كواكب غريبة في الكون الخارجي تذهل العلماء بتنوعها واستثنائيتها، من كواكب تعكس ضوء نجومها كالمرايا إلى عوالم تغمرها بحار الحمم المنصهرة، وكل واحدة منها تكشف عن أسرار جديدة في فهم تركيب وأنظمة الكواكب المختلفة. اكتشاف آلاف الكواكب خارج النظام الشمسي يفتح أفقًا واسعًا لدراسة الكواكب الغريبة في الكون الخارجي التي تثير فضول العلماء وعشاق الفلك على حد سواء.
الكواكب الغريبة في الكون الخارجي: عوالم تعكس ضوء نجومها كالمرآة
أحد أكثر الكواكب غرابة في الكون الخارجي هو LTT 9779 b، الذي يتميز بقدرته الفريدة على عكس نحو 80% من ضوء نجمه، وهي نسبة تفوق أي كوكب معروف حتى الآن؛ إذ يوصف بأنه يشبه “مرآة فضائية ضخمة” بسبب غلافه السحابي المعدني اللامع المصنوع من جسيمات التيتانيوم والسيليكات اللامعة. ولكن رغم هذا الجمال الخارق، تصل درجة حرارة سطحه إلى أكثر من 1700 درجة مئوية، كافية لصهر المعادن والزجاج، مما يجعله بيئة معادية للحياة كما نعرفها، مؤكداً تنوع الكواكب الغريبة في الكون الخارجي من حيث الظروف المناخية والفيزيائية.
تجارب غير مألوفة على كواكب الحمم المنصهرة والظلام الأبدي في الكون الخارجي
يبرز كوكب CoRoT-7b كنموذج آخر للكواكب الغريبة في الكون الخارجي؛ فهو من نوع “الأرض الفائقة” ويبلغ ضعف حجم كوكب الأرض تقريبًا، مما يضعه في دائرة اهتمام العلماء. يدور هذا الكوكب قرب نجم مضيء بحيث تستغرق دورته حول النجم أقل من 20 ساعة. يظهر عليه جانب مضيء حار تبلغ حرارته أكثر من 2500 درجة مئوية، مقابل جانب مظلم وبارد تقريبًا. يعتقد العلماء بأن سطحه يتكون من محيط من الصخور المنصهرة، تتحول أجزاءً منه دوريًا إلى جبال من الزجاج والبازلت وسط أمطار من قطرات الحمم البركانية، معطياً صورة غامضة ومثيرة. بالمقابل، هناك كواكب مثل CoRoT-2b التي تعيش جزءًا منها في ظلام أبدي، إذ يدور الكوكب بوجه واحد نحو نجمه مثل القمر مع الأرض، ما يمنح نصفه نهارًا مستمرًا ونصفه الأخر ليلًا دائمًا مع رياح عنيفة حائلة بين جانبيه، ما يمثل فئة أخرى فريدة من الكواكب الغريبة في الكون الخارجي.
الكواكب النادرة والمضغوطة والجاذبية الفائقة ضمن الكواكب الغريبة في الكون الخارجي
يوجد نوع آخر من الكواكب الغريبة في الكون الخارجي مثل كوكب PSR J1719-1438 b، الذي يعتقد العلماء أنه يتكون من الألماس؛ حيث يدور حول نجم نيوتروني كثيف جداً ما يجعل هذا الكوكب عبارة عن كتلة ماسية هائلة من الكربون المتبلور تحت ضغط بالغ، لكنه يعيش في بيئة مليئة بالإشعاعات القاتلة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مثالان بارزان هما WASP-12b وWASP-103b، اللذان يدوران قرب نجومهما بشدة جعلت الجاذبية تسطح شكلهما حتى أصبحت كرة تشبه كرة الرجبي، وحدث في WASP-12b ابتلاع نجمه لغلاف الكوكب الجوي، وهو مشهد فلكي نادر يوفر فرصة فريدة لفهم تأثيرات الجاذبية القوية على الكواكب.
- انعكاس ضوء النجوم بنسبة عالية على كواكب مثل LTT 9779 b.
- وجود بحار من الحمم المنصهرة على سطح CoRoT-7b.
- نصف كوكب يعيش في ظل دائم كما في CoRoT-2b.
- كواكب مكونة من الألماس مثل PSR J1719-1438 b.
- تغير شكل الكواكب بفعل الجاذبية القوية كما في WASP-12b وWASP-103b.
| الكوكب | الخصائص المميزة |
|---|---|
| LTT 9779 b | يعكس 80% من ضوء نجمه، غلاف سحابي معدني، حرارة تفوق 1700 درجة مئوية |
| CoRoT-7b | سنة مدارية أقل من 20 ساعة، سطح بحار حمم منصهرة، اختلاف حراري كبير بين جانبيه |
| CoRoT-2b | كوكب عملاق، نصف وجه في ضوء دائم، رياح بسرعة 7000 كم/س |
| PSR J1719-1438 b | مكوّن من ألماس، يدور حول نجم نيوتروني، بيئة إشعاعية قاتلة |
| WASP-12b وWASP-103b | تأثير جاذبية عالية، شكل مفلطح، ابتلاع الغلاف الجوي من النجم |
ظهور هذه الكواكب الغريبة في الكون الخارجي يثبت تنوع الكون اللا متناهي، حيث يتم اكتشاف عشرات الكواكب الجديدة سنويًا بأشكال وتركيبات ومدارات مختلفة تؤكد على ديناميكية التطور الكوني وتغير نظرتنا للأنظمة الشمسية وأصلها. كما يؤكد العلماء مثل ألفريدو كاربينيتي أن كل اكتشاف جديد يبين مدى تعقيد الكون وتنوعه عما كان يُعتقد من قبل، مع احتمال أن يكون أي كوكب يشبه الأرض في موقع غير متوقع تمامًا.
التلسكوبات الحديثة، مثل تلسكوب جيمس ويب، تفتح لنا آفاقًا جديدة لرؤية هذه الكواكب الغريبة في الكون الخارجي؛ فهي تكشف عن ألوان غاية في الغرابة وسحب جوية تحمل معادن مختلفة، ما يبرز عظمة الخالق وحسن تدبيره في خلق هذا الكون. وفي هذه الرحلة بين النجوم والكواكب الخارجة عن المألوف، تظل الأرض هي الواحة النادرة والصغيرة وسط فضاء مليء بالعجائب والأسرار، شاهدة على قدرة الله المطلقة في الخلق والتدبير، وعالمًا لا يمكن تصور جماله ولا رعبه من دون هذا التنوع العظيم في الكواكب الغريبة في الكون الخارجي.
