بعد عودته السالمة إلى كوكب الأرض, أظهر رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في بث مباشر كأول تواجد له في الإعلام. كشف مركز محمد بن راشد للفضاء عن تنظيم مؤتمر صحفي يجمع طاقم Crew-6 للحديث عن المهمة التي استغرقت نصف عام, وذلك في الثاني عشر من سبتمبر، الساعة 10:15 مساءً بتوقيت الإمارات.
أحرز سلطان النيادي إنجازات تاريخية أثبتت جدارة الإمارات على الصعيد الإقليمي والعالمي كأول دولة عربية تكمل مهمة فضائية طويلة بهذا الحجم، وذلك خلال فترة بقائه الستة أشهر في محطة الفضاء الدولية. خلال هذه الفترة، قام بتنفيذ تجارب علمية متقدمة بغرض خدمة الإنسانية والمجتمع العلمي على نطاق واسع.
في إحدى المراحل البارزة من رحلته، أصبح النيادي الرائد الفضاء العربي الأول الذي شارك في مهمة “السير في الفضاء” خارج محطة الفضاء الدولية، وهي جزء من البعثة 69 في أبريل الماضي. استمرت المهمة لنحو سبع ساعات، حيث تم إنجاز مهام أساسية مثل الصيانة والتحديث بالإضافة إلى تجهيز الألواح الشمسية على المحطة، مؤكدًا دور الطاقة الشمسية كمصدر أساسي للطاقة المتجددة في التشغيل اليومي للمحطة.
تميزت هذه الرحلة بترسيخ مكانة الإمارات كقوة رائدة في مجال الفضاء على مستوى العالم، حيث جعلت الإمارات في المرتبة العاشرة عالميًا من حيث مهمات السير في الفضاء خارج المحطة الدولية. هذا الإنجاز يبرز الجهود المبذولة من قِبل مركز محمد بن راشد لاستمرار التنقيب عن الفضاء ويعد إضافة قيمة للمساهمات العربية في استكشاف الفضاء.
على مدار مهمته، قضى النيادي حوالي 4000 ساعة في الفضاء، مساهمًا بشكل فعال في تقدم الأبحاث العلمية والتكنولوجية في الدولة. قام بتنفيذ نحو 200 تجربة علمية في مجالات متنوعة استلزمت حوالي 585 ساعة، بما في ذلك دراسة التأثيرات الجاذبية على ردود فعل الخلايا البشرية تجاه الالتهابات وغيرها من الأبحاث الهامة، مشاركًا في ذلك مع رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي وطاقم بعثة 69.
بالإضافة إلى ذلك، تميزت مهمة النيادي بتعزيز التواصل مع المجتمع من خلال سلسلة “لقاء من الفضاء” التي شدت انتباه أكثر من 10 آلاف شخص، مما ساعد في ترويج الثقافة العلمية في هذا المجال وتحفيز الأجيال القادمة من العلماء والباحثين.
هذه المهمة، التي بدأت في الثالث من مارس الماضي تحت إشراف مركز محمد بن راشد للفضاء كجزء من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، تمثل الخطوة الأولى في مهمات طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب. النيادي وصل إلى المحطة على متن “سبيس إكس دراغون إنديفور” مع فريق “Crew-6”.
يجدر بالذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء يتم تنفيذه برعاية مركز محمد بن راشد للفضاء، ويتم تمويله من قِبل صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع لهيئة تنظيم الاتصال
