الأسواق الآسيوية تبدأ أسبوع الوداع بنبرة قلق مع تراجع ثقة المستثمرين والتأثيرات المحتملة على الاستثمارات

القلق يخيّم على الأسواق الآسيوية مع بداية آخر أسبوع تداول في 2025، مع تساؤلات متجددة حول استمرارية نجاح طفرة الذكاء الاصطناعي وسط تراجع وشيك في أرباح الشركات، حيث انخفض مؤشر «إم إس سي آي» للأسهم الآسيوية بنسبة 0.7% اليوم، مدفوعًا بهبوط قوي في سوق كوريا الجنوبية بنسبة 1.5%، والتي كانت من أكبر الرابحين في سوق الذكاء الاصطناعي خلال العام؛ مما دفع المستثمرين إلى التراجع عن التفاؤل والتحول نحو الحذر في مواقفهم الاستثمارية.

تأثير الهبوط في وول ستريت على ثقة المستثمرين في قصة الذكاء الاصطناعي بالأسواق الآسيوية

تأتي مخاوف الأسواق الآسيوية متزامنة مع موجة بيع واسعة في أسهم التكنولوجيا بأمريكا، حيث ألقت خسائر وول ستريت الأسبوع الماضي بظلالها على المعنويات العالمية، خصوصًا مع تصاعد الشكوك بشأن قدرة شركات التكنولوجيا الكبرى على تبرير التقييمات المرتفعة وإنفاقها الكبير على مشاريع الذكاء الاصطناعي، في ظل تباطؤ نمو الأرباح عالمياً؛ ورغم محاولة الأسواق الأمريكية مدّ موجة استقرار طفيفة عبر ارتفاع العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية بنسبة 0.2% خلال الجلسة الآسيوية، إلا أن حالة الحذر ما زالت تسيطر على المشهد، مع تساؤلات جادة حول مدى استدامة قصة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب.

تراجع الأداء الاقتصادي في الصين والمعضلات التي تهدد استقرار قصة الذكاء الاصطناعي في آسيا

في الصين، تواصل البيانات الاقتصادية المتراجع تلوح بتحديات جديدة؛ حيث بلغ نمو مبيعات التجزئة في نوفمبر 1.3% فقط، وهو الأسوأ منذ جائحة كورونا، متجاوزًا التوقعات السلبية، كما سُجل تراجع في مستويات الاستثمار؛ في الوقت نفسه، يثير استرداد ديون بقيمة 3 مليارات دولار في شرق البلاد مخاوف بشأن هشاشة النظام المصرفي الموازي وتجدد أزمات العقارات، مما يزيد من عدم اليقين بشأن مدى قدرة قصة الذكاء الاصطناعي على الاستمرار وسط بيئة اقتصادية مضطربة.

الأصول الآمنة وواقع المخاطر: كيف يؤثر القلق حول قصة الذكاء الاصطناعي على الأسواق؟

في ظل الأجواء المتقلبة والضغط على قصص النمو مثل الذكاء الاصطناعي، تتجه أنظار المستثمرين نحو الأصول الآمنة؛ حيث يواصل الذهب تحقيق مكاسب لليوم الخامس على التوالي، مستفيدًا من تقليل الاحتمالات المتعلقة بخفض الفائدة الأمريكية، وذلك وسط تصريحات متفاوتة من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي. وقد ارتفع الذهب بأكثر من 60% منذ بداية العام، بينما تقترب الفضة من مضاعفة قيمتها، مما يجعلهما في طريقهما لتحقيق أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 1979، مع استمرار المخاوف من تشكل فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي. ويرى المحللون أن الأسواق الآسيوية، بسبب اعتمادها الكبير على سلاسل توريد التكنولوجيا، معرضة بشكل خاص لأي تصحيح محتمل.

  • تراجع مؤشر «إم إس سي آي» للشرق الأقصى اليوم 0.7%
  • هبوط سوق كوريا الجنوبية بنسبة 1.5%
  • مبيعات التجزئة الصينية تنمو بنسبة 1.3% فقط في نوفمبر
  • استرداد ديون بقيمة 3 مليارات دولار يزيد المخاوف المالية
  • ارتفاع العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.2% خلال الجلسة الآسيوية
  • ارتفاع الذهب والفضة نحو أفضل أداء سنوي منذ 1979
المؤشر التغير (%)
مؤشر MSCI للأسهم الآسيوية -0.7
سوق كوريا الجنوبية -1.5
نمو مبيعات التجزئة في الصين +1.3
العقود الآجلة للأسهم الأمريكية +0.2
ارتفاع الذهب منذ بداية العام +60

تتضافر هذه العوامل مع اقتراب اجتماعات البنوك المركزية الكبرى في اليابان وإنجلترا، لتسجل نهاية عام 2025 في جو من الترقب والقلق؛ حيث يبدو أن الثقة في قصة الذكاء الاصطناعي تواجه اختبارًا حقيقيًا، وسط مخاوف متزايدة من تصحيح قد يؤثر بشكل مباشر على الأسواق الآسيوية التي تعتمد بشكل ملحوظ على التقنيات وسلاسل التوريد الخاصة بها.