أول نظام حلقات يتكون حول جرم غامض يكشف تفاصيل جديدة في فهم الفضاء

نظام الحلقات الكونية حول جرم “شيرون” الغامض: اكتشاف غير مسبوق يعيد تعريف علم الفلك

اكتُشف لأول مرة نظام الحلقات الكونية حول جرم فضائي صغير يُدعى “شيرون”، في دراسة علمية تضاهي بحجم أهميتها حلقات كوكب زحل الشهيرة؛ يمثل هذا الاكتشاف نقلة نوعية في فهم تكوين الحلقات حول الأجرام السماوية المختلفة ويجمع بين الغموض والاهتمام العلمي الكبير.

الاكتشاف الفريد لنظام الحلقات الكونية حول جرم شيرون

تمكن فريق بحثي دولي يضم خبراء من البرازيل وفرنسا وإسبانيا من توثيق وجود نظام حلقات كونية حول “شيرون”؛ وهو جرم ينتمي إلى فئة الأجرام القنطورية الصغيرة التي تجمع بين خصائص المذنبات والكويكبات في آن واحد، ويقع في منطقة نائية من النظام الشمسي بين مداري زحل وأورانوس، على بعد مليارات الكيلومترات من الأرض. ويحيط بهذه الأجرام نظام من أربع حلقات رئيسية إلى جانب سحابة من المواد المنتشرة حولها، ما يجعل هذا الاكتشاف يشكل خطوة متقدمة في استكشاف الأبراج الفضائية الصغيرة.

تفاصيل تكوين نظام الحلقات الكونية حول جرم شيرون

اعتمد الباحثون على تحليل بيانات دقيقة جمعت خلال 12 عامًا من مرصد “بيكو دوس دياز” في البرازيل، لتأكيد وجود أربع حلقات واضحة تحيط بـ”شيرون”. وتقع ثلاث حلقات داخلية كثيفة بين مسافات تتراوح بين 273 و438 كيلومترًا من مركز الجسم، في حين تمتد الحلقة الرابعة إلى مسافة غير معتادة تبلغ 1400 كيلومتر. وقد لاحظ الفريق تغييرات ديناميكية في الحلقات عبر فترات المراقبة، ما يشير إلى طبيعة متطورة لهذه البنية الحلقيّة. وتُشكل هذه الحلقات مزيجًا من جليد الماء والمواد الصخرية، وهو تركيب شبيه بحلقات كوكب زحل، ما يفسر استقرارها وعدم تكتل جزيئاتها لتكوين أقمار صغيرة.

أصول وتفسير نظام الحلقات الكونية حول جرم شيرون باستخدام تقنية الاحتجاب النجمي

تناولت الدراسة عدّة فرضيات تتعلق بأصل هذه الحلقات، من ضمنها إمكانية نشأتها نتيجة اصطدام كوني دمّر قمرًا تابعًا لجرم “شيرون”، أو بسبب تصادم عدة أجسام فضائية أصغر، أو عبر انبعاث مواد من شيرون نفسه خلال فترات نشاطه التي تشبه ظاهرة المذنبات. يعتبر الفلكي براغا ريباس، أحد المشاركين في البحث، هذا النظام الحلقي مختبرًا طبيعيًا فريدًا لدراسة آليات تشكل الحلقات والأقمار حول الأجسام الصغيرة. واستخدم الفريق تقنية “الاحتجاب النجمي” لرصد مرور “شيرون” أمام نجم بعيد، بهدف قياس التغيرات الدقيقة في ضوء النجم أثناء هذا المرور، الأمر الذي مكنهم من رسم خريطة تفصيلية ودقيقة لبيئة “شيرون” إلى مستوى يتراوح بالكيلومترات فقط.

خصائص الحلقات حول جرم شيرونالتفاصيل
عدد الحلقات4 حلقات رئيسية مع سحابة من المواد
المسافات من مركز الجسم273 إلى 438 كيلومتر للحلقات الداخلية، و1400 كيلومتر للحلقة الخارجية
المواد المكونةجليد الماء ممزوج بمواد صخرية
طبيعة النظامديناميكي ومتطور مع تغيرات ملحوظة عبر الزمن
  • نظام الحلقات الكونية حول جرم شيرون يظهر لأول مرة بشكل مفصل ودقيق
  • اعتماد تقنية الاحتجاب النجمي لرصد الظاهرة بكفاءة مذهلة
  • تحليل ديناميكية الحلقات يساعد على فهم نشأتها وتطورها

يمثل هذا النظام الحلقي الحديث تحوّلًا علميًا مهمًا في مجال دراسة الأجسام الصغيرة في النظام الشمسي، كما يفتح آفاقًا جديدة لفهم الطرق التي تتشكل بها الحلقات والأقمار حول تلك الأجرام، عبر مزيج من التحليل الدقيق والمراقبة المستمرة، مما يعزز من علوم الفلك ويقدم نموذجًا استثنائيًا يمكن دراسته باستفاضة مستقبلًا.