الجلطة المعوية: أسبابها الخطيرة ومضاعفاتها التي تهدد الحياة بعد تجربة هدى المفتى

جلطة الأمعاء وخطورتها: الكشف المبكر وأهمية علاج الخثار المساريقي

جلطة الأمعاء تمثل حالة طبية طارئة تحدث نتيجة انسداد تدفق الدم إلى الأمعاء، وهو ما يُعرف طبيًا بالخثار المساريقي، ومن أبرز المضاعفات التي قد تواجه المرضى عند تأخر التشخيص وجود تلف دائم في أنسجة الأمعاء. تجربة الفنانة هدى المفتي مع جلطة الأمعاء كانت مثالًا مؤلمًا يسلط الضوء على مدى خطورة هذه الجلطة، حيث أصيبت بجلطة في الوريد المسؤول عن تغذية الأمعاء، مما أدى إلى تمزق الأنسجة واحتياجها إلى جراحة عاجلة لاستئصال جزء من الأمعاء الدقيقة.

آلية حدوث جلطة الأمعاء وأسباب الخثار المساريقي

الأوعية الدموية التي تغذي الأمعاء تمتاز بحساسيتها، وتعتمد على تدفق دم مستمر لتوفير الأكسجين والمواد المغذية اللازمة لخلايا الأمعاء. في حالة حدوث خلل في نظام تخثر الدم أو ضعف في الدورة الدموية، تبدأ جلطات دموية صغيرة في التكون داخل الشرايين أو الأوردة التي تغذي الأمعاء، ومع تراكمها تُعيق مرور الدم، ما يسبب حرمان الأنسجة من الأكسجين الضروري.
تتفاوت أسباب الإصابة بجلطة الأمعاء، ومن أهمها:

  • الاضطرابات الوراثية الخاصة بتخثر الدم.
  • أمراض القلب وخاصة الرجفان الأذيني.
  • تشمع أو تليف الكبد.
  • بعض السرطانات التي تؤثر على الدورة الدموية.
  • العمليات الجراحية في منطقة البطن.
  • تناول حبوب منع الحمل لفترات مطوّلة، خاصة عند النساء.

كل هذه العوامل قد تسهم في ظهور جلطة الأمعاء وازدياد خطورتها.

أعراض جلطة الأمعاء التي تشير إلى الإصابة بالخثار المساريقي

تبدأ أعراض جلطة الأمعاء غالبًا بألم حاد ومفاجئ في منطقة البطن قد لا يتناسب مع نتائج الفحص الطبي، مما يصعّب التشخيص المبكر. قد يصاحب الألم شعور بالغثيان والقيء والإسهال، مع انتفاخ واضح في البطن. في بعض الحالات يظهر دم في البراز أو تظهر أعراض خفيفة مثل حمى واحتقان عام في الجسم.
عندما تصبح الحالة مزمنة، يزداد الألم بشكل متكرر بعد تناول الطعام، ما يؤدي إلى فقدان الشهية والوزن بمرور الوقت. إذا لم يُعالج المرض سريعًا، قد يتطور إلى موت جزء من أنسجة الأمعاء، مما يسبب التهابًا خطيرًا في تجويف البطن يُعرف بالتهاب الصفاق، وهو مضاعف يهدد الحياة.

التشخيص وخيارات علاج جلطة الأمعاء وخيارات إنقاذ الأمعاء

التشخيص المبكر لجلطة الأمعاء هو العنصر الأساسي في إنقاذ حياة المرضى والحد من المضاعفات، ويعتمد الأطباء على عدة إجراءات منها:

  • التصوير المقطعي للأوعية (CT angiography) لتحديد مكان الانسداد.
  • تصوير دوبلر بالموجات فوق الصوتية لدراسة تدفق الدم في الأوعية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي خاصة عند الإشتباه بالجلطات الوريدية.
  • فحوصات الدم لقياس مستويات الالتهاب ونسبة اللاكتات، التي تدل على نقص الأكسجين في الأنسجة.

أما العلاج فيختلف بناءً على نوع الجلطة، لكنه يتركز على إعادة تدفق الدم إلى الأمعاء بأسرع وقت:
– في الجلطات الوريدية يُستخدم مضاد التخثر مثل الهيبارين أو الأدوية الفموية الحديثة لمنع تكون جلطات جديدة.
– في الجلطات الشريانية الحادة، قد يستدعي الأمر إجراء تدخل جراحي لإزالة الجلطة أو إذابتها عبر القسطرة.
– عند تلف الأمعاء، يلزم استئصال الجزء المصاب جراحيًا لتجنب انتشار العدوى الخطيرة.
بعد التعافي، يجب متابعة الحالة مع طبيب متخصص في الأوعية الدموية لضمان عدم تكرار الإصابة.

بالنظر إلى خطورة جلطة الأمعاء والحاجة الملحة للكشف المبكر، ينبغي الانتباه لأي ألم حاد ومفاجئ في البطن وعدم إهماله، إذ إن الوعي بهذه الحالة يمكن أن ينقذ الأرواح ويجنب التعرض لمضاعفات توصل أحيانًا إلى استئصال أجزاء من الأمعاء أو الوفاة. الاهتمام بالصحة القلبية، ضبط ضغط الدم، الامتناع عن التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام كلها من الإجراءات الوقائية المهمة لتقليل خطر الإصابة بجلطة الأمعاء وخثارها المساريقي.