جيزيل خوري.. إعلامية لبنانية حلمت بدعم سكان القدس واغتيل زوجها وعانت كثيرا مع المرض

توفيت الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري اليوم الأحد، وقد خلفت وراءها إرثاً إعلامياً طويلاً يعتبر نموذجاً يحتذى به للعديد من الإعلاميين الذين يتبعون مبادئ المهنة وأخلاقيات نقل الأخبار والأحداث الصحفية بدقة ونزاهة. وكانت تشتهر بطريقتها الفريدة في اختيار الضيوف في المقابلات التلفزيونية والتحدث بمواضيع تفيد البلد والشعب.

جيزيل خوري.. إعلامية لبنانية حلمت بدعم سكان القدس واغتيل زوجها وعانت كثيرا مع المرض
جيزيل خوري

حياة جيزيل خوري الاحترافية والاجتماعية والعائلية شهدت العديد من التحديات، بما في ذلك علاقتها بابنتها وأثر ظروف الحياة على تلك العلاقة. كما شهدت بيروت تغييرات كبيرة على مر الزمن، وقد عبّرت جيزيل عن حبها العميق للمدينة وللوطن العربي بشكل عام. وقالت عن بيروت: “بيروت مثل الأم التي تفتح ذراعيها للجميع وتحنو على أولادها”.

ومن المعروف أن جيزيل كانت تحلم بزيارة القدس، وكانت تعتبر هذه الزيارة فرصة لدعم سكان القدس الشرقية والتعبير عن تضامنها معهم. كانت دائماً تتحدث عن جمال بلدها وعن أهلها رغم التحديات التي واجهوها، وكانت تشير إلى أهمية الوحدة والتماسك.

جيزيل خوري بدأت مسيرتها الإعلامية في أواخر عام 1985 عبر قناة “إل بي سي”، وسرعان ما تطورت مهنياً حتى أصبحت مقدمة برامج حوارية ثقافية معروفة. في عام 2002، انضمت إلى فريق “إم بي سي” وساهمت في إطلاق القناة العربية.

قامت بتقديم برامج حوارية سياسية على قناة “العربية” في الفترة بين عامي 2003 و2013، وفي عام 2009 شاركت في تأسيس شركة “الراوي” للإنتاج الإعلامي. قدمت أيضاً برامج على شبكة “بي بي سي” وقناة “سكاي نيوز عربية”.

تأثرت حياتها باغتيال زوجها، الصحفي سمير قصير، في عام 2005، وقررت بعد ذلك تأسيس مؤسسة تحمل اسمه لرصد انتهاكات حرية الإعلام والثقافة في العالم العربي. شغلت مناصب عديدة في المجال الإعلامي ونالت جوائز عديدة تقديراً لجهودها.

رغم معاناتها مع مرض السرطان، استمرت جيزيل خوري في العمل الإعلامي والدفاع عن حرية الصحافة حتى اللحظات الأخيرة من حياتها. انتقلت إلى رحمة الله في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، ماركةً نهاية حياة حافلة بالإنجازات والعطاء. ولقد عبر الجميع على منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم العميق لفقدانها.

close