جيل Z وتجاهل الأمن السيبراني: كيف تؤثر الثقة التقنية على مخاطرهم الرقمية؟

جيل Z يتجاهل الأمن السيبراني رغم تفوقه التقني، ما أدى إلى كشف دراسات حديثة عن مفارقة رقمية خطيرة تبرز ضعف الالتزام بالإجراءات الأمنية الضرورية رغم ارتباطهم الوثيق بالتكنولوجيا الحديثة؛ هذا الأمر يجعلهم الفئة الأكثر تعرضًا للهجمات السيبرانية على مستوى العالم، مما يستدعي إعادة النظر في طرق حماية هذا الجيل.

ضعف الوعي بالأمن السيبراني لدى جيل Z رغم استخدام التكنولوجيا المتواصل

تشير عدة تقارير بحثية عالمية، منها تقارير Pew Research Center وIBM Security، إلى أن غالبية شباب جيل Z الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا لا يعتمدون على الأدوات الأساسية لحماية بياناتهم على الإنترنت؛ مثل استخدام كلمات مرور قوية أو تفعيل خاصية التحقق الثنائي. يعاني كثيرون منهم من الاعتقاد الخاطئ بأن الاختراقات تستهدف الآخرين فقط، ما يعكس غياب الإحساس بالخطر الرقمي على الرغم من اتصالهم الدائم بالعالم الافتراضي. مقارنة بجيل الألفية، أظهرت دراسات 2020 أن جيل الألفية أكثر حرصًا على تحديث البرامج بانتظام ومراجعة إعدادات الخصوصية، في حين يميل جيل Z لتجاهل التحذيرات الأمنية وعدم تقدير مخاطر الإنترنت بالشكل اللازم.

تفاقم الهشاشة الرقمية لدى جيل Z بسبب الثقة المفرطة والحياة الرقمية المتعددة الأوجه

تؤكد نتائج تقرير “Oh, Behave! Annual Cybersecurity Attitudes Report 2022” الصادر عن دراسة شملت 3000 مشارك من أمريكا وكندا والمملكة المتحدة، أن 47% من أفراد جيل Z يرون أن حماية أنفسهم على الإنترنت أمر بسيط، رغم تسجيلهم أعلى معدلات الوقوع ضحايا للتصيد والابتزاز وسرقة الهوية. تعزى هذه المفارقة إلى الراحة المفرطة في التعامل مع الإنترنت، مما يزيد ازدياد المخاطر الرقمية مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا. ودراسة GWI في سبتمبر 2025 كشفت أن 30% فقط من جيل Z يتبعون عادة تغيير كلمات المرور بانتظام، مقابل 42% بين جيل الطفرة السكانية، كما أن أقل من نصف الشباب يقومون بتحديث أجهزتهم وبرامجهم بشكل دوري؛ ويُعزى ذلك إلى الثقة الزائدة في المهارات التقنية الذاتية التي تدفعهم لتجاهل قواعد الحماية الأساسية.
تضيف تقارير Kaspersky وSecureWorld أن نمط “العمل المتعدد” أو الـ Poly-working، حيث يستخدم جيل Z نفس الجهاز للدراسة والعمل والترفيه، زاد من تعرضهم لما يفوق 19 مليون محاولة اختراق بين أبريل 2024 ومارس 2025 عبر تطبيقات وألعاب زائفة، مع اعتمادهم الكبير على الهواتف المحمولة والروابط المجهولة التي تستغلها حملات القراصنة، مما يفاقم هشاشتهم الرقمية.

الارتباك الرقمي وفجوة المعرفة والسلوك لدى جيل Z في مجال الأمن السيبراني

كشف تقرير CybSafe 2024-25 أن أكثر من ثلث جيل Z يصفون الأمن السيبراني بأنه “معقد ومرهق”، مما يدفعهم لتجنب إجراءات الحماية الأساسية مثل المصادقة الثنائية. وقد شهدت نسبة من يعانون صعوبة في التعامل مع الأمن الرقمي ارتفاعًا بمعدل 12% خلال عام واحد. كما أظهرت الدراسة أن 35% فقط من أفراد هذا الجيل يتجنبون استخدام شبكات Wi-Fi العامة، مقابل 48% من الأجيال الأكبر، في علامة واضحة على تفضيل الراحة والسرعة على السلامة.
يرى الباحثون أن المشكلة ليست في نقص المعرفة التقنية، بل في الفجوة بين الإدراك النظري والسلوك العملي، حيث يدرك معظم أفراد جيل Z أهمية الحماية الرقمية ولكن قلة منهم يحولون تلك المعرفة إلى ممارسات فعلية. ويؤكد المتخصصون أن الحل يبدأ من التعليم والتدريب المبكر على السلوك الرقمي المسؤول وليس مجرد التركيز على المعرفة التقنية.
تشير البيانات إلى أن مستقبل الأمن السيبراني مربوط بتحويل وعي جيل Z إلى سلوكيات واقعية من خلال حملات توعية موجهة وبرامج تعليمية مبتكرة، لتعزيز التوازن بين الاستمتاع بالراحة الرقمية والحفاظ على السلامة الشخصية في عالم تتزايد فيه المخاطر الإلكترونية.

  • زيادة استخدام كلمات مرور قوية وتفعيل التحقق الثنائي
  • تحديث الأجهزة والبرامج بشكل دوري
  • تجنب استخدام شبكات Wi-Fi العامة غير الآمنة
  • التوعية المستمرة بأهمية الأمن السيبراني وتأثيره على الحياة الرقمية
  • غرس السلوك الرقمي المسؤول والتدريب المبكر
الإجراء الأمني نسبة الالتزام في جيل Z نسبة الالتزام في جيل الألفية أو جيل الطفرة السكانية
تغيير كلمات المرور بانتظام 30% 42%
تحديث البرامج والأجهزة أقل من 50% غير محدد
تجنب شبكات Wi-Fi العامة 35% 48%