للتدخين على القلب والرئتين
أشار الدكتور النمر إلى أن النمط المتذبذب بين التوقف والعودة للتدخين لا يختلف بشكل واضح في تأثيره السلبي على القلب عن الاستمرار في التدخين، لكن الدراسات بيّنت أن هذا الأسلوب المتقلب يسرع من تدهور وظيفة الرئتين، وهو ما يُقاس بمؤشر FEV1 الذي يقيس حجم التنفس وحركة الهواء للرئتين. هذه الدراسة تضع الضوء على مخاطر هذا النمط المتزايد في التدخين، حيث أن التذبذب في التدخين يسبب تدهورًا أسرع في سلامة الرئتين مقارنة بالاستمرار فقط، مما يشكل تهديدًا صحياً أكبر لأجهزة التنفس وله ارتباط مباشر بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب بسبب نقص الأكسجين وتأثر الأوعية الدموية.
تشجيع الإقلاع عن التدخين رغم محاولات العودة المؤقتة وتأثيرها على صحة القلب
رغم عدم اختلاف الضرر على القلب بين العودة للتدخين بعد التوقف والاستمرار بالتدخين، يظل الإقلاع هدفًا أساسيًا يجب تشجيع المرضى عليه بشكل مستمر مهما تعددت محاولات العودة المؤقتة لديهم. أكد الدكتور النمر أن غالبية المدخنين الذين تمكنوا من الإقلاع نهائيًا مرّوا بعدة محاولات غير ناجحة سابقة، وأن كل محاولة فاشلة لا تقلل من أهمية تشجيع الإقلاع في المرات المقبلة. يمكن دعم المرضى عبر النصائح التالية للحفاظ على صحة القلب والرئتين:
- الاستمرار في المحاولة وعدم الشعور بالإحباط عقب العودة المؤقتة.
- استشارة الأطباء المختصين للحصول على الدعم الطبي والنفسي.
- اتباع أساليب بديلة للإقلاع مثل العلاج ببدائل النيكوتين.
- المشاركة في مجموعات دعم للإقلاع عن التدخين.
هذه الاستراتيجيات تساعد في تقليل الضرر القلبي والرئوي الناجم عن التدخين المتكرر والمتذبذب.
| النمط التدخيني | تأثيره على القلب | تأثيره على الرئتين (FEV1) |
|---|---|---|
| الاستمرار بالتدخين | ضرر مستمر ومتراكم | تدهور بطيء ومستمر |
| التوقف والعودة للتدخين | ضرر مماثل للاستمرار | تدهور أسرع وأكثر حدة |
توضح هذه البيانات أن التأثير على القلب في النمطين متقارب، بينما يؤثر النمط المتذبذب سلبًا وبسرعة أكبر على وظائف الرئتين، ما ينعكس في النهاية على صحة القلب بشكل غير مباشر بسبب علاقة الرئة بالقلب.
في النهاية، الوعي بحقيقة تأثير العودة للتدخين بعد التوقف على القلب والرئتين مهم جدًا لتحفيز المدخنين على الإقلاع المستمر وعدم الاستسلام بعد كل محاولة فاشلة. الحفاظ على صحة القلب يتطلب الإقلاع عن التدخين بشكل دائم وعدم تكرار العودة، مع أخذ العلم أن كل محاولة إقلاع مهما تكررت تبقى خطوة إيجابية نحو حياة صحية أفضل.
