الديناصورات في جنوب غرب أمريكا الشمالية كانت مزدهرة ومتنوعة بيئياً حتى اللحظات الأخيرة قبل الانقراض المفاجئ، كما كشفت دراسة حديثة عن أحافير في تكوين ناشويبيتو شمال غرب نيو مكسيكو؛ هذا الاكتشاف يعيد تشكيل فهمنا لفترة الانقراض الجماعي، مؤكداً أن الديناصورات لم تكن في تراجع تدريجي كما سبق الاعتقاد، بل كانت تعيش في بيئات متنوعة وقادرة على التكيف قبل كارثة اصطدام الكويكب التي وقعت قبل نحو 66 مليون سنة.
دراسة الأحافير تكشف ازدهار الديناصورات في جنوب غرب أمريكا الشمالية
استمرت حملة حفر وتحليل استغرقت أكثر من عقد من الزمن، بقيادة فرق من جامعات إدنبرة ونيو مكسيكو وبايلور، حيث تم اكتشاف أحافير متنوعة تعود إلى الفترة ما بين 66.4 و66 مليون سنة مضت، قبل نحو 300 ألف سنة من الاصطدام الكوني الذي قضى على الديناصورات. بالاعتماد على التقنيات الحديثة مثل التأريخ الإشعاعي ودراسة الطبقات المغناطيسية، تمكن الباحثون من تحديد الأعمار بدقة فائقة، ما أظهر أن الديناصورات في جنوب غرب أمريكا الشمالية لم تكن تعاني تراجعاً في التنوع أو الأعداد، بل كانت تظهر قدرات عالية على التكيف مع اختلافات بيئية متعددة؛ هذا يشير إلى أن الديناصورات كانت في حالة صحية قوية عند اقتراب الكارثة.
التنوع البيئي والقدرة على التكيف لدى الديناصورات في وقت الانقراض
أظهرت النتائج أن الديناصورات لم تكن كياناً موحداً، بل انتشرت في أنظمة بيئية متنوعة، ما يعكس مرونتها وقدرتها على الصمود أمام الظروف البيئية المتغيرة محلياً. فمثلاً، في شمال نيو مكسيكو، قدمت درجات الحرارة الدافئة وتنوع النبات بيئة مثالية لعيش أنواع مثل ألاموصوروس، وهو عاشب طويل العنق، مقارنة بالأمثلة الأخرى التي عاشت في مناطق شمالية ذات مناخ أكثر برودة واعتدالاً. هذا الاختلاف الإقليمي يعزز فكرة أن الديناصورات لم تكن فقط مزدهرة، بل كانت تتمتع بقدرات استثنائية للتكيف والانخراط في أنظمة بيئية مختلفة حتى في الأيام الأخيرة قبل الاصطدام الكارثي.
حادث كوني مفاجئ وأسباب الانقراض السريع للديناصورات
لم يكن الانقراض في جنوب غرب أمريكا الشمالية تدريجياً فحسب، بل كان كارثياً وشاملاً؛ إذ تسببت الموجات الصدمية، والنيران الممتدة الناتجة عن الحطام المحمول جوياً، والنبضات الحرارية المتولدة من الاصطدام، في حرائق غابات هائلة وأدى الظلام الدامس عالمياً إلى توقف التمثيل الضوئي وانهيار السلاسل الغذائية الحيوية. وصف عالم الحفريات ستيف بروسات المشهد بأنه يشبه “فرناً ضخماً يهتز ويضيء بوميض ساطع”، ما أدى إلى انهيار شبه فوري للنظام البيئي وانقراض الديناصورات. يدحض هذا الاكتشاف الفرضيات التي تنص على أن الانقراض كان تدريجياً، مؤكدًا بأن الديناصورات كانت في أوج ازدهارها حتى اللحظات الأخيرة قبل الحادث الكوني الذي قلب التاريخ الطبيعي للأرض.
- التنوع البيئي العالي للديناصورات في جنوب غرب أمريكا الشمالية
- استخدام التقنيات الحديثة في تحديد أعمار الأحافير بدقة
- الانقراض الجماعي السريع بفعل حادث كوني كارثي
- تراجع الفرضيات السابقة حول انقراض تدريجي للديناصورات
