هبوط أسعار النفط الاثنين يعكس تصاعد المخاوف حول وفرة الإمدادات وتأثيرها على الأسواق

انخفضت أسعار النفط بنحو 1% يوم الاثنين بسبب تقييم المستثمرين لاحتمالية تخمة المعروض العالمي، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تصاعد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وضعف الطلب على الطاقة، وفقًا لتقارير شبكة “سي إن بي سي” الاقتصادية.

تراجع أسعار النفط وسط مخاوف تخمة المعروض وتأثير التوترات التجارية بين أمريكا والصين

شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا مع بداية الأسبوع، حيث هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 57 سنتًا، أي بنسبة 0.93% لتصل إلى مستوى 60.72 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 11:25 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 42 سنتًا، أو 0.73%، لتسجل 57.12 دولارًا. يعود هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى مخاوف المستثمرين من تخمة المعروض في الأسواق العالمية، التي تُفاقمها النزاعات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، مما ينعكس سلبًا على الطلب المتوقع للطاقة.

كيف أثرت بنية العقود الآجلة على تحركات أسعار النفط؟

تكشف بنية العقود الآجلة لخام برنت القياسي تغييرًا واضحًا في اتجاهات السوق، إذ تحولت مخاوف تجار النفط من نقص المعروض إلى احتمالية وجود فائض كبير. يظهر ذلك جليًا من خلال ظاهرة “كونتانجو”، حيث تُتداول عقود التحميل المبكر بأسعار أقل من عقود التحميل المؤجلة على مدى ستة أشهر لخام برنت والخام الأمريكي، الأمر الذي يشجع المتعاملين على دفع تكاليف التخزين الحالية للاستفادة من بيع النفط بأسعار أعلى عند توقُّع انكماش الإمدادات مستقبلاً. شهد “كونتانجو” لخام برنت اتساعًا غير مسبوق منذ ديسمبر 2023، مع ظهور الظاهرة مجددًا يوم الخميس لأول مرة منذ مايو. كما تتكرر الظاهرة في العقود الآجلة للخام الأمريكي منذ يناير 2024.

توقعات السوق النفطية وتداعيات التوترات الاقتصادية العالمية حتى 2026

صرح جون كيلدوف، الشريك في “أجين كابيتال”، أن المخاوف من تخمة المعروض تزداد وضوحًا مع اقتراب عام 2026، مشيرًا إلى احتمالية ارتفاع المخزونات العائمة وامتلاء الخزانات الداخلية، مما يشكل عاملًا هبوطيًا قويًا للأسعار لم نشهده منذ فترة. هذا الاتجاه يُفسر انخفاض الدولارين القياسيين لأكثر من 2% خلال الأسبوع الماضي، مسجّلًا ثالث انخفاض أسبوعي متتالٍ، ويُعزى جزئيًا إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية المتوقعة بزيادة فائض المعروض في 2026. في ظل هذه الأجواء، دعت رئيسة منظمة التجارة العالمية لتحييد التوترات التجارية بين أكبر اقتصاديين عالميًا، الولايات المتحدة والصين، محذرة من أن استمرار حالة الانفصال الاقتصادي بينهما قد يساهم في تقليص الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة تصل إلى 7% على المدى الطويل. وجددت هاتان الدولتان مؤخرًا فرض رسوم إضافية على شحنات البضائع المتبادلة عبر موانئهما، ما يُهدد بسحب تدفقات الشحن العالمية وتأخير حركة التجارة الدولية.

• تقييم المستثمرين لاحتمالية تخمة المعروض النفطي في الأسواق العالمية
• تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على الاقتصاد العالمي
• ظهور ظاهرة “كونتانجو” في العقود الآجلة وتأثيرها على استراتيجيات المتداولين
• توقعات مؤسسات الطاقة الدولية حول زيادة فائض المعروض حتى عام 2026
• دعوات منظمة التجارة العالمية لخفض حدة النزاعات التجارية لتفادي تراجع النمو الاقتصادي