أقمار ستارلينك الصناعية وأثرها البيئي في مدار الأرض المنخفض تشكل قضية معقدة تثير قلق علماء الفضاء والبيئة بشكل متزايد؛ إذ حذر عالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل من المخاطر التي يمكن أن تسببها أعداد الأقمار الضخمة التي تطلقها شركة سبيس إكس إلى مدار الأرض المنخفض، مما قد يؤدي إلى تراكم الحطام الفضائي المعروف بـ متلازمة كيسلر، ويتحول المدار إلى حالة من الفوضى تهدد الأقمار الأخرى وتتسبب بأضرار بيئية جسيمة.
الأقمار الصناعية وأزمة الحطام الفضائي في مدار الأرض المنخفض
تتزايد بسرعة أعداد الأقمار الصناعية من نوع ستارلينك في مدار الأرض المنخفض، حيث يشغل حالياً نحو 8000 قمر صناعي السماء، مع توقع إطلاق آلاف أخرى خلال السنوات المقبلة، ليس فقط من سبيس إكس بل من شركات ودول عدة؛ إذ أطلقت سبيس إكس وحدها أكثر من 2000 قمر صناعي خلال عام واحد وفقًا لموقع SpaceFlight Nation، مما يزيد من احتمالية سقوط أو تحطم بعض هذه الأقمار، الأمر الذي يولد كميات كبيرة من الحطام الفضائي وتراكمه، وهو ما يعرف بـ متلازمة كيسلر.
تحذر إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية من أن أقمار ستارلينك قد تسبب إصابات خطيرة أو حتى الوفاة بحلول 2035 إذا خرجت عن المدار أو تحطمت، مستندة إلى تقرير يؤكد بقاء حوالي 28 ألف قطعة من الأقمار الصناعية الخارجة من المدار في الفضاء بعد إعادة دخولها الغلاف الجوي لسنوات قادمة؛ وهذا بدوره يرفع احتمالية الاصطدامات المتسلسلة والمزعزعة للسلامة الفضائية. يشير ماكدويل إلى أن فقدان نسبة صغيرة جداً تصل إلى واحد بالمئة من أقمار ستارلينك يعني وقوع حوالي 300 قمر قد يسبب سلسلة تصادمات خطيرة في مدار الأرض المنخفض. وجدير بالذكر أن المنطقة التي تقع بين 600 و1000 كيلومتر تحتوي على مخزون كبير من مراحل الصواريخ القديمة والحطام المتنوع.
التأثيرات البيئية لأقمار ستارلينك الصناعية على الغلاف الجوي وطبقة الأوزون
بعيدًا عن مخاطر الاصطدام وتكدس الحطام، تشمل تداعيات أقمار ستارلينك الصناعية تأثيرات بيئية هامة على الغلاف الجوي؛ حيث تتحلل المعادن المستخدمة في تصنيع هذه الأقمار مثل الألومنيوم والليثيوم والنحاس عند إعادة دخولها الغلاف الجوي، ثم تنتشر الجزيئات الدقيقة الناتجة في طبقة الستراتوسفير، ما قد يؤدي إلى الإضرار بطبقة الأوزون ورفع مستويات الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تؤثر على صحة الإنسان والكائنات الحية.
أوضحت دراسة حديثة أن هذه الجسيمات المعدنية قد تصل إلى ما يعادل نصف محتوى حمض الكبريتيك في طبقة الستراتوسفير العليا؛ كما أوضح دانييل مورفي من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن الألومنيوم يمكن أن يتفاعل مع كلوريد الهيدروجين ليشكل مركب كلوريد الألومنيوم، الذي يتحلل تحت تعرّضه للضوء ويطلق الكلور، مما يسرّع من تدمير الأوزون ويزيد من فرصة ظهور سحب قطبية ضارة تؤثر في جودة طبقة الأوزون واستقرارها.
التحديات المستقبلية وحلول الاقتصاد الدائري للحفاظ على سلامة مدار الأرض المنخفض
تواجه الأقمار الصناعية الصناعية كأقمار ستارلينك تحديات أمنية وبيئية مستعصية، حيث يشير ماكدويل إلى أن دورة حياة هذه الأقمار التي تتراوح بين خمس إلى سبع سنوات ستؤدي إلى عمليات إعادة دخول متكررة تصل إلى خمس مرات يوميًا في المستقبل القريب، مما يزيد احتمال تجدد متلازمة كيسلر، ويعقد من إدارة الفضاء بأمان. كما أن الأقمار الصينية التي تدور فوق ارتفاع 1000 كيلومتر تحمل خطراً إضافياً بسبب عدم استطاعة الغلاف الجوي سحب الشظايا لفترات قد تمتد لقرون، مع غياب خطط رسمية لإزالتها.
أبدى العلماء قلقهم من أن الآثار البيئية غير واضحة بشكل كافٍ حتى الآن، وقد تحمل المستقبل مخاطر غير متوقعة للبشرية والبيئة، مما يحتم تبني استراتيجيات مستدامة؛ ويبرز من بين هذه الحلول مفهوم الاقتصاد الدائري في الفضاء الذي يشمل:
- إعادة التزود بالوقود في المدار
- الإصلاحات التقنية المتقدمة للأقمار الصناعية
- إعادة التدوير والتصنيع داخل الفضاء
هذه الإجراءات ضرورية للحفاظ على سلامة المدار الأرضي والحد من الحطام، كما أكد آدم ميتشل من وكالة الفضاء الأوروبية، فيما تساءل بيير ليونيت، المدير الإداري لشركة ASD Eurospace، عما إذا كانت سياسات شركات مثل سبيس إكس ستتسبب بمشكلة كبيرة خلال الثلاثين عامًا القادمة. مع توسع مشاريع ضخمة مثل مشروع Amazon Kuiper الذي يخطط لإطلاق أكثر من 3200 قمر صناعي، يبدو أن السيطرة على تراكم الحطام الفضائي والآثار البيئية المصاحبة له أصبح مطلباً ملحاً، يستوجب تنسيقاً وتنظيماً دوليين دقيقين للحفاظ على سلامة الأرض والفضاء معًا.
| المخاطر | التأثيرات المحتملة |
|---|---|
| تراكم الحطام الفضائي | مخاطر الاصطدام وفقدان الأقمار الصناعية |
| تأثير المعادن المتحللة في الغلاف الجوي | اضرار بطبقة الأوزون وزيادة الأشعة فوق البنفسجية |
| عدم وجود خطط للإزالة للأقمار القديمة | استمرار تهديدات بيئية Longer term risks |
