الذهب يتراجع من أعلى مستوى قياسي وسط جني أرباح وتفاؤل الأسواق التجارية

الأسعار الحالية للذهب في ظل التوترات التجارية وتأثيرات البيانات الاقتصادية

تراجعت أسعار الذهب يوم الأربعاء بعد أن هدأت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مستفيدين المستثمرون من الارتفاع التاريخي الأخير لجني الأرباح، وفي انتظار بيانات التضخم الأميركية التي يُنتظر صدورها خلال هذا الأسبوع، وسط حالة من الترقب حول اتجاهات الاحتياطي الفيدرالي في سياسات خفض الفائدة.

تراجع أسعار الذهب وتذبذب الأسواق مع تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

شهدت أسعار الذهب انخفضاً بنسبة 0.4% في المعاملات الفورية لتصل إلى 4109.19 دولاراً للأونصة عند الساعة 02:36 بتوقيت غرينتش، بعد تسجيلها أكبر هبوط يومي منذ أغسطس 2020، إذ انخفضت أكثر من 5% في جلسة الثلاثاء، بعد موجة ارتفاع تاريخية سجلها المعدن النفيس يوم الاثنين ووصل خلالها إلى 4381.21 دولار للأونصة. جاء هذا التراجع نتيجة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقعه الوصول إلى اتفاق تجاري عادل مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال لقائهما في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل؛ الأمر الذي زاد التفاؤل حول تحسن العلاقات التجارية بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، أفادت مصادر هندية بأن واشنطن ونيودلهي على أعتاب توقيع اتفاق تجاري يخفض الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الهندية من 50% إلى نحو 15-16%، مما يشير إلى تغيرات إيجابية في المناخ التجاري العالمي.

تأثير بيانات التضخم الأميركية ومؤشرات خفض الفائدة على أسعار الذهب

يركّز المستثمرون حالياً على تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر سبتمبر، الذي تأجل صدوره بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية، حيث ينتظرون هذا التقرير للحصول على مؤشرات واضحة عن سياسة خفض الفائدة التي سيعتمدها الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة. ويتوقع اقتصاديون أن يقوم البنك المركزي بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، متبوعاً بخفض آخر في ديسمبر، مما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي. ويعكس هذا الحذر والتوقعات تقلبات أسعار الذهب الحالية، كما يظهر في ارتفاع العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتصل إلى 4124.10 دولار للأونصة، مما يعكس رغبة المستثمرين بالمتمسكين بالذهب لمواجهة التغيرات المتوقعة في الأسواق العالمية.

اتجاهات أسعار المعادن النفيسة الأخرى وتأثيرها على السوق

علاوة على أسعار الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة تعكس حالة السوق المتقلبة، إذ ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% لتصل إلى 48.82 دولاراً للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 1.5% مسجلاً 1528.15 دولاراً للأونصة، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.7% ليصل إلى 1418.09 دولاراً للأونصة. تعكس هذه الأرقام التنوع في أداء المعادن النفيسة، حيث تتأثر بعوامل عدة منها الطلب الصناعي، التوترات الجيوسياسية، وتوقعات السياسات الاقتصادية المستقبلية. ولتوضيح حركة أسعار أهم المعادن الذهبية:

تُظهر هذه البيانات كيف يُشكل كل معدن نفيس حالة مستقلة في السوق المالية وسط تأثير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، وتعكس قدرة المستثمرين على التنويع وتوزيع مخاطرهم ضمن محفظة المعادن النفيسة.

• الترقب حول تقرير التضخم الأمريكي وتأثيره على أسعار الفائدة
• التطورات في العلاقات التجارية الدولية بين الولايات المتحدة والصين والهند
• تفاوت أداء المعادن النفيسة وتداعياته على الأسواق الاستثمارية