بعد ارتفاع سعر الذهب إلى مستويات قياسية.. كيف سيؤثر قراران مصرفيان مرتقبان على مسار المعدن الأصفر هذا الأسبوع؟

ارتفاع سعر الذهب وقرارات مهمة تحدد مسيرة المعدن الأصفر

ارتفع سعر الذهب في الفترة الأخيرة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة تجاوزت 4380 دولارًا للأونصة، ليجذب بذلك أنظار المستثمرين في الأسواق العالمية، إلى أن شهد المعدن الأصفر تراجعًا محدودًا جراء عمليات جني الأرباح، فيما يترقب المستثمرون قرارين مهمين هذا الأسبوع لتحديد الاتجاه القادم لأسعار الذهب، وهما اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، واللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ حول الرسوم الجمركية.

تطورات سعر الذهب والاستقرار بعد التراجع المؤقت

شهد سعر الذهب تراجعًا بسيطًا بنهاية الأسبوع الماضي، حيث استقر عند مستوى قريب من 4118 دولارًا للأونصة، بعد أن بلغت ذروتها التاريخية عند 4381 دولارًا يوم الإثنين السابق، ويُعزى هذا التراجع المؤقت إلى عمليات جني الأرباح، إضافة إلى ظهور بعض المؤشرات التي تلمح إلى إمكانية تهدئة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وعلى الرغم من هذا الانخفاض الطفيف، ما زال الذهب مرتفعًا بأكثر من 55% منذ بداية العام مدعومًا بالمخاوف الجيوسياسية، وتنامي توقعات خفض سعر الفائدة الأمريكية، إلى جانب استمرار مشتريات البنوك المركزية في أنحاء العالم، مما يعزز الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.

تأثير اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على سعر الذهب

يأتي اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، المزمع عقده يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025، في مقدمة الأحداث المؤثرة على سعر الذهب، حيث أظهرت بيانات التضخم الأمريكية ارتفاعًا سنويًا بنسبة 3.0% فقط، وهو ما يقل عن التوقعات السابقة، مما عزز التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي قد يبدأ دورة خفض أسعار الفائدة بهدف دعم الاقتصاد الوطني. ويُعد خفض الفائدة عاملًا مهمًا في تحفيز الطلب على الذهب لأنه يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للفائدة، ويؤدي ذلك إلى زيادة الإقبال على المعدن الأصفر كخيار آمن ومخزن للقيمة. ويتوقع المحللون أن أي إشارة من الفيدرالي إلى دورة تيسير نقدي طويلة قد تدفع سعر الذهب إلى مستويات قياسية جديدة تتجاوز 4400 دولار للأونصة. ونقلت وكالة “رويترز” عن المتعامل المستقل في المعادن تاي وونغ قوله: «يحتاج الذهب إلى فترة قصيرة من التماسك قبل استئناف مسيرة الصعود، حيث يظل الاتجاه العام صاعدًا بدعم السياسة النقدية المنتظرة».

لقاء ترامب وشي جينبينغ وتأثيره على سعر الذهب

تشغل أنظار الأسواق لقاءً مرتقبًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ، المقرر عقده يوم الخميس في كوريا الجنوبية على هامش قمة التجارة الدولية، ويأتي هذا اللقاء وسط تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين عالميًا. وهدد ترامب برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 155% اعتبارًا من الأول من نوفمبر إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد، ومن المتوقع أن تتناول المباحثات نقاطًا مهمة حول التجارة، المعادن الحرجة، والتكنولوجيا المتقدمة. ويرى مراقبون أن نتائج هذا اللقاء قد تحدد إذا ما كانت الأسواق ستشهد مزيدًا من المخاطر أو انفراجًا تدريجيًا يقلل الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب. وأشار المحلل فيليب ستريبل إلى أن «فشل التفاهم بين واشنطن وبكين سيدفع بالذهب لموجة صعود جديدة، فيما قد يعزز الاتفاق الجزئي هدوءًا مؤقتًا في الأسواق».

الحدثالتأثير المتوقع على سعر الذهب
اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي 29 أكتوبر 2025احتمالية خفض الفائدة وتعزيز الطلب على الذهب
لقاء ترامب وشي جينبينغ الخميستحديد مسار التوتر التجاري وتأثيراته على الملاذات الآمنة
  • سجل الذهب سعرًا قياسيًا تجاوز 4380 دولارًا للأونصة مؤخرًا
  • تراجع مؤقت ناجم عن جني الأرباح وتحسن بؤر التوتر التجاري
  • اجتماع الفيدرالي قد يدفع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة
  • اللقاء الأمريكي – الصيني يقف على مفترق طرق حاسم للسوق
  • مستقبل سعر الذهب مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسياسة النقدية والتجارية العالمية

مع استحقاق اجتماع الاحتياطي الفيدرالي واللقاء السياسي بين ترامب وشي جينبينغ هذا الأسبوع، يجد المستثمرون أنفسهم أمام مرحلة مصيرية في تحديد اتجاه سعر الذهب، حيث سيكون لقرارات الفائدة تأثير مباشر على قوة الدولار والعائدات الأمريكية، في حين سيُحدد الحوار السياسي طبيعة التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين عالميًا، مما يجعل الذهب هدفًا رئيسيًا لتغيرات السوق القادمة.