تراجع الذهب في سوريا وسط تقلبات الليرة يعيد تشكيل أسعار المعادن النفيسة محليًا

الذهب يتراجع في سوريا رغم بريقه عالميًا بفعل تغيرات الليرة السورية وتأثيرها المباشر على الأسعار داخل الأسواق المحلية، حيث شهدت تعاملات اليوم الأربعاء تقلبًا غير متوقع في أسعار الذهب وسط صعود مستمر للذهب عالميًا وتعزيز قوة الليرة أمام الدولار، وهو ما أحدث نقلة في مشهد سوق الذهب السوري، وأثار حالة من الحذر والترقب بين المتعاملين والمستثمرين.

تعرف على أسباب تراجع أسعار الذهب في سوريا رغم ارتفاعه عالميًا

شهد سوق الذهب في سوريا تغيرًا مفاجئًا خلال منتصف تعاملات اليوم الأربعاء، حيث تراجع المعدن الأصفر بعد مكاسب صباحية ملحوظة، في وقت لا يزال الذهب يواصل ارتفاعه على المستوى العالمي، وسط بيانات اقتصادية داعمة، وكان السبب الرئيسي يعود إلى ارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، الذي قلب موازين الأسعار محليًا. تحركات الليرة أضافت بعدًا خاصًا للسوق السورية، حيث تتسم الأسعار بحساسية عالية تجاه أي تقلب للعملة، مما يجعل الليرة العاملة المحركة الأساسية لسعر الذهب داخل البلاد. ويبرز هذا الأمر التباين الواضح بين سوق الذهب السوري والأسواق العالمية، التي تتحرك غالبًا تبعًا للعوامل الدولية كالاقتصاد الأمريكي والتوترات العالمية.

أحدث أسعار الذهب في سوريا وتأثير الليرة القوي على السوق المحلي

تُعتبر أسعار الذهب في سوريا مقياسًا واضحًا لتأثير الليرة السورية على السوق، حيث أظهرت الجداول التالية التغيرات الكبيرة التي طرأت بسبب ارتفاع قيمة الليرة أمام الدولار، رغم ارتفاع السعر العالمي للذهب:

وحدة الذهب السعر بالليرة السورية السعر بالدولار الأمريكي
ذهب 24 قيراط 1,539,000 ليرة $139.18
ذهب 22 قيراط 1,411,000 ليرة $127.58
ذهب 21 قيراط 1,347,000 ليرة $121.78
ذهب 18 قيراط 1,154,000 ليرة $104.39
ذهب 14 قيراط 898,000 ليرة $81.19
ذهب 12 قيراط 770,000 ليرة $69.59
الأونصة 47,873,000 ليرة $4,329.00
الجنيه الذهب 10,774,000 ليرة $974.26

يشير المتابعون الاقتصاديون إلى أن صعود قيمة الليرة في الأيام الأخيرة يشكل ضغطًا كبيرًا على أسعار الذهب في السوق السوري، إذ يقلل الطلب ويحد من ارتفاع السعر رغم العوامل العالمية التي تدفعه للارتفاع، ما يعكس الخصوصية الاقتصادية السورية التي تجعل الليرة المؤثر الأكبر في تحديد ميزان الذهب.

تداعيات الليرة على سوق الذهب السوري في ضوء الأوضاع الاقتصادية العالمية والرسمية

على الجانب الرسمي، نفى مصرف سوريا المركزي الشائعات التي انتشرت مؤخرًا حول إصدار عملة رقمية مرتبطة بالليرة أو بعملات أخرى، في محاولة منه لوضع حد للبلبلة التي أثرت على ثقة المتعاملين، حيث أثرت هذه الأخبار على تحركات السوق إلى حدٍّ ما، ما زاد من حدة التوتر والقلق بين التجار والمستثمرين في الذهب. وفي المقابل، يشهد الذهب على المستوى العالمي ارتدادًا إيجابيًا مدعومًا بضعف سوق العمل الأمريكية، وما يحفّز توقعات بخفض أسعار الفائدة، فارتفع سعر المعدن الأصفر في التداولات الفورية بنسبة 0.4% ليتم التداول به عند 4,318 دولارًا للأونصة وفق توقيت غرينتش الساعة 12:05، الأمر الذي يعكس تعقيد المشهد وخصوصية السوق السورية التي تحكمها الليرة بشكل أساسي قبل أي عوامل عالمية أخرى. ومن هذا المنطلق، يمكن تصنيف العوامل المؤثرة في سوق الذهب السوري بالتالي:

  • تذبذب سعر صرف الليرة مع الدولار وتأثيره المباشر على السعر المحلي للذهب
  • الاستقرار أو التغير في السياسات الاقتصادية والنقدية السورية، وتأثيرها على ثقة المستثمرين
  • العوامل الدولية التي تؤثر على سعر الذهب عالميًا كالبيانات الاقتصادية الأمريكية وأخبار الفائدة
  • تأثير الشائعات والأخبار المتعلقة بالعملات الرقمية على السلوك الشرائي في السوق المحلية

تظل حركة الليرة هي المتحكم الأبرز في تحديد مسار أسعار الذهب في سوريا، ما يفرض على المستثمرين والمستهلكين مراقبة السوق النقدية بدقة دائمًا، فتقلبات العملة تفوق في تأثيرها حتى الارتفاعات العالمية للذهب، وهو ما يجعل من سوق الذهب السوري حالة فريدة تتطلب فهمًا معمقًا لمحركاتها المحلية والدولية، في ظل معادلة معقدة تحكم السوق وترسم ملامح المشهد بأسلوب استثنائي.