تجارة النيازك في ليبيا تشهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مستفيدة من حالة الاضطرابات والافتقار للرقابة على تداول هذه الأحجار المعدنية النادرة، حيث تحقق هذه التجارة أرباحًا باهظة وتفتح أبوابًا جديدة للمربحين في السوق.
تجارة النيازك في ليبيا وتأثير الاضطرابات السياسية على سوق الأحجار الفضائية
شهدت تجارة النيازك في ليبيا ازدهارًا واضحًا نتيجة الظروف الأمنية المتقلبة التي تعيشها البلاد، إذ يتم بيع هذه الأحجار النادرة بأسعار مرتفعة وسط غياب الرقابة الحكومية الفعالة على هذا النوع من المعادن الثمينة، مما جعل السوق الليبي مكانًا خصبًا للمستثمرين وأصحاب المصالح في هذا المجال. في إحدى الحكايات المثيرة، اكتشف راعي أغنام في منطقة توكرة شمال شرق ليبيا حجرًا صغيرًا، أملس الوزن وثقيلًا، لم يكن يعلم في البداية قيمته الحقيقية، قبل أن يتأكد من كونه نيزكًا ثمينًا تصل قيمته إلى آلاف الدولارات بعد نشر صورته عبر مجموعات على فيسبوك. هذا الاكتشاف حول حياة الراعي بشكل جذري عندما تمكن من بيع الحجر مقابل 2800 يورو، بعد تواصله مع مختصين في تجارة الأشياء الثمينة.
مصادر النيازك في ليبيا ودراسة خصائص الصخور الفضائية في هضبة دار الغاني
تعد ليبيا من أغنى البلدان في العالم بصخور الفضاء التي تتواجد بشكل طبيعي على أراضيها، خاصة بعد اكتشاف زجاج الصحراء الليبي في عام 1933 بصحراء بحر الرمال العظيم في الجنوب الشرقي للبلاد. أظهرت دراسات علمية حديثة نشرتها مجلة “أمريكان مينرولوجيست” أن المعادن التي تتكون على هذه النيازك تُشكّل تحت ضغط ودرجات حرارة عالية جدًا، مما يشير إلى أنها نتاج اصطدام نيزك بالكوكب. يتواجد الجزء الأكبر من هذه الصخور على هضبة دار الغاني الجيرية الممتدة نحو 200 كيلومتر جنوب توكرة، حيث يوفر سطحها المقاوم للتعرية الريحية والمناخ الجاف ظروفًا مثالية للحفاظ على النيازك دون تآكل. تشمل الاكتشافات العلمية هناك أكثر من 1200 نيزك، وسرعان ما استغل البعض هذه الثروة الطبيعية لتحويلها إلى تجارة مربحة يمكن من خلالها بيع القطع الصغيرة بأقل من 200 غرام بأسعار تصل إلى 10,000 يورو، وتتراوح أسعارها عمومًا بين 150 و700 دولار لكل كيلوغرام.
الوزن | السعر التقريبي |
---|---|
أقل من 200 غرام | حتى 10,000 يورو |
كيلوغرام واحد | 150 – 700 دولار |
تحديات تجارة النيازك في ليبيا ونداءات لتشديد الرقابة القانونية
تواجه ليبيا منذ عام 2011 صعوبات كبيرة في تأمين حدودها الجنوبية التي تمتد على مسافة 1790 كيلومترًا، وتربطها بشكل مباشر بكل من السودان والنيجر وتشاد، ما انتهزته شبكات تهريب دولية لنقل وبيع النيازك والأحجار الكريمة بشكل غير قانوني. في معطى متصل، عرض الفلكي الأردني عماد مجاهد قبل سنوات نيزكًا بلغ وزنه 6.5 كيلوغرام للبيع عبر منصات التواصل، موضحًا ندرة وحداثة هذا النيزك المكتشف في جنوب ليبيا. وفي إطار تجارة مشابهة، بيع نيزك مريخي بوزن 22 كيلوغرامًا في النيجر خلال مزاد في نيويورك مقابل 4.6 مليون يورو، وهو رقم قياسي أثار جدلًا واسعًا بشأن شرعية خروجه ومدى احترام حقوق البلد المكتشف له. طالب خبراء قانونيون بضرورة وضع ضوابط قوية لوقف تصدير الأحجار الكريمة والنيازك مؤقتًا، لحين وضع قوانين تحكم هذه التجارة تحمي الثروات الوطنية وتمنع الاستغلال غير القانوني.
- غياب الرقابة الحكومية الفعالة هو السبب الرئيسي لتوسع تجارة النيازك في ليبيا
- وجود مصادر نيازكية كبيرة مثل هضبة دار الغاني يسهم في فرص استثمارية مربحة
- حدود ليبيا المفتوحة تشكل مخاطر تهريب لبعض الأحجار الثمينة
- الدعوات القانونية لتشديد الرقابة تؤكد ضرورة تنظيم السوق لحماية الحقوق